Atwasat

(كورونا)!

محمد عقيلة العمامي الإثنين 02 سبتمبر 2024, 11:42 صباحا
محمد عقيلة العمامي

كانت ليلة مزعجة للغاية، ما استطعت خلالها، حتى مطلع الفجر، التركيز على أمر ما! خفقان مقلق، حرارة تشوى قبعة الرأس، تعرُّق وقلق وبرودة تسري، ثم تشتعل حرارة .. وتتسلط غيبوبة وخدر يسري في الأطراف كافة. يخيل لي أنني نمت، وأن أذان الفجر يغمر الدنيا، والتفت نحو ساعة الحائط، لأجد عقربيها يحتضنان منتصف ساعة الحائط، فيما يسري في أطرافي برد مرعب، فانتفضت، لعله موت يسري، فلا أحد يعرف كيف يباغت الموت روح المرء! قد يكون استرخاء الموت، قد أغيب عن الوعي، وبغتة يأتيني من بعيد طنين هاتفي، تمتد يدي نحوه، أفتحه أسمع صوتاً مريحاً أعرفه: «أنت كويس؟». أود الإجابة، ولكنني لا أقوى عليها وأغيب سابحاً كوهم.

أحس أحدا يقترب مني، هامساً: «محمد! محمد أنت كويس؟» أود أن أجيب ولكنني لا أقوى. أسمع أحدهم: «كورونا .. كورونا. عطوه ماء وليمون وبارستمول ..»، أتجرع الماء وأحدهم يدفع بفمي قرصين وأتجرع كمية من الماء وأغيب مجدداً عن الوعي!

حلمت أنهم حولي، يعتقدون أني مت! وددت أن أصرخ وأخبرهم أنني ما زلت حياً، وأنه هناك الكثير مما يتعين عليَّ أن أنجزه، ثم من سيصلح حنفية ماء السيفون التي لم تتوقف منذ عزاء زكريا؟ ومن سيدفع فواتير الكهرباء المتراكمة؟ ثم حافة البلكون المهترئة والتي قد تسقط على أحد الأطفال، أو على الأقل فوق رأس قطوس عزيزة، وهي ترضع جيلها السادس الذي ولدته منذ أسبوعين فقط؟

وحلمت أنني بشارع القدس الشريف، وبصديقي أحمد الفكهاني، وساندويتشات فول صديقي إبراهيم التي اعتاد أن يعدها لي بمجرد الإشارة من دون ملح!

العجب أنني كنت قد انسجمت، قبل نومي، مع مقال يتحدث عن «مستشفيات حديثة للحيوانات الأليفة!» وكان قد استهل بقصة كلب لصيد الثعالب، وصفه الكاتب بأنه ذو شعر ذهبي رفيع وطويل، دخل المستشفى وخرج منه عدة مرات خلال حياته التي بلغت ثمانية عشر شهراً، حتى أصبح صديقاً مقرباً للعاملين، إذ جاءوا به أول مرة مصاباً بجروح عميقة في بطنه جراء معركة مع كلاب أخرى، ثم عادوا به بعد فترة نتيجة إصابته بطلقات من بندقية نارية ثقبت أمعاءه واستؤصل طحاله.

ولكن سرعان ما أعيد إلى المستشفى بعدما صدمته سيارة إسعاف مسرعة، ومع ذلك سرعان ما تشافى وعاد مجدداً لحياته!

ويسترسل المقال في سرد أمراض الحيوانات وعلاجها، سواء أكانت أغناماً أو أبقاراً أو كلاباً، يعالجون أدرانها ويصلحون أبصارها، حتى إنهم صنعوا لها عدسات لاصقة! ناهيك عن عمليات خطيرة في أدمغتها وقلوبها، بل وصل الاهتمام إلى استئصال أورامها السرطانية.

واختتم المقال بعيادة متميزة ـ كانت معروفة بولاية (أوهايو) بأميركا عنوانها عيادة الدكتوران (كراجو) وتقع على مساحة تبلغ 275 متراً مربعاً توجد بها غرف مجهزة للعمليات الجراحية ناهيك عن المعامل والعيادات الخارجية، بل وأقسام لعلاج وتنظيف الإسنان! ومتخصصون في المجالات الطبية كافة، بل وطب بيطري لعلاج أمراض الشيخوخة، شيخوخة الكلاب! ولا أدري ما الذي دفعني لقذف المجلة بعيداً عني عندما تواصلت قراءاتي لهذا المقال حتى حكاية أمراض الشيخوخة!

فهل ثمة علاقة ما بين (الكورونا) وعيادات الكلاب وأمرض الشيخوخة، أم أن الأمر مجرد حلم ليلة صيف؟.

مقالات الرأي تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي «بوابة الوسط»