Atwasat

شاهد.. إطلاق مجموعة غزلان مهددة بالانقراض في جزيرة فروة الليبية

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 28 يوليو 2024, 02:27 مساء
WTV_Frequency

بعد رحلة غير عادية فوق الماء، أُعيد أخيراً إطلاق نحو عشرة غزلان صغيرة من نوع الرئم الأفريقي في جزيرة ليبية، بهدف حفظ هذا النوع الذي يعود أصله إلى شمال أفريقيا وكان على وشك الانقراض بفعل عوامل عدة أبرزها الصيد المفرط.

ونُقلت عبر قارب ثمانية رئم أفريقية لُفَّت بأكياس بيضاء وحملها عدد من المتطوّعين، إلى جزيرة فروة التي تقع على بعد ثلاثة كيلومترات من الشاطئ، وفقا لوكالة «فرانس برس».

وأُطلقت مجموعة الغزلان التي تتألف من «ذكر وسبع إناث»، يميناً ويساراً قبل أن تغوص في الأدغال والغطاء النباتي للجزيرة.

ويتميز الرئم الأفريقي، وهو غزال خفيف ورشيق، بحجم صغير ولون رملي يتيح له الاندماج في المناطق شبه الصحراوية للبقاء على قيد الحياة وتفادي الحيوانات المفترسة، هذا إن لم ترصده مناظير الصيادين.

يشير الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN)، إلى أن الرئم الأفريقي «مُدرج منذ العام 2016 ضمن الأنواع المهددة بالانقراض». ولا تضم الطبيعة في شمال أفريقيا سوى ما بين 300 إلى 600 غزال منها.

الجوع يقتل غزلان الريم في العراق
عائلة كولومبية تعمل مع الحكومة لإنعاش الحياة البرية
قرية التميمي.. مرسى الطير المهاجر

ولم تُجرَ حتى اليوم أي عملية تعداد لهذه الغزلان في ليبيا الغارقة في نزاعات وانقسامات منذ سقوط نظام معمر القذافي في العام 2011.

ويقول محمد الرباطي من سكان زوارة التي تبعد حوالى 140 كيلومترا إلى غرب طرابلس وأحد أصحاب هذه المبادرة: إن «فكرة الحملة تعود إلى شباب من زوارة تكافلوا لإعادة الحيوانات البرية إلى جزيرة فروة، لأنه بحسب روايات أجدادنا، كانت تعيش في هذه الجزيرة أنواع كثيرة من الحيوانات البرية».

وأشار الرباطي الذي شارك في العملية إلى إطلاق مجموعة أولى من الغزلان جرى شراؤها من أحد المربين قبل بضعة أسابيع، وقال «لم نر على جزيرة فروة منذ ثمانينات القرن العشرين إلا الطيور والسلاحف، وقد أطلقنا أول مجموعة تضم ثمانية غزلان بالتنسيق مع جمعية بيسيدا التي تعنى بجزيرة فروة».

وتقع فروة على بعد 15 كيلومترا من الحدود التونسية، وتصبح عند انخفاض المد متصلة بالساحل، فيما تصبح جزيرة بمساحة 470 هكتارا عند ارتفاعه.

أما الغطاء النباتي فنادر فيها، باستثناء أشجار نخيل برية، وهي تضم أنواعا من الحيوانات كالسلحفاة ضخمة الرأس التي أصبحت رمزاً لها، فيما تشكل أيضاً نقطة هجرة للطيور التي تعبر البحر الأبيض المتوسط مرتين في السنة.


البيئة الحيوية للجزيرة مناسبة للغزلان
ويقول يوسف عاشور قندوز، وهو عضو في مجلس ادارة جمعية «بيسيدا» البيئية لحماية جزيرة فروة، إن «البيئة الحيوية للجزيرة تبدو مناسبة للغزلان حتى لو أن هذا المكان ليس موطنها الطبيعي، فأول مجموعة جرى إطلاقها من الغزلان تخضع لمراقبة بمناظير وطائرات مسيرة وتبين أن وضعها جيد جداً، وهو ما شجعنا على إطلاق مجموعة ثانية».

فروة غير مأهولة راهناً بالسكان، لكن القبائل الأمازيغية عاشت فيها قبل أن تنتقل إلى المدن المجاورة، وتواجه الجزيرة ذات المناظر الخلابة التلوث والصيد المفرط الذي غالباً ما يكون غير قانوني.

ويقول مدير محمية فروة جمال فطيس لوكالة فرانس برس إن «عدداً كبيراً من الجمعيات والجامعات في طرابلس والزاوية يبذل جهوداً كبيرة لحماية التنوع البيولوجي والغطاء النباتي في فروة التي صُنّفَت محميةً سنة 2012».

وبالإضافة إلى الحفاظ على الحياة البرية، تولي جمعيات مثل «بيسيدا» اهتماما كبيرا لنباتات هذه المنطقة.

ويقول قندوز، وهو يساعد المتطوعين على زرع نباتات مقاومة للرياح والرذاذ ولا تتطلب كميات كبيرة من المياه «هذه الحملة الثانية لإعادة التشجير في الجزيرة».

ويعتبر فطيس أن «الغطاء النباتي في فروة يكفي لوجود الغزلان»، مشيراً إلى أن «بعض الجمعيات تدرس إمكانية إطلاق أرانب برية كالتي كانت تعيش على الجزيرة، كما تقوم جمعيات أخرى بعمليات تشجير في مواسم التشجير لإعادة توطين الأشجار التي كانت تعيش سابقا على الجزيرة».

ويوضح قندوز أن الجزيرة «باتت اليوم ملاذاً آمناً يمكن للسلاحف والطيور المهاجرة أن تعيش وتتغذى فيه»، مشدداً على «الحاجة إلى مساعدة السلطات للحفاظ عليه».

ويكمن الخطر الأكبر في تآكل الشاطئ وتقدّم البحر، وبحسب بحث أكاديمي تطرق إليه فطيس، «سُجلّ تآكل لساحل فروة بمعدل 1,6 متر في السنة بين عامي 1961 و2006، فيما تسارع التآكل بمعدّل مترين سنوياً بين 2006 و2020».

 

متطوعون يحملون مجموعة غزلان من نوع الرئم الإفريقي قبل اطلاقها في جزيرة فروة الليبية بهدف الحفاظ على هذا النوع، 17 يوليو 2024. (أ ف ب)
متطوعون يحملون مجموعة غزلان من نوع الرئم الإفريقي قبل اطلاقها في جزيرة فروة الليبية بهدف الحفاظ على هذا النوع، 17 يوليو 2024. (أ ف ب)
متطوعون يحملون مجموعة غزلان من نوع الرئم الإفريقي قبل اطلاقها في جزيرة فروة الليبية بهدف الحفاظ على هذا النوع، 17 يوليو 2024. (أ ف ب)
متطوعون يحملون مجموعة غزلان من نوع الرئم الإفريقي قبل اطلاقها في جزيرة فروة الليبية بهدف الحفاظ على هذا النوع، 17 يوليو 2024. (أ ف ب)
متطوعون يحملون مجموعة غزلان من نوع الرئم الإفريقي قبل اطلاقها في جزيرة فروة الليبية بهدف الحفاظ على هذا النوع، 17 يوليو 2024. (أ ف ب)
متطوعون يحملون مجموعة غزلان من نوع الرئم الإفريقي قبل اطلاقها في جزيرة فروة الليبية بهدف الحفاظ على هذا النوع، 17 يوليو 2024. (أ ف ب)
غزالان صغيران قبل إطلاقهما في جزيرة ليبية بهدف الحفاظ على هذا النوع بتاريخ 17 يوليو 2024. (أ ف ب)
غزالان صغيران قبل إطلاقهما في جزيرة ليبية بهدف الحفاظ على هذا النوع بتاريخ 17 يوليو 2024. (أ ف ب)
متطوعون يحملون مجموعة غزلان من نوع الرئم الإفريقي عبر قارب قبل اطلاقها في جزيرة فروة الليبية بهدف الحفاظ على هذا النوع، 17 يوليو 2024. (أ ف ب)
متطوعون يحملون مجموعة غزلان من نوع الرئم الإفريقي عبر قارب قبل اطلاقها في جزيرة فروة الليبية بهدف الحفاظ على هذا النوع، 17 يوليو 2024. (أ ف ب)
متطوعون يحملون مجموعة غزلان من نوع الرئم الإفريقي عبر قارب قبل اطلاقها في جزيرة فروة الليبية بهدف الحفاظ على هذا النوع، 17 يوليو 2024. (أ ف ب)
متطوعون يحملون مجموعة غزلان من نوع الرئم الإفريقي عبر قارب قبل اطلاقها في جزيرة فروة الليبية بهدف الحفاظ على هذا النوع، 17 يوليو 2024. (أ ف ب)
اطلاق مجموعة غزلان من نوع الرئم الإفريقي في جزيرة ليبية بهدف الحفاظ على هذا النوع بتاريخ 17 يوليو 2024. (أ ف ب)
اطلاق مجموعة غزلان من نوع الرئم الإفريقي في جزيرة ليبية بهدف الحفاظ على هذا النوع بتاريخ 17 يوليو 2024. (أ ف ب)

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
شنغهاي تفتتح أكبر مضمار تزلج داخلي في العالم
شنغهاي تفتتح أكبر مضمار تزلج داخلي في العالم
أشجار النخيل تقاوم الجفاف المتفاقم في العراق
أشجار النخيل تقاوم الجفاف المتفاقم في العراق
سلطات البيرو تصادر المئات من ضفادع «فياغرا الإنكا» المحفّزة جنسيا
سلطات البيرو تصادر المئات من ضفادع «فياغرا الإنكا» المحفّزة جنسيا
انتشال حطام أسطول ألماني أغرقه النازيون قبل 80 عاما
انتشال حطام أسطول ألماني أغرقه النازيون قبل 80 عاما
دب يهاجم رجلا في متنزه وطني سياحي في كرواتيا
دب يهاجم رجلا في متنزه وطني سياحي في كرواتيا
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم