Atwasat

الأوروبيون يسعون لإحياء مهمة «إكزومارس» إلى المريخ

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 05 فبراير 2023, 11:45 صباحا
WTV_Frequency

بعد عام على توقف مهمة «إكزومارس» الروسية الأوروبية مع الغزو الروسي لأوكرانيا، يأمل الأوروبيون مجددا في إحيائها مع إطلاق روبوت، قد يختارون له اسم «برسفيرنس» على غرار روفر أميركي سابق، إلى الكوكب الأحمر العام 2028 بحثا عن آثار حياة خارج الأرض.

وفي مارس 2022 كان الروبوت الجوال الأوروبي «روزاليند فرانكلين» الذي طوره برنامج «إكزو مارس» على وشك الانتقال إلى قاعدة بايكونور الفضائية، تمهيدا لإطلاقه في سبتمبر بواسطة صاروخ روسي قبل أن يهبط على المريخ بفضل مركبة إنزال روسية أيضا، وفق «فرانس برس».

لكن مع بدء الحرب في أوكرانيا وعملا بالعقوبات التي فرضتها دولها الأعضاء الـ22 على روسيا، علقت وكالة الفضاء الأوروبية المهمة. وشكل ذلك نكسة كبرى لمئات العلماء الذين عملوا على مدى عشرين عاما في هذا المشروع الجوهري بالنسبة للبحث عن حياة خارج كوكب الأرض. وما زاد من شدة الصدمة أنها جاءت بعد العقبات الكثيرة التي تخطاها مشروع «إكزومارس» ليبصر النور.

فتبين بعد إطلاق المهمة في 2003 أن كلفتها باهظة للغاية بالنسبة إلى أوروبا التي لم يسبق أن وضعت «روبوتا» على سطح المريخ، فتوجهت إلى الولايات المتحدة التي وافقت على المساهمة فيها، قبل أن تتراجع وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) في 2012 لاضطرارها إلى الاقتطاع من ميزانيتها.

وعندها ظهر شريك غير منتظر هو وكالة الفضاء الروسية «روسكوسموس»، لكن المهمة أصيبت بنكسة فنية كبرى العام 2016 مع تحطم مركبة الإنزال الاختبارية «شياباريللي»، ما أرغم على إرجاء إطلاق «إكزومارس» إلى العام 2020.

مفاوضات صعبة
غير أن المتاعب لم تتوقف عند هذا الحد، بل أدى تفشي جائحة «كوفيد- 19» إلى تأخير المهمة لسنتين إضافيتين، قبل إلغائها مع غزو أوكرانيا.

وفي نهاية 2022، قرر مجلس وكالة الفضاء الأوروبية على المستوى الوزاري مواصلة المهمة مع تخصيص ميزانية إضافية بقيمة 500 مليون يورو على ثلاث سنوات، مما يمثل الحد الأدنى لإبقاء البرنامج على قيد الحياة.

وأوضح مدير الاستكشاف البشري والروبوتي في وكالة الفضاء الأوروبية ديفيد باركر في نهاية يناير أن «إحدى الحجج الأساسية كانت أنها إنجاز علمي أوروبي فريد، بمستوى طموح مماثل للتلسكوب الفضائي جيمس ويب».

وتقضي الخطة المتبعة ببناء مركبة إنزال أوروبية لعملية إقلاع في 2028، وهو تاريخ يستبعد البعض أن يكون واقعيا.

ويتعين على وكالة الفضاء الأوروبية أولا استرجاع تجهيزاتها، مثل الكمبيوتر المحمول على متن المركبة ومقياس الارتفاع الراداري وغيرهما، من داخل مركبة الإنزال الروسية «كازاتشوك» التي لا تزال عالقة في موقع تجميعها في تورينو بإيطاليا.

وحدهم الروس يملكون كيفية استخدام هذه التجهيزات، وتجري حاليا مفاوضات صعبة لحملهم على الحضور لتفكيك المركبة. وقال تييري بلانكير، مسؤول برنامج «إكزومارس» في وكالة الفضاء الأوروبية لـ«فرانس برس»: «كنا بانتظارهم في يناير، لم يحضروا.. طلبنا منهم إتمام كل الأعمال بحلول بداية مارس».

- مهمة «إكزومارس» المقبلة إلى المريخ تنجز أول تجربة حفريات عميقة

- برنامج «إكزومارس 2020» بحاجة لـ400 مليون يورو إضافية

وتتوقف المهمة الجديدة على دعم (ناسا) التي أبدت استعدادها لتقديم المساعدة بعد اجتياح أوكرانيا. وفي ما يتعلق بمركبة الإنزال، تأمل وكالة الفضاء الأوروبية في استخدام محركات أميركية استخدمت لإنزال المركبتين الجوالتين «ديسكوفري» و«برسفيرنس»، كما ستحتاج إلى صاروخ حامل أميركي معدل لنقل مواد مشعة من أجل الحفاظ على حرارة «روزاليند فرانكلين».

آثار حياة
لم تقر «ناسا» بعد الميزانية الضرورية، لكن تييري بلانكير أوضح خلال عرض فيلم وثائقي عن البعثة بثته شبكة «ناشونال جيوغرافيك»، «نعدّ معا أعمال التعاون والأمور تتقدم بصورة جيدة»، مشيرا إلى أن المحادثات أكثر سهولة منها في الماضي.

ورأى الباحث في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي عالم الكواكب فرنسوا فورجيه، أن «هذه الاندفاعة الجديدة في التعاون ناجمة هذه المرة عن كون الولايات المتحدة لديها مشروع مشترك مع أوروبا هو (مارس سامبل ريتورن)» أو «إعادة عينات المريخ».

وسيقوم هذا البرنامج القاضي بإعادة عينات عن سطح المريخ إلى الأرض والمقرر للعام 2030، بتحليل العينات التي يحملها روبوت «برسفيرنس» وبعثة «إكزومارس»، ما يجعل المهمتين متكاملتين.

وشدد باركر على أن «(إكزومارس) ليست مجرد روفر إضافي، إنها في الواقع البعثة الوحيدة القادرة على رصد آثار حياة ماضية».

والروبوت مجهز بآلة فريدة يمكنها أن تحفر حتى عمق مترين تحت السطح، حيث تكون أي آثار محتملة لكائنات حية ماضية محفوظة بشكل أفضل منها على السطح حيث يعمل روبوت «برسفيرنس».

كما أن موقع الهبوط الذي تم اختياره أقدم من المساحات المستكشفة حتى الآن، وهو أقرب في تركيبه الجيولوجي إلى الحقبة التي قد تكون سادتها ظروف مواتية لظهور الحياة.

وقال فرنسوا بيرجيه «نعتقد أنه كان هناك في الماضي الكثير من الماء في هذا المكان. إنه كوكب مريخ مغاير يتعين استكشافه، وبالتالي فإن المهمة لن يتخطاها الزمن حتى بعد عشر سنوات».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
أول خسوف قمري للعام 2024 لن يُرى في المنطقة العربية
أول خسوف قمري للعام 2024 لن يُرى في المنطقة العربية
«آبل» تتخلى عن خطط صناعة شاشة «مايكروليد» لساعتها الذكية
«آبل» تتخلى عن خطط صناعة شاشة «مايكروليد» لساعتها الذكية
علماء يقتفون آثار الحيتان الحدباء في مياه أنتركتيكا المتجمدة
علماء يقتفون آثار الحيتان الحدباء في مياه أنتركتيكا المتجمدة
المسبار الأميركي الخاص على القمر يدخل في سبات دائم
المسبار الأميركي الخاص على القمر يدخل في سبات دائم
«نهج مبالغ فيه».. «ميتا» تتجه لرفع الحظر عن كلمة «شهيد» بعد سنوات من الانتقادات
«نهج مبالغ فيه».. «ميتا» تتجه لرفع الحظر عن كلمة «شهيد» بعد سنوات...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم