Atwasat

حضور السرطان في الدراما

نهلة العربي الإثنين 01 مايو 2023, 01:17 مساء
نهلة العربي

منذ مدة لاحظت أن أغلب الأفلام والمسلسلات، سواء العربية أو الأجنبية، بدأ يكون في الحبكة شخص مصاب بالسرطان، منهم من يقاوم ومنهم من يستسلم ومنهم من يلهمك بقوته وروحه المرحة، في قصص شديدة الواقعية تشعرك بأنك توحدت مع المريض، وأنك مدرك جدا لكل ما يدور بداخله وحوله ويتحدث عنه، حتي وإن لم تكن أنت المريض.

السرطان لا يصيب شخصا بعينه فقط، ظلاله تلمس كل المقربين منه، فتجد من يقف بجانبك لآخر لحظة ومن يقدم ما يستطيع تقديمه للمساعدة، ومن يتعاطف معك لأيام ثم يلتفت بوجهه لحياته ويكمل طريقه وكأنك لم تكن، وهذا لا لوم عليه، لأن الرحلة طويلة وصعبة ولن يكمل معك إلا الناس الحقيقة التي تحبك فعلا ووجودك شيء أساسي في حياتها.

هؤلاء هم طوق النجاة الحقيقي، العلاج الحقيقي، الدعم الحقيقي، العائلة والسند واليد التي تمتد إليك للمساعدة من قبل أن تطلبها.

مرضى السرطان أغلبنا مرهفو الحس، نشعر بأننا ثقل على كاهل من حولنا، نخجل من تعبهم معنا ومن لطفهم، من نظرة الحزن بداخل أعينهم عندما يشاهدون كيف بدأتَ تتغير وتذبل وتفقد شعرك وجزءا كبيرا من شخصيتك المرحة، وتعتمد بشكل كبير على مساعدتهم نفسيا وجسديا و ماديا، تدخل في دوامة من التفاصيل التي يتحملها في الغالب من يعمل على الاعتناء بالمريض.

المرض منتشر بشكل كبير عالميا، والقصص التي تقدم في المسلسلات والأفلام دعم إيجابي، تذكر المصاب أنه ليس وحيدا، وتلهمه بحلول وطرق للتغلب على تبعات المرض.

الرحلة طويلة والعلاج النفسي يلعب فيها دورا كبيرا جدا، لهذا على المقرب من المريض أن يفهم أنه فعليا يتعامل مع ورقة بيضاء شفافة من الممكن أن تتمزق في أي وقت ومن أقل خربشة حزن ومن أتفه مقصات القسوة.

وأشارت منظمة الصحة العالمية في العام 2021 إلي إصابة 21 مليون شخص بالسرطان حول العالم، بالتأكيد هناك بعض الحالات التي تتجاوب مع العلاج على حسب مكان الورم ومدي انتشاره في الجسم، والاكتشاف المبكر للمرض.