Atwasat

الشرق الأوسط في انتظار زلزال كبير!

حمدي الحسيني الأحد 22 يناير 2023, 03:48 مساء
حمدي الحسيني

يشهد الشرق الأوسط هذه الأيام تحركات سياسية وأمنية مكثفة، جميعها تنذر باحتمالات حدوث زلزال كبير يهز أركان المنطقة وربما يغير أمورًا كثيرة في هذه البقعة الساخنة من العالم.

كل المؤشرات تثبت أن طهران ربما تكون مركز الزلزال المحتمل، رغم أن أغلب التحركات السياسية انطلقت من واشنطن وتل أبيب، وعواصم أخرى.

منذ اليوم الأول لوصول حكومة بنيامين نتانياهو اليمينية المتطرفة للسلطة في إسرائيل، وجهودها تتمحور حول تهيئة الرأي العام الداخلي استعدادًا لخوض مواجهة مؤجلة مع إيران، وأغلب ترتيبات المؤسسة العسكرية الإسرائيلية منصبة على اختيار التوقيت الملائم لتلك المواجهة.

إيران نفسها تغلي من الداخل منذ أكثر من مائة يوم وبالتحديد مع مصرع الشابة الكردية مهسا أميني داخل أحد مقار شرطة الأخلاق الإيرانية الصيف الماضي، ثم قرار السلطات بمواجهة الاحتجاجات بإعدام عدد من النشطاء الذين قادوا الغضب الشعبي، ثم توج النظام كل هذه الإجراءات بإعدام نائب وزير الدفاع السابق علي رضا أكبري، بعد اتهامه بالتجسس لحساب جهاز المخابرات البريطاني MI6، بالإضافة إلى تعثر المفاوضات مع الغرب حول الملف النووي الإيراني ووصولها إلى طريق مسدود.

في واشنطن رفعت الإدارة الأميركية الحظر السابق على بيع 40 مقاتلة أمريكية من طراز «إف 16» لتركيا، فضلا عن تسهيلات أخرى جرى الاتفاق عليها خلال زيارة وزير الخارجية التركي الأخيرة لواشنطن، وشهدت ليبيا زيارة مفاجئة لمدير المخابرات الأميركية وليام بيرنز، الذي ركز خلالها على ملفي النفط وطرد قوات فاغنر الروسية من الأراضي الليبية.

وفي الخليج جاء الاجتماع التشاوري الذي استضافه رئيس دولة الإمارات العربية الشيخ محمد بن زايد، وحمل عنوان «الاستقرار والازدهار» بحضور أمير قطر، وملك البحرين، وسلطان عُمان، وملك الأردن، إلى جانب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، حيث ركز الاجتماع على أمرين؛ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وتكثيف التعاون والتشاور حول القضايا الإقليمية والدولية كافة.

ما يجرى في الشرق الأوسط ليس ببعيد عما يجرى في أوروبا وما تشهده الحرب الروسية الأوكرانية من تطور خطير، خاصة بعد مصرع وزير الداخلية الأوكراني في حادث تحطم مروحية غامض، فهل العالم مستعد لتحمل أعباء حرب أخرى جديدة ساحتها الشرق الأوسط، قبل أن يغلق ملف الحرب الروسية الأوكرانية التي تدشن عامها الثاني؟