بعد عام ونصف من توقّف خوادم لعبة «وورلد اوف ووركرافت» عن العمل في الصين بسبب نزاع بين شركتي «بليزرد» و«نت ايز»، أعاد الصينيون الذين ينتابهم حنين إليها، ومعظمهم من جيل الألفية، اختبار هذه اللعبة التي طبعت طفولتهم.
وفي أحد مقاهي الإنترنت في بكين، وبينما ينقر أشخاص آخرون على لوحات مفاتيح ملوّنة بحماسة، يقول وي جيا (35 عاما) إنه يشعر «بالحنين»، مشيراً إلى أن ما يمارسه مشابه لـ«رحلة إلى الماضي» من خلال الاحتفاء بعودة اللعبة، بحسب حديثه إلى وكالة «فرانس برس».
ويقول الرجل الذي ينتمي إلى جيل الألفية (مَن وُلدوا في ثمانينات القرن العشرين وتسعيناته) «كان لهذه اللعبة تأثير كبير عليّ، كنت أسهر طوال ليالي أسبوع كامل لألعبها».
ولكن نظراً إلى عمره، يقرّ بأنه بات غير قادر على ممارسة اللعبة «بصورة مكثفة» كما كان يفعل من قبل.
لعبة ذات أسلوب مشوق
تُعرف «وورلد اوف ووركرافت» بأسلوبها المشوق ويشارك فيها عدة لاعبين في نفس الوقت في عالم خيالي من القرون الوسطى.
وتحظى هذه اللعبة بشعبية كبيرة في مختلف أنحاء العالم، وكانت منتشرة خصوصاً في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وجرى إيقاف الخوادم الصينية للعبة في يناير 2023 بسبب خلاف بين شركة «بليزرد» الأميركية مبتكرة اللعبة، ومجموعة «نت إيز» العملاقة، ما أثار موجة من الغضب والحزن بين محبي اللعبة.
وأعلنت الشركتان في نوفمبر 2022 فشل مفاوضات لتجديد عقود التشغيل.
ويقول ليو هاوران (30 عاما) الذي أوضح أنه يعمل في مجال الإعلام، إنه ذهب مسرعاً إلى مقهى الإنترنت الواقع قرب مكان عمله عندما أُعلن عن إعادة عمل خوادم «وورلد اوف ووركرافت» الخميس.
ويقول الرجل الذي بدأ يمارس هذه اللعبة في العام 2004 «كوّنت صداقات كثيرة» خلال اللعب، مضيفاً «أن عدداً كبيراً من أصدقاء طفولتي يلعبونها».
مراقبة النجوم في ناغراند
ومن بين أفضل ذكرياته، أمسية قضاها مع أحد اللاعبين لمراقبة النجوم في ناغراند، وهي منطقة في «وورلد اوف ووركرافت»، وليلة رأس سنة تمكّن خلالها وزملاؤه من الاستمتاع بالألعاب النارية في مدينة ستورم ويند الخلابة.
ويقول «كنا نتحدث ونحيي بعضنا البعض، ونقوم بالعد التنازلي للعام الجديد في وورلد اوف ووركرافت»
- «وورلد اوف ووركرافت» ستُتاح مجددا في الصين
- وقف لعبة «وورلد أوف ووركرافت» في الصين
ويقول وانغ جينغ (44 عاماً) لوكالة «فرانس برس» إنه تعرّف إلى أصدقاء جدد. وقبل إعادة تشغيل الخوادم، كانت مجموعة اللاعبين التي ينتمي إليها عبر تطبيق المراسلة «وي تشات» تضم أكثر من مئة عضو.
ويضيف «خلال السنوات التي لعبنا فيها وورلد اوف ووركرافت، انتقلنا من فئة الشباب إلى فئة الأشخاص متوسطي العمر».
أما راهناً وبالنسبة له ولأصدقائه، فقد «كبر» أطفالهم وبات «لديهم مجدداً الوقت والطاقة» للعب وورلد اوف ووركرافت و«تكوين صداقات جديدة».
ويشير وي جيا إلى أنه شعر «بإحباط» بعد المشكلة بين «بليزرد» و«نت إيز»، لكنه يبدي سعادة بإمكانية لعب «وورلد اوف ووركرافت» مجدداً.
ويختم حديثه قائلاً «يمكننا أن نعاود اللعب معاً ونتحدث عن الماضي. إنه أمر جيد».
تعليقات