Atwasat

الذكاء الصناعي يؤرق العاملين في مجال السرد الصوتي

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 14 مايو 2023, 04:04 مساء
WTV_Frequency

بدأ الذكاء الصناعي يحوّل عالم الكتب الصوتية، مع القدرة على إنشاء تسجيلات متسلسلة دون الاستعانة في كل مرة بإنسان يتولى مهمة السرد بالصوت، في تطور يثير قلق العاملين في مجال التسجيل الصوتي الذي يسجل انكماشا منذ سنوات، حسب وكالة «فرانس برس».

تسجّل «تانيا إبي» نصوصا بصوتها منذ عشرين عاما، ممتهنة هذه الوظيفة بدوام كامل. لكن خلال الأشهر الستة الماضية، تراجعت أنشطتها إلى النصف، شأنها في ذلك شأن الكثير من زملائها الذين تباطأت أعمالهم.

وتقول: «من المنطقي أن الذكاء الصناعي يؤثر علينا، وأظن أن الخطة المستقبلية تقوم على استبدال موظفين (بأنظمة الذكاء الاصطناعي) لخفض التكاليف».

وفيما لا يوجد حاليا أي نسق معلن للكتب الصوتية المطورة بالذكاء الصناعي، غير أنّ إخصائيين في القطاع يؤكدون أن الآلاف من هذه الكتب المطورة بالاعتماد على قاعدة بيانات صوتية باتت موجودة في الأسواق.

- تحدث عن ابتكارين.. مسؤول في فيسبوك: تشات جي بي تي «ليس ثوريا على الإطلاق»
- جرس إنذار من «المخاطر».. «عراب الذكاء الصناعي» يستقيل من «غوغل»
- «ميتا» تحذر من برامج خبيثة تحت ستار الذكاء الصناعي
- شركة أميركية تدرس استبدال موظفيها بتقنيات الذكاء الصناعي

ومن بين أكثر الخدمات تطورا في هذا المجال، تتيح «ديب زن» تقنية يمكن من خلالها تطوير كتاب صوتي بربع القيمة المترتبة على المشاريع التقليدية.
تعتمد هذه الشركة الصغيرة التي تتخذ مقرا لها في لندن، على قاعدة بيانات أنشأتها من خلال تسجيل أصوات ممثلين مختلفين طُلب منهم التعبير عن مشاعر متنوعة.
ويقول المدير العام لـ«ديب زن» «كاميس تايلان»: «وقّعنا اتفاق ترخيص مع كل الأصوات التي نستخدمها»، مضيفاً «ندفع في مقابل التسجيلات إضافة إلى دفع إتاوات في كل مرة نستخدم فيها صوتا من أجل مشروع».

تطور سريع يؤرق أصحاب المهنة
وتحذر« تانيا إبي» من أن الأمور تتطور بسرعة كبيرة لدرجة أن الكثير من الوافدين الجدد لا يتحلّون بالأخلاقيات نفسها، ويستعينون بأصوات من دون الدفع لأصحابها.
ويوضح «كاميس تايلان»: «ثمة منطقة رمادية تستغلها منصات عدة، إذ يأخذون أصواتا مختلفة لكم ولي ولخمسة أشخاص آخرين، ليصنعوا منها صوتاً جديداً من دون أن يدفعوا شيئا، بحجة أن الصوت لا يعود لأحد».

ونفت كل الشركات التي تواصلت معها وكالة «فرانس برس» القيام بمثل هذه الممارسات.

اتصال عاطفي
حسب الإحصائيات والبحث، فإن العديد من الأسماء في مجال النشر التقليدي تستخدم بالفعل ما يسمى «الذكاء الصناعي التوليدي»، وهي تكنولوجيا قادرة على إنشاء نصوص أو صور أو مقاطع فيديو أو أصوات، من دون تدخل بشري، اعتمادا على محتوى موجود.

وقالت ناطقة باسم شركة «أوديبل» العملاقة في مجال الكتب الصوتية، التابعة لمجموعة أمازون الأميركية، «لطالما كانت رواية القصص الاحترافية ضرورية للاستماع إلى أوديبل، وستظل كذلك». وأَضافت «مع ذلك، مع تحسن التكنولوجيا، نتصور مستقبلا يمكن أن يتعايش فيه التفسير البشري والمحتوى الذي يتم إنشاؤه (باستخدام الذكاء الصناعي)».

استثمارات واسعة
يستثمر عمالقة التكنولوجيا بشكل كبير في الذكاء الصناعي ، ويشاركون في الاقتصاد المزدهر للكتب الصوتية التي تم إنشاؤها بواسطة هذه البرمجيات.

في بداية العام، أطلقت «آبل» عرضا يشمل سرد القصص الرقمية، ويهدف، وفق الشركة، إلى جعل إنشاء الكتب الصوتية في متناول الجميع، لا سيما «للمؤلفين والمستقلين والناشرين الصغار».

تقدم «غوعل» خدمة مماثلة، تصفها بأنها للسرد الذاتي ويوضح «ديما أبراموف» أن السرد الآلي للقصص يفتح الباب أمام جميع الكتب الموجودة التي لم تُسجل (بالصوت)، وجميع الكتب المستقبلية التي ما كانت لتتحول أبدا (إلى كتب صوتية) بسبب القيود الاقتصادية، لافتا إلى أن 5% من الكتب الموجودة حاليا تتحول إلى «كتبا صوتية».

ويلفت إلى أن نمو السوق سيفيد الممثلين الصوتيين، إذ سيصنعون المزيد من التسجيلات ويكسبون المزيد من المال.

وتقول رئيسة جمعية رواة الكتب المسموعة المحترفين «إميلي إليت»: «إن سرد القصص، في جوهره، هو السماح للبشر بإعادة الاتصال بإنسانيتهم»، معتبرة أن رواية القصص يجب أن تظل بشرية بالكامل.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
اللغز وراء نقاء الهواء في القطب الجنوبي
اللغز وراء نقاء الهواء في القطب الجنوبي
الأول من نوعه في العالم: قانون لحماية سرية «البيانات العصبية»
الأول من نوعه في العالم: قانون لحماية سرية «البيانات العصبية»
قرغيزستان تحجب «تيك توك» بدافع «حماية الأطفال»
قرغيزستان تحجب «تيك توك» بدافع «حماية الأطفال»
«تيك توك لايت»... خدمة جديدة تثير مخاوف من سلوك «إدماني» لدى الشباب
«تيك توك لايت»... خدمة جديدة تثير مخاوف من سلوك «إدماني» لدى ...
«أبل» تسحب «واتساب» و«ثريدز» من متجرها الإلكتروني في الصين بطلب من بكين
«أبل» تسحب «واتساب» و«ثريدز» من متجرها الإلكتروني في الصين بطلب ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم