Atwasat

رابط وثيق بين الاحترار المناخي وزيادة تواتر الظواهر المناخية وحدتها

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 14 مارس 2023, 04:15 مساء
WTV_Frequency

ترتبط الظواهر المناخية الحادة المتعلّقة بدورة المياه، كموجات الجفاف والفيضانات، ارتباطا وثيقا بمتوسط درجات الحرارة في العالم، مع العلم أن حدّتها تشتد بصورة كبيرة، بسبب الاحترار المناخي، على ما أفادت دراسة حديثة تستند إلى بيانات جديدة.

واستخدم العلماء الذين أعدّوا الدراسة والمقيمون في الولايات المتحدة، أسلوبا مبتكرا في أعمالهم البحثية، إذ استندوا إلى بيانات جمعتها الأقمار الصناعية، لدراسة الظواهر المناخية المائية الحادة. وكانت دراسات مماثلة استندت حتى اليوم بصورة أساسية إلى معدلات المتساقطات، وفق «فرانس برس».

وفي دراسة نشرتها مجلة «نيشتر ووتر»، استخدم الباحثون بيانات تعود إلى السنوات الممتدة بين 2002 و2021 حتى يتوصلوا إلى تقديرات أفضل لأثر الاحترار المناخي على ظواهر الطقس الحادة، مع العلم أن هذا الأثر معروف نظريا لكن غير مُقاس بشكل جيد. وتوصل معدو الدراسة الجديدة إلى أن «شدّة الظواهر الحادة مرتبطة ارتباطا وثيقا بمتوسط درجات الحرارة العالمية»، أكثر من ارتباطها بأي عامل مناخي آخر (كظاهرة إل نينيو مثلا).

الأنشطة البشرية
ومنذ العام 2015، تزايدت وتيرة الظواهر المناخية إلى أربع مرات سنويا، بينما كانت تحدث ثلاث مرات خلال السنوات الـ13 التي سبقت الـ2015.

وقال ماثيو رودل، من وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) وأحد معدي الدراسة، في حديث إلى وكالة «فرانس برس»، إن ما توصلت إليه الدراسة «يشير إلى أننا سنشهد مستقبلا موجات جفاف وأمطارا أكثر تواترا وحدّة مع استمرار الاحترار المناخي».

ولفت إلى أن «الهواء الساخن يزيد من معدلات تبخر المياه التي تُصبح مفقودة بصورة أكبر خلال موجات الجفاف»، مضيفا أن الهواء الساخن من شأنه أيضا الاحتفاظ بالرطوبة ونشر معدلات أعلى منها، ما يؤدي إلى كميات مياه متزايدة خلال موجات تساقط الأمطار. وتابع «لذا من المنطقي أن نشهد زيادة في حدّة موجات الجفاف وتساقط الأمطار تزامنا مع ارتفاع درجة حرارة الأرض».

- موسم تفتح أزهار الكرز ينطلق مبكرا في طوكيو

- الاحترار المناخي يضرب التوازن البيئي في جبال البيرينيه

وارتفعت درجة حرارة العالم بنحو 1.2 درجة مئوية منذ عصر ما قبل الصناعة، بسبب الأنشطة البشرية، وتحديدا استخدام الوقود الأحفوري كالنفط والفحم. وسيتجه العالم، في حال لم تُتخذ قرارات سياسية صارمة، نحو ارتفاع بـ3.2 درجة مئوية بحلول العام 2100، وفق الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي.

تبخر المياه
وحتى اليوم، شكّل فيضان في وسط أفريقيا أهم ظاهرة مناخية حادة تُسجّل خلال السنوات العشرين الفائتة. وتسبب الفيضان في رفع مستوى بحيرة فيكتوريا بأكثر من متر، وكان لا يزال مستمرا في العام 2021 عند انتهاء الدراسة.

واستمرت نحو 70% من الظواهر المناخية التي جرى قياسها ستة أشهر أو أقل، مع متوسط يراوح بين الخمسة إلى الستة أشهر.

وسُجل ثلث أبرز 30 ظاهرة مناخية رطبة أو جافة في العالم بأميركا الجنوبية. أما موجات الجفاف الأكثر حدة فشهدتها منطقة الأمازون خلال العام الأكثر حرا على الإطلاق.

وقال رودل: «كان متوقعا أن تصبح موجات الجفاف والفيضانات أكثر تواترا وحدّة في ظل ظاهرة التغير المناخي، لكنّ قياس ذلك كان يتّسم بصعوبة».

وكان الرابط بين الظواهر المناخية الحادة ومتوسطة درجات الحرارة في العالم يستند إلى نماذج مناخية وملاحظات، إذ يُفسّر الهواء الساخن مثلا بمزيد من تبخر المياه خلال موجات الجفاف، إلا أنه يتيح كذلك لمسطحات مائية أكبر بالتحرك خلال موجات هطول الأمطار.

ووفرت الدراسة «أدلة قوية» على ارتباط الظواهر المناخية الحادة بالاحترار المناخي، استنادا إلى ما التقطته الأقمار الصناعية عن مخزون المياه على كوكب الأرض، إن كان داخل التربة أو فوقها، حسب ماثيو رودل.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«أوبن إيه آي» تفتح في طوكيو أول مكاتبها في آسيا
«أوبن إيه آي» تفتح في طوكيو أول مكاتبها في آسيا
اكتشاف ثقب أسود غير عادي في مجرة درب التبانة
اكتشاف ثقب أسود غير عادي في مجرة درب التبانة
«ناسا» تكشف جسما غريبا اخترق سماء فلوريدا
«ناسا» تكشف جسما غريبا اخترق سماء فلوريدا
مروحية «إنجينويتي» الموجودة على المريخ تبعث برسالتها الأخيرة
مروحية «إنجينويتي» الموجودة على المريخ تبعث برسالتها الأخيرة
ظاهرة تهدد بقاء الشعاب المرجانية حول العالم
ظاهرة تهدد بقاء الشعاب المرجانية حول العالم
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم