يعمل الباحثون من المملكة المتحدة على تصحيح النظرة المتوارثة عن طائر «الدود»، والتي وصمته بالبطء والغباء، وبعد 400 عاما من الموروث الأدبي عن الطائر النادر اكتشف البحثون أنه لم يكن بطيئًا ولا غبيًا.

يقول عالم الأحياء القديمة بجامعة ساوثهامبتون، نيل جوستلينج: «تشير الأدلة من عينات العظام إلى أن وتر الدودو الذي أغلق أصابع قدميه كان قويًا بشكل استثنائي، على غرار الطيور التي تتسلق وتجري اليوم». «كان الدودو بالتأكيد حيوانًا نشطًا وسريعًا للغاية»، وفقا لدراسة منشورة بـ«المجلة الحيوانية للجمعية اللينية».

الكثير من المعلومات المبكرة التي لدينا عن الطائر المنقرض الشهير هي إشاعات من البحارة الهولنديين، وتمثيلات من الفنانين والأدباء، ساعد عليها غرابة الدودو واختفائه السريع حتى اعتباره من المخلوقات الخيالية الأسطورية.

 يوضح عالم الحفريات الطيور، جوليان هيوم، من متحف التاريخ الطبيعي في المملكة المتحدة «لقد كُتب الكثير عن طائر الدودو أكثر من أي طائر آخر، ومع ذلك لا يُعرف عنه أي شيء تقريبًا»، 

لمئات السنين، كان عدد أنواع طائر الدودو محل جدال، من خلال فحص المجموعات من جميع أنحاء المملكة المتحدة بالإضافة إلى السجلات المكتوبة، قام عالم الأحياء التطوري بجامعة ساوثهامبتون، مارك يونج، وزملاؤه بفرز هذا الارتباك التصنيفي، حيث أكدت مراجعتهم أن النوع الوحيد من طائر الدودو وأقرب أقاربه وهو طائر رودريجيز سوليتير، من الحماميات، وهي جزء من عائلة الحمام من الطيور، والتي «استخدمناها منذ فترة طويلة لذكائها الفريد، وبالإضافة إلى مهاراتها المجنونة كحمام رسول، أظهرت هذه المجموعة من الطيور أيضًا إحساسًا بالذات وقادرة على استخدام شاشات اللمس».

- طيور الشبنم «سيئة المزاج» تواجه خطر الانقراض في أستراليا
- طائرة تقتل عشرات من طيور النحام الوردي أثناء هبوطها بمطار بومباي
- طائر نادر في كولومبيا لديه خصائص الذكور والإناث

يقول يونج: «تقول الروايات المكتوبة القليلة عن طيور الدودو الحية إنها كانت حيوانًا سريع الحركة يحب الغابة»، بما يتناقض بشكل حاد مع فكرة الحيوان «غير المناسب» الأحمق الذي ارتكب خطأً أدى إلى وفاته الحتمية.

يقول جوستلينج: «كانت هذه المخلوقات متكيفة تمامًا مع بيئتها، لكن الجزر التي عاشت فيها كانت تفتقر إلى الحيوانات المفترسة الثديية. لذلك، عندما وصل البشر، حاملين معهم الفئران والقطط والخنازير، لم يكن لدى الدودو والسوليتير فرصة أبدًا».

استغرق الأمر حوالي 70 عامًا حتى أكل كل هؤلاء السكان الجدد على جزيرة موريشيوس طيور الدودو وبيضها، وكانت آخر مشاهدة معروفة لحمامة الأرض الفريدة في العام 1662. وبحلول العام 1770، لقي طائر السوليتير بحجم البجعة نفس المصير.

 الانقراض الجماعي السادس للأرض
لقد تكرر نفس السيناريو منذ ذلك الحين مرارًا وتكرارًا. من ببغاء الكيا شديد الذكاء والمهدد بالانقراض، إلى أندر الحشرات في العالم، والنمر الثيلسين المنقرض، لا يتصرف العديد من الحيوانات بشكل جيد عندما يواجهها البشر والغزاة منهم خصوصا، وهو الأمر الذي يساهم الآن في الانقراض الجماعي السادس للأرض.

هناك حوالي 600 نوع مهدد حاليًا من قبل الحيوانات المفترسة غير الأصلية التي أدخلها البشر.

يقول جوستلينج: «كان الدودو أول كائن حي جرى تسجيله على أنه موجود ثم اختفى»، ويضيف «قبل ذلك، لم يكن من المعتقد أنه من الممكن أن يؤثر البشر على خلق الله بهذه الطريقة».

سمحت لنا مثل هذه الافتراضات بإلحاق أضرار لا توصف بعالمنا الحي. عندما قضينا على الدودو لم نفهم ما كنا نفعله، لكننا نفهمه الآن بكل تأكيد. والآن نعلم أن لدينا ما يكفي من القوة الجماعية لتغيير الخصائص الفيزيائية لكوكبنا.

إن مراجعة يونج وفريقه ليست سوى بداية لمشروع أوسع نطاقًا لمعرفة المزيد عن هذه الأنواع المفقودة.

يقول المهندس البيوميكانيكي ماركوس هيلر من جامعة ساوثهامبتون: «نحن لا ننظر إلى الوراء في الزمن فحسب، بل إن بحثنا يمكن أن يساعد في إنقاذ الطيور المهددة بالانقراض اليوم أيضًا».