Atwasat

انقسامات في السويد بسبب عمليات صيد واسعة للذئاب

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 07 فبراير 2023, 01:55 مساء
WTV_Frequency

يشير لارس بيورك إلى آثار حيوانات مفترسة تظهر على أرض غابة مكسوة بالثلوج.. ففي هذا المكان الواقع وسط السويد، وعلى غرار معظم أنحاء البلاد، تجري مطاردة الذئاب في عمليات صيد واسعة تثير جدلا كبيرا في الدولة الإسكندنافية.

ويقول بيورك، وهو خبير بالحيوانات اللاحمة لدى الاتحاد السويدي للصيادين، في حديث إلى وكالة «فرانس برس»: «ثمة عدد لا بأس به من الذئاب هنا». ويضيف من داخل كوخ صغير للصيد على بعد بضعة كيلومترات من مدينة فاستيراس «نحن في الواقع داخل منطقة جديدة للذئاب، هي تحديدا حيث نقف الآن».

وأجازت السلطات السويدية للصيادين هذا العام قتل 75 ذئبا، في عدد يفوق ضعف ما كان مسموحا به العام الفائت، من أصل أعداد تقديرية تبلغ حسب وزارة البيئة نحو 460 ذئبا. وهذه المرة الأولى التي تجيز فيها السويد صيد عدد مرتفع كهذا من الذئاب، منذ أن أعادت السلطات السماح بصيد هذه الحيوانات العام 2010، نتيجة عودة الكلبيات التي أُبيدت حتى أصبحت شبه منقرضة في القرن العشرين.

نقاد الصيد
ومنذ أن افتُتح موسم الصيد في مطلع يناير، اصطيد نحو خمسين ذئبا فيما يُتوقع ألا يصل عدد الذئاب المقتولة إلى 75 قبل إنهاء الموسم في 15 فبراير.

كيف يمكن لبلد يبدي منذ عقود اهتماما بالمسائل البيئية أن يجيز صيد نوع يصنفه بنفسه ضمن الأنواع المعرضة بصورة كبيرة للانقراض؟ يحتدم الجدل في هذا الشأن بين مؤيدي صيد الذئاب ومعارضيه في السويد التي يُمارس فيها الصيد بهدف أكل لحوم الموظ والغزلان والدببة.
ويقول لارس بيورك إن «اصطياد الذئاب يرمي ببساطة إلى الحد من المشكلات التي تسببها في المناطق الريفية».

وكانت السلطات السويدية تمنح حتى منتصف القرن الفائت مكافآت عن صيد الذئاب التي اعتُبرت لفترة طويلة بمثابة وباء، على غرار ما كان يُنظر إليها في البلدان الأوروبية الأخرى. وبعدما أصبحت الذئاب نوعا محميا في ستينيات القرن العشرين، عاودت الظهور في السنوات التالية، مع تزايد في أعدادها خلال تسعينيات القرن العشرين.

- القضاء الأميركي يحمي الذئاب الرمادية من قرار ترامب

- الذئاب تنمو في فرنسا

ويبرز بين المدافعين عن صيد الذئاب مربو المواشي القلقون على حيواناتهم وعلى حيوانات الرنة في الشمال، وأصحاب كلاب الصيد. ومع أن الدببة البنية والوشق والشره مُصنفة ضمن الأنواع المعرضة لخطر الانقراض، فإن السلطات تسمح منذ سنوات بصيد أعداد محددة منها.

وتقول نائبة رئيسة جمعية «نقاد الصيد» ماري ستيغارد ليند «من غير المقبول أن تستمر السويد في اتخاذ قرارات مماثلة».

جدل لا نهاية له
وتشير في حديث من مكتبها في ستوكهولم إلى أن عمليات الصيد مستمرة «رغم أن المفوضية الأوروبية كانت واضحة جدا في أن صيد الذئاب هو ممارسة غير شرعية».

ويؤكد معارضو صيد الذئاب أن هذه الحيوانات ضرورية للتنوع البيولوجي، من خلال الدور الذي تلعبه كحيوانات مفترسة لأنواع أخرى.

وفي العام 2015، حذرت بروكسل من أن صيد الذئاب في السويد ينتهك التوجيه الأوروبي الخاص بالموائل، مشيرة إلى أن أعداد هذا النوع «لم تصل إلى المستوى الذي يضمن حفظه».

وبينما تتولى السويد رئاسة الاتحاد الأوروبي حتى يونيو، تشهد دول أوروبية أخرى بينها فرنسا انقساما في هذه المسألة بين من يدافعون عن ارتفاع أعداد الذئاب لأهداف مرتبطة بالتنوع البيولوجي، ومن يدعون إلى حماية القطعان الأوروبية.

ويعتبر كجيل- أرني أوتوسون، وهو نائب عن الحزب الديمقراطي المسيحي، أن السويد محقة بالوقوف في وجه قرارات الاتحاد الأوروبي. ويشدد على أن «الذئاب تشكل تهديدا لمن يعيش في المناطق الريفية»، مضيفا «علينا أن نتعامل مع هذه المسألة بجدية».

ومنذ أن عاودت الذئاب الظهور، سُجل هجوم واحد أسفر عن مقتل شخص، في حادثة تعود إلى العام 2012، إذ قتل ذئب كان في الأسر حارسا في منتزه كولماردن على بعد ساعتين جنوب ستوكهولم.

أما الأعداد المناسبة التي ينبغي أن تحويها الطبيعة، فتُحدث جدلا لا نهاية له. وتشير هيئة حماية البيئة السويدية إلى الحاجة لوجود 300 ذئب أقله لضمان مجموعة سليمة من هذا النوع، بينما يلفت العلماء إلى أن 500 ذئب هو العدد المناسب، ويحدد البرلمان عددا أقصى يتمثل في 270 ذئبا. أما اتحاد الصيد، فيعتبر أن 150 ذئبا كافية في الطبيعة.

وفي الوقت الراهن، تنتشر الذئاب بشكل رئيسي في وسط السويد وغربها. يقول بيورك إن «الذئاب ينبغي بالتأكيد أن تكون موجودة هنا، لكن ليس بالأعداد الحالية».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الأنهر الجليدية الصناعية تمنع الجفاف في قرغيزستان وتوفر المياه للمزارعين
الأنهر الجليدية الصناعية تمنع الجفاف في قرغيزستان وتوفر المياه ...
إقلاع مركبة روسية مع أول رائدة بيلاروسية إلى محطة الفضاء الدولية
إقلاع مركبة روسية مع أول رائدة بيلاروسية إلى محطة الفضاء الدولية
أول خسوف قمري للعام 2024 لن يُرى في المنطقة العربية
أول خسوف قمري للعام 2024 لن يُرى في المنطقة العربية
«آبل» تتخلى عن خطط صناعة شاشة «مايكروليد» لساعتها الذكية
«آبل» تتخلى عن خطط صناعة شاشة «مايكروليد» لساعتها الذكية
علماء يقتفون آثار الحيتان الحدباء في مياه أنتركتيكا المتجمدة
علماء يقتفون آثار الحيتان الحدباء في مياه أنتركتيكا المتجمدة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم