Atwasat

«اختبار دم» قد يساعد في منع الإجهاض التلقائي

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 17 مايو 2023, 02:22 مساء
WTV_Frequency

تمكن فريق بقيادة طبيبة نسائية دنماركية من إثبات أن اختبار دم بسيطًا من شأنه توفير تفسيرات إضافية عن السبب الكامن وراء فشل الحمل، وهو ما يتيح فهم حالات الإجهاض التلقائي بصورة أفضل ويسهم أحيانًا في تجنُّب حدوثها. 

ويطال الإجهاض التلقائي امرأة من كل عشر نساء خلال مرحلة ما من حياتها، فيما تأتي معدلاته مرتفعة في البلدان التي يتزايد فيها تأخر السكان لإنجاب الأطفال. ونشرت الطبيبة هنرييت سفاريه نيلسن المقيمة قرب العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، وفريقها دراسة في مجلة «ذي لانست» العلمية تحدد ما إذا كان الإجهاض التلقائي ناجمًا عن خلل في الكروموسومات أم لا.

ويمكن اللجوء إلى اختبار الدم في بداية مرحلة الحمل وتحديدًا من الأسبوع الخامس، على عكس ما كان يُعتمد سابقا. وتقول سفاريه نيلسن لوكالة «فرانس برس»، «في حال الإجهاض التلقائي، يمكن إخضاع المرأة إلى اختبار دم لمعرفة الخصائص الجينية للجنين». 

- المحكمة العليا الأميركية تزيل موقتاً القيود المفروضة على الحصول على حبوب الإجهاض 
- حذف المعلومات المضللة في «يوتيوب» عن الإجهاض
- إلغاء حق الإجهاض بالولايات المتحدة يضع سرية البيانات على المحك

وحتى اليوم، لم يكن اختبار دم مماثل معتمداً في الدنمارك سوى بعد تعرض المرأة إلى ثلاث حالات إجهاض متتالية، وفي حال كان الحمل في أسبوعه العاشر أو أكثر. وتقول الطبيبة الخمسينية «نحن في العام 2023، وينبغي ألا نعتمد فقط على عدد حالات الإجهاض التلقائي ومرحلة الحمل التي حصل خلالها الإجهاض كمعيار لتحديد إمكانية خضوع المرأة لاختبار الدم».

وفي فيدوفر، بات اختبار الدم مقترحًا على جميع النساء اللواتي تعرّضن لإجهاض تلقائي ولجأن إلى طوارئ المستشفيات. وأتت 75% نسبة من يوافقن منهن على إجراء الاختبار.

عزل الحمض النووي للجنين
وتقول إحدى هؤلاء النساء، رفضت ذكر هويتها، لأنها لم تتطرق إلى الموضوع مع مختلف أقربائها «كان إجراء الاختبار قرارا بديهيًا لي، فهو يسهم في فهم سبب الإجهاض التلقائي».
ويجري عزل الحمض النووي للجنين بعد إجراء اختبار الدم، ثم يخضع للتحليل بهدف تحديد ما إذا كان يظهر خللًا مهمًا في الكروموسومات أدى إلى إنهاء حياة الجنين. وتأتي النتائج إيجابية في 50 إلى 60% من الحالات.

وتوضح لينه فيرغه، العاملة في أحد المختبرات، أن الأطباء «يرون ما إذا كانت (أعداد) كروموسومات معينة تمثل مشكلة أكثر من غيرها، ويمكنهم تاليًا تحديد المخاطر المستقبلية».وفي حال لم يُرصد أي خلل في الكروموسومات، يتعمق الأطباء أكثر بحالة المريضة. وتقول نيلسن «نبدأ حينها بأخذ تفاصيل من المرأة عما حصل معها ونطرح عليها مجموعة من الأسئلة».

وقد يُفسَّر الإجهاض التلقائي باختلالات هرمونية لدى المرأة أو إصابتها بأمراض مرتبطة بالغدد الصماء أو حتى اعتمادها نمط الحياة غير مناسب. وهنا يبرز دور الطبيب في تحديد المخاطر وتوفير العلاج المناسب. وأُطلق المشروع الذي يحمل عنوان «كوبل» في العام 2020، ولا يزال قيد التقدم ويفترض أن يتيح إمكانية إنشاء قاعدة بيانات فريدة، من خلال جمع معلومات عن حالات مختلفة بفضل مجموعة من النساء هي الأكبر في دراسة على الإطلاق.

وتقول سفاريه «ستكون لدينا قاعدة بيانات تحمل موثوقية للإجابة بشكل صحيح عن الأسئلة المتعلقة بالإجهاض والإنجاب وصحة المراة عمومًا».

مأساة الإجهاض التلقائي
وتبدي سفاريه نيلسن التي تعمل في مجال الطب منذ 20 سنة، رغبة في تطوير ممارسات مقدمي الرعاية. وتلفت إلى أن «الإجهاض التلقائي شائع جدًا ويحصل بنسبة 25% في كل حالات الحمل»، مضيفة «رغم تكرار حالات الإجهاض، اكتفينا لسنوات عدة بإفراغ الرحم عقب خسارة الحمل» من دون إيلاء أهمية للعامل البيولوجي الذي تسبب في حدوث الإجهاض أو تأثيره على الصحة الذهنية للأزواج.

وقبل أن تنجب طفليها، تعرضت ريكي همنغسن إلى ثلاث حالات إجهاض. وتبدي راهنًا حماسة للمشروع الذي يمنحها الأمل في أن «عددًا أقل من النساء» سيختبرن ما اختبرته بنفسها. وتقول «إن المشروع يعطي معنى للألم والحزن الناتجين من كل إجهاض تلقائي».

والإجهاض التلقائي الذي غالبًا ما يشكل مأساة خاصة بالأزواج، نادرًا ما تجري مناقشته علنًا، وعندما يجري التطرق إليه تكون ردود الأفعال غير مناسبة أحيانًا. وتقول همنغسن إن «قول الجميع هذه مسألة طبيعية لا يجعل الأمور عادية أو غير محزنة للشخص المعني، لكن يبدو أنه يشجعنا على عدم التطرق لهذه المسألة».

ومن شأن طابع الحظر المحيط بهذا الموضوع أن يصعب إتاحة العلاجات المناسبة للنساء. وتقول همنغسن، وهي صحفية تبلغ 39 عامًا «ينبغي البدء في تناول الموضوع بصورة منفتحة أكثر، وإلّا كيف تقول للأشخاص إن ثمة متخصصين في هذا البلد يمكنهم مساعدتكم؟». وتعتبر سفاري نيلسن أن نتائج الدراسة قد تمنع على المدى البعيد حدوث 5% من 30 مليون إجهاض تلقائي سنويًا في العالم.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«آبل» تتخلى عن خطط صناعة شاشة «مايكروليد» لساعتها الذكية
«آبل» تتخلى عن خطط صناعة شاشة «مايكروليد» لساعتها الذكية
علماء يقتفون آثار الحيتان الحدباء في مياه أنتركتيكا المتجمدة
علماء يقتفون آثار الحيتان الحدباء في مياه أنتركتيكا المتجمدة
المسبار الأميركي الخاص على القمر يدخل في سبات دائم
المسبار الأميركي الخاص على القمر يدخل في سبات دائم
«نهج مبالغ فيه».. «ميتا» تتجه لرفع الحظر عن كلمة «شهيد» بعد سنوات من الانتقادات
«نهج مبالغ فيه».. «ميتا» تتجه لرفع الحظر عن كلمة «شهيد» بعد سنوات...
التلسكوب الفضائي الأوروبي «إقليدس» يستعيد رؤيته
التلسكوب الفضائي الأوروبي «إقليدس» يستعيد رؤيته
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم