Atwasat

الذكاء الصناعي يتأسف «لقتل معظم البشريّة» في معرض بسان فرانسيسكو

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 12 مارس 2023, 02:13 مساء
WTV_Frequency

كرس معرض جديد في «متحف سوء الاصطفاف» بسان فرانسيسكو، قلب الثورة التكنولوجية، لتقنية الذكاء الصناعي المثيرة للجدل.

وفي المعرض يمكنك مطالعة شاشة موصولة بكمبيوتر مبرمج للتعرف إلى ثلاث خصائص لأي فرد يدخل في نطاق رؤيته والإفصاح عنها، مباغتا الزائرين الذين يجدونه مقلقا وطريفا في آن، على غرار معظم الأعمال المعروضة.

وأوضحت مديرة المعرض أودري كيم وهي تضحك «مفهوم المتحف هو أننّا في عالم ما بعد نهاية العالم، حيث قضى الذكاء الصناعي على معظم البشر، ثمّ أدرك أن هذا أمر سيّئ فاستحدث ما يشبه نصبا تذكارية لهم، ومن هنا شعار المعرض آسف لقتل معظم البشرية».

-  معركة على حقوق النشر والتأليف بمواجهة الذكاء الصناعي

والذكاء الصناعي «العام» هو مفهوم أكثر غموضا من الذكاء الصناعي، وفق «فرانس برس».

وقالت أودري كيم «إنّه ذكاء صناعي قادر على القيام بأيّ شيء يقوم به البشر... وعلى التأثير على نفسه أيضا... على غرار أداة قادرة على إصلاح نفسها»، وذلك من خلال تجهيز الآلات بقدرات معرفية بشرية.

وتزخر سان فرانسيسكو، وتحديدا سيليكون فالي بالشركات الناشئة المتخصصة في ابتكار مختلف أصناف الذكاء الصناعي، ويحلم بعضها بأن يكون من الممكن مستقبلا التعامل مع آلة كأنما مع شخص.

ولفتت أودري كيم إلى أن هذه الطموحات وهذه الجهود، سواء كانت واقعية أو واهمة، تنطوي على «طاقة تدميرية» قوية.

المعرض المؤقت
وهدفها من خلال هذا المعرض المؤقت الذي تأمل أن يصبح دائما، هو الحض على التأمّل في المخاطر الحالية والمستقبلية المتأتية عن الذكاء الصناعي.

عرضت في وسط القاعة نسخة مقتبسة عن «خلق آدم»، اللوحة الجدارية الشهيرة لمايكل أنجيلو، يرصد فيها ذكاء صناعيا وهميّا قدما بنسبة يقين 98% وشخصا بنسبة 84% والله بنسبة 60%.

على مقربة، يعزف بيانو دون عازف بشريّ موسيقى من تأليف برنامج ذكاء صناعي مقتبسة عن نمو بكتيريا مزروعة في مختبر.

أعمال أودري كيم 
ومن أعمال أودري كيم المفضّلة في المعرض منحوتة تحمل اسم «عناق بمشابك الورق»، تصوّر مجسّما نصفيّا لشخصين متعانقين، مصنوعا حصرا من مشابك الورق.

وروت المديرة أن المنحوتة «بإمكانها أن تزداد قوة وترشيدا حتى بلوغ هدفها الوحيد الأوحد، وهو الوصول إلى نقطة تدمّر فيها البشرية جمعاء لتُغرق العالم بمشابك الورق».

وهي تهتم بتطبيقات الذكاء الصناعي وبعملية «تلقين الآلة» منذ أن عملت قبل بضع سنوات في شركة «كروز» المتخصصة في السيارات الذاتية القيادة.

وترى أن هذه التكنولوجيا «مذهلة» و«بإمكانها أن تحد من عدد الحوادث الناجمة عن الخطأ البشري»، غير أنها تنطوي كذلك على مخاطر.

 ابتكارات الذكاء الصناعي
وتسارعت الابتكارات في مجال الذكاء الصناعي العام الماضي مع تطوير البرامج القادرة على توليد كل أنواع النصوص والصور بصورة آنية استجابة لطلبات المستخدمين.

وتملك هذه البرامج قدرة على التعبير عن نفسها، مثل البشر متطورة إلى حد يمكن أن يخدع، ما جعل مهندسا لدى غوغل تم تسريحه لاحقا يؤكد في الربيع الماضي أن الذكاء الصناعي بات له «وعي»، وفق «فرانس برس».

في الوقت الحاضر يثير الذكاء الصناعي التوليدي قلقا معمما سواء بين الأساتذة الذين يواجهون فروضا أنجزت بواسطة برنامج «تشات جي بي تي»، أو الفنانين الذين تستخدم أعمالهم لتوليد بعض النماذج، أو في مهن أخرى.

وعلى صعيد آخر، تكافح جمعيات منذ سنوات ضد انتهاكات الخصوصية مع تقنيات التعرف على الوجه مثلا، وتحيّز الخوارزميات التي تسهم في استمرارية سبل التمييز القائمة في الواقع، في برمجيّات التوظيف مثلا.

ويعرف سام ألتمان، مؤسس «أوبن إيه آي»، الشركة الناشئة التي أطلقت برنامج «تشات جي بي تي»، عن الذكاء الصناعي العام على أنه المرحلة التي «تصبح فيها أنظمة الذكاء الصناعي بصورة عامة أكثر ذكاء من البشر».

ويبدو له الوصول إلى هذه المرحلة أمرا حتميّا، ويعتقد أنه إذا ما نظّم بصورة جيدة، فإن هذا التطور «سيرقّي البشرية».

موضوع «الديستوبيا»
وخصص الطابق السفلي من المعرض لموضوع «الديستوبيا»، ويحتوي على آلة تعمل بواسطة «جي بي تي 3»، النموذج اللغوي خلف برنامج «تشات جي بي تي»، فتولّد نصوصا مكتوبة بأحرف متّصلة وفق نماذج شكليّة معينة، تهاجم البشر وتبدي ريبة حيالهم.

بجانبها، يجري حوار متواصل إلى ما لا نهاية بين الفيلسوف سلافوي جيجك، والمخرج السينمائي فيرنر هرتزوغ بصوتين فائقي الواقعية مولّدين بواسطة الذكاء الصناعي.

ويسلط هذا العمل الضوء على وسائل «التزوير الفائق الواقعيّة» التي تولد مقاطع فيديو أو صورا أو أصواتا هدفها التلاعب بالرأي العام.

وفيما تجوب الصالة روبوتات تنظيف تعلوها مكانس من طراز متقادم، تقول أودري كيم «انطلقنا في هذا المشروع قبل خمسة أشهر فقط، ورغم ذلك، فإن الكثير من التقنيات المعروضة هنا تبدو الآن شبه بدائية» على ضوء التطور السريع في هذا المجال.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
اللغز وراء نقاء الهواء في القطب الجنوبي
اللغز وراء نقاء الهواء في القطب الجنوبي
الأول من نوعه في العالم: قانون لحماية سرية «البيانات العصبية»
الأول من نوعه في العالم: قانون لحماية سرية «البيانات العصبية»
قرغيزستان تحجب «تيك توك» بدافع «حماية الأطفال»
قرغيزستان تحجب «تيك توك» بدافع «حماية الأطفال»
«تيك توك لايت»... خدمة جديدة تثير مخاوف من سلوك «إدماني» لدى الشباب
«تيك توك لايت»... خدمة جديدة تثير مخاوف من سلوك «إدماني» لدى ...
«أبل» تسحب «واتساب» و«ثريدز» من متجرها الإلكتروني في الصين بطلب من بكين
«أبل» تسحب «واتساب» و«ثريدز» من متجرها الإلكتروني في الصين بطلب ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم