Atwasat

مقدمة في الدراسات «النسوية» الغربية (1)

محمد قصيبات الأحد 08 يناير 2023, 04:04 مساء
محمد قصيبات

الحديث عن الحركات «النسوية» شاق وطويل يأخذ طرقات متقاطعة ومتشابكة. كان يمكن أن تُكتب المقدمةُ لهذا الموضوع على طريقة الباحثين، ولكني أرى أن تلك الطريقة (البدء من جذور المشكلة ثم الخوض في تفرعاتها واقتراح حلول لها) أمر صعب، إذ إن البحث في جذور المشكلةِ سيدفعنا إلى الخوضِ في حديثِ الفلاسفة الذين وضعوا اللبنات الأولى للجدار الذي يفصل الذكرَ عن الأنثى... أفلم يكن سقراط عدوًا للمرأة ومن بعد سقراط فولتير وبعدهما شوبنهاور ونيتشه؟

لقد سال الكثير من الحبر عن الفلاسفة هؤلاء الذين سنعود إليهم في مقالةٍ منفصلة.

لا بد من القول إن الدراساتِ التي تتعلق بالمرأة تختلفُ من عصر إلى عصر ومن مجتمع إلى آخر، ولن أتحدث هنا إلا عن الحركات النسويةِ الغربيةِ خلال المئة عام الماضية، حيث يُصنّف المختصون هذه الحركات على شكل «موجات» تميزت كل موجة بالمطالبةِ بحقوق مختلفة.

كانت للحركات النسوية في موجتها الأولى بداية جيدة (في نهاية القرن التاسع عشر- بداية القرن العشرين)، إذ طالبت تلك الموجة بحقوق ثلاثة:

(1) الحق في التصويت.
(2) حق التعليم للنساء والبنات.
(3) المساواة في العمل بين الجنسين.

كان للمطلب الأول الذي بدأ في إنجلترا ردُ فعل دموي من قبل الشرطة، وكان الجانب السلمي غائبا عند الطرفين، حيث قامت النسوة المطالبات بحق التصويت بالتخريب أثناء المظاهرات، حتى إن بعض اللوحات الموجودة في المتاحف جرى تشويهها، واستعملت السيدات بعض القنابل الحارقة، فكان رد الشرطة عنيفا وصدر قانون العام 1908 يمنع التظاهر، لكن السيدات فضلن السجن الذي كان أحبَّ إليهن من التوقف عن مطالبهن. وفي العام 1913 أعطت السيدات أول «شهيدة» في تاريخ المطالبات بتغيير قانون الانتخاب في إنجلترا الذي جرى تعديله العام 1918 مما مكن المرأة الإنجليزية من المشاركة في الحياة السياسية عن طريق التصويت، أما في فرنسا فلم تتمكن المرأة من الحصول على حق التصويت إلا العام 1944 كما هو معروف (*).

فيما يتعلق بحق التعليم، فلقد جرى افتتاح الجامعات الفرنسية للفتيات العام 1902، حيث فتحت بعض كليات الطب والصيدلة للمرة الأولى أبوابها للفتيات، ولكن عدد الطلبات كان قليلا (أغلبهن من الأجنبيات واللاتي من العائلات البرجوازية).

أما المطلب الثالث فلم تتمكن الموجات «النسوية» الثلاث من تحقيقه بعد، حيث إن مرتب المرأة الفرنسية ما زال يقل عن مرتبِ الرجل بنسبة 28.5 % حسب المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية، الفرنسي (INSEE).

للمزيد يمكن الاطلاع على المراجع التالية:

(*) Les trois vagues du féminisme
Johanna DAGORN de GOÏTISOLO
Université Bordeaux Segalen

(**) ?Quelles sont les grandes étapes de la conquête du droit de vote des femmes
الصفحة الرسمية للدولة الفرنسية