Atwasat

كلمة طيبة ونظرة دافئة ولمسة حانية

محمد عقيلة العمامي الإثنين 20 فبراير 2023, 11:46 صباحا
محمد عقيلة العمامي

«مؤمنون بلا حدود» موقع ثقافي، مواضيعه دراسات وأبحاث، له عديد الإصدارات الرصينة، عرفته من خلال مشاركاته السابقة في معرض القاهرة للكتاب، ذهبت إليه هذه السنة في الصالة (3) أبحث عن كتاب لكاتبة ناقدة اسمها (ماريا مانز)، كنت قد قرأت لها مقالا في موقعهم تقول فيه: «إذا كان للمرأة المبدعة أطفال، فلا بد من أن تدفع مقابل ذلك حملا ثقيلا من الإحساس بالذنب؛ لأن حياتها سوف توزّع بين ثلاثة واجبات: أطفالها، وزوجها، وعملها. لا توجد امرأة لها قلب تستطيع كتابة فقرة بينما طفلها مريض على سبيل المثال.

المرأة المبدعة، ليس لديها مكتب تقفله، على نفسها لتكتب! لأنه من السهل استدعاؤها في أي لحظة لتلبية طلبات زوجها، أو أولادها «فعبء الأطفال في المجتمع الذكوري، على المرأة، بسبب ضعفها ورقتها وحنوها على أطفالها!». وهي القائلة «إن لم يكن لديك شخص يحسدك، على تفانيكِ في تربية أطفالك، فاعلمي أنك فاشلة!».

للكاتبة مقال عنوانه «لماذا خنوع المرأة للرجل؟» ترجع فيه الإجابة عن هذا السؤال إلى سبب طبيعتها التي يتسلط عليها، بسببها، الرجل، تماما وهي حاجته إلى النظرة الحانية الدافئة، واللمسة الرقيقة، والكلمة الناعمة، وإطراء أعمالها وسلوكها، وترى أنها بسبب ذلك هي أشبه بـ (الكلبة) التي يريدونها أن تكون في انتظارهم خلف باب حجرتهم، المعطرة، تستكين تماما بمجرد لمسة حانية ونظرة دافئة، وكلمة رقيقة، وإطراء لذوقها في انتقاء ألوان أرواب نومها.

الواقع أنني أرفض أن يشبه نصفي الآخر بالكلبة، فهذا النصف الآخر هو إما زوجة، أو أخت أو أُم، وقد تكون صديقة أو حبيبة أو عشيقة وجميعهن كرمهن الخالق، الذي لم يكرم الإنسان من دون سائر مخلوقاته.

والكاتبة تقول إن «... الكلب يجلس عند قدمي الرجل منتظرا ثلاثة أشياء: نظرة، لمسة، وكلمة.. وتؤكد أن هذه الأشياء هي أحب إليه من طبق طعامه! والحقيقة، مثلما تقول الكاتبة، نحن النساء مثله فسعادتنا وإحساسنا بالطمأنينة له علاقة وثيقة بتلك النظرة واللمسة بالكف، ودفء لهجته حين عودته إلى غرفته! ومع ذلك غالبا ما تغيب مثل هذه اللمسات عن الرجل، ولو أنه يعي أهميتها بالنسبة لنا، وأيضا له لجعلها سلوكا مستداما...».

فالنظرة الحانية هي اعتراف منه بوجودها وأهميته، فغياب النظرة، مثلنا نعتقد أن وجودنا أصبح مألوفا، وأن تحوله إلى غيرنا متوقع!

أما غياب اللمسة فإنه يعني غياب الحب، فالمرأة التي لا تُلمس تعد غائبة الوجود، إنها لا تطمع في أكثر من لمسة بسيطة أما تطويقها بين ذراعي زوجها فهو عيد حقيقي لنفسيتها، فلو تأمل الرجل تورد خديها وابتسامتها الواسعة عند احتضانها سينتبه جيدا إلى أهمية عناقها!

أما كلمات الإطراء لما ترتديه، أو تعده من وجبات، أو تنسيقها لسفرة الأكل أو منضدته، وإضفاء اللمسات الجمالية على صحون، وورود وأكواب، فذلك إعلان ببدء حفل بهيج.

وتقول: «لا تصمتوا عندما ترتدي نساؤكم ملابس جديدة، بل عليكم أن تبدوا أعجابكم بألوان ما ترتدي من ملابس، وتحسنوا انتقاء كلمات الثناء على أذواقهن، وحسن انتقاء موديلاتهن، فلا تصمتوا...». تقول سيدة من سيدات مجتمع تربطني بها علاقة وثيقة، إنها تفضل أن ينتقد زوجها ما ترتدي من ملابس على صمته وابتسامته البلهاء عندما يراني مرتدية زيا جديدا، فالصمت تجاهل كامل، والحديث عما أرتديه سلبا، أو أيجابا يعني اعتراف بحضوري، وهذا الاعتراف هو ما يبهج المرأة ويسعدها. فالمرأة يستعبدها رجل مرح ودميم، أكثر من أن يستعبدها وسيم ثقيل الدم!

إن المرأة تريد من الرجل غاية ما عنده، حتى تطيعه، ثم أن الرجل القوي الصامت لا سلطان له عليها قياسا بالرجل الفصيح الذكي، ولعلنا نتفق في النهاية على أن أهم ما تريده المرأة هو أن يُهتم بها، فمن لا يهتم بهن لا حاجة لهن به!
وتختتم الكاتبة مقالاتها، المفيدة جدا لمن يريدون معرفة أنصافهم العجيبة، الجميلة الرقيقة، باذخات الدفء، متع الحياة وسلواها أن قوة الرجل على المرأة تتأسس على افتراض واحد خلاصته الاهتمام بها: «... أن ينظر إليها بإعجاب وحنان طوال الوقت، ويلمسها برقة، ولا يتوقف عن الكلام الطيب، واللمس والتمسيد، ونظرة الحنان، وإبداء الإعجاب والتيه بما تلبس وما تفعل، وما تطبخ حتى وإن احترق وتفحم بيضها المطبوخ!

مقالات الرأي تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي «بوابة الوسط»