Atwasat

الرسائل النصية القصيرة في عيدها الـ30 تقاوم للاستمرار

القاهرة - بوابة الوسط الخميس 01 ديسمبر 2022, 11:15 صباحا
WTV_Frequency

تبدو خدمة الرسائل النصية القصيرة (إس إم إس) نوعا رقميا في تراجع، بعد مرور 30 عاما على ولادتها، في ظل تنامي الشبكات الاجتماعية وخدمات المراسلة عبر الإنترنت كـ«واتساب» و«ماسنجر» و«تلغرام»، لكنها مع ذلك لا تزال صامدة على الهواتف المحمولة.

وليس أدل على تحولها مجرد تذكار يهواه جامعو الأغراض القديمة من كون أول رسالة نصية قصيرة في التاريخ، اُرسِلَت بواسطة المشغل «فودافون» في 3 ديسمبر 1992، بيعت في ديسمبر 2021 بمزاد لدار «أغوت» في فرنسا.. على شكل رمز غير قابل للاستبدال (إن إف تي)، وهي منتجات رقمية مصحوبة بشهادة تثبت أصالتها، تشكل ثورة في عالم الإنترنت، وفق «فرانس برس».

تتألف الرسالة التي تلقاها العام 1992 ريتشارد جارفيس المتعاون مع «فودافون» خلال فترة عيد الميلاد، من 15 حرفا وفيها عبارة «Merry Christmas» (ميلاد مجيد). وأحدثت هذه الرسالة التي أرسلت من جهاز كمبيوتر ثورة في أساليب الاتصال بفضل بساطة استخدامها.

وهي «تقنية أوروبية المنشأ»، وفق ما يذكر مارك أنطوان دوبوي، نجل المهندس الفرنسي فيليب دوبوي الذي يُعتبر المخترع المشارك لـ«جي إس إم»، شبكة الهاتف المحمول من الجيل الثاني التي أتاحت الاستخدام الواسع للرسائل النصية القصيرة في أواخر تسعينات القرن العشرين.

- «تويتر» تعلق خدمة التغريد بواسطة الرسائل النصية

- المراهقون الأميركيون يفضلون الرسائل النصية على اللقاءات المباشرة

ولأن الحد الأقصى المتاح لحجم الرسالة النصية يقتصر على 160 حرفا، لجأ مستخدموها إلى اختصار كلماتهم، فباتت كتابة الـ«إس إم إس» أشبه بنصوص مشفرة، مطعمّة بوجوه «إيموجي» المعبّرة عن المزاد وردود الفعل والمشاعر، لكن تطور تكنولوجيا الاتصالات وقدرات الهواتف الذكية فتح بابا غير محدود أمام إثراء هذه الرسائل بالصور ومقاطع الفيديو وغيرها من المواد.

ومع أن الإقبال على استخدام الرسائل القصيرة بقي كبيرا حتى مطلع سنة 2010، وخصوصا لتبادل المعايدات والتهاني، فإن استخدام الرسائل القصيرة في المحادثات بين الأشخاص آخذ في التراجع.

ففي بريطانيا وحدها، بات معدل الاستخدام ربع ما كان عليه قبل عشر سنوات، وانخفض إلى ما دون عشرة مليارات في النصف الأول من العام 2022، وفقا للهيئة الناظمة للاتصالات في المملكة المتحدة (Ofcom).

بروز خدمات المحادثة عبر الإنترنت
ويعود ذلك بصورة رئيسية إلى ظهور الشبكات الاجتماعية («فيسبوك» و«سنابتشات» و«إنستغرام») وخصوصا خدمات المراسلة عبر الإنترنت مثل «واتساب» و«ماسنجر» و«آي ميسدج» و«فايبر» و«تلغرام» التي أتاحت تجنب رسوم التجوال في الخارج من خلال توفير التواصل الهاتفي والنصي من خلال الإنترنت.

وفي آسيا أيضا، قفزت إلى الواجهة خدمات المراسلة «وي تشات» (الصين) و«لاين» (اليابان) و«كاكاوتوك» (كوريا الجنوبية)، بفضل ابتكارات جذبت الأجيال الشابة، منها مثلا إمكان إنشاء مجموعات محادثة أو حتى تأكيد قراءة الرسائل.
فعلى سبيل المثال، زاد استخدام خدمات المحادثة عبر الإنترنت بنسبة 53,73 في المئة خلال عام واحد لدى الفئة العمرية من 16 إلى 24 عاما، بينما انخفض استخدام الرسائل القصيرة بنسبة 29 في المئة، وفقا لدراسة أصدرتها العام 2021 هيئة المنظمين الأوروبيين للاتصالات الإلكترونية.

إلا أن الرسائل القصيرة لا تقر بالهزيمة في مناطق معينة من العالم، كما هي الحال في نيجيريا، الدولة ذات العدد الأكبر من السكان في أفريقيا. ففي العام 2021، تم إرسال نحو عشرة مليارات رسالة نصية فيها، أي بزيادة 15 في المئة عن العام السابق، وفقا لتقرير صادر عن لجنة الاتصالات النيجيرية.

ومع أن الغالبية العظمى من النيجيريين يملكون هواتف محمولة، لم تكن نسبة من يتوافر لديهم اتصال بالإنترنت العام 2021 تتعدى 44 في المئة. وتبلغ تكلفة الرسائل القصيرة زهيدة جدا مقارنة بتكلفة اتصال الإنترنت، مما يمكّنها من الاستمرار في المنافسة بهذا البلد الذي يبلغ فيه مدخول واحد من كل شخصين أقل من دولارين في اليوم.

ويرى البعض أن الرسائل القصيرة لا تزال ضرورية أيضا باعتبارها «أداة للتحقق من الهوية والأمان»، سواء في ما يتعلق بدخول المودعين في المصارف إلى حساباتهم، أو في مجال تسلم الطرود البريدية مثلا، أو حتى الفحوص الطبية، كاختبار «كوفيد-19».

وقال مارك أنطوان دوبوي إن «الرسائل القصيرة هي إحدى الوسيلتين الإجباريتين الممكنتين لإرسال التحذيرات إلى السكان» في مواجهة الأخطار الطبيعية أو الصناعية أو الصحية أو الإرهابية.

ومن مؤشرات استمرار حيوية الرسائل القصيرة الإقبال الكبير على استخدامها من تطبيقات الإعلانات و«المعاملات» التي يُتوقع أن تتجاوز العوائد من رسائلها القصيرة 50 مليار دولار العام 2023 على مستوى العالم، وفقا لمؤسسة «جونيبر ريسيرتش» للأبحاث.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«ميتا» تطلق نسخة محسنة من مساعدها المستند إلى الذكاء الصناعي
«ميتا» تطلق نسخة محسنة من مساعدها المستند إلى الذكاء الصناعي
«نتفليكس» لا تزال تتربع على عرش منصات البث التدفقي مع نحو 270 مليون مشترك
«نتفليكس» لا تزال تتربع على عرش منصات البث التدفقي مع نحو 270 ...
باحثون يابانيون يبتكرون أداة ذكاء صناعي تتنبأ بموعد استقالة الموظفين
باحثون يابانيون يبتكرون أداة ذكاء صناعي تتنبأ بموعد استقالة ...
ثلث أطفال بريطانيا بين سن الخامسة والسابعة يستخدمون الشبكات التواصل الاجتماعية
ثلث أطفال بريطانيا بين سن الخامسة والسابعة يستخدمون الشبكات ...
أداة ذكاء صناعي تحول صورة ومقطع صوتي إلى «وجه ناطق»
أداة ذكاء صناعي تحول صورة ومقطع صوتي إلى «وجه ناطق»
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم