أعاد الشباب التايلانديون اكتشاف السراويل التقليدية التي يقبل السياح على شرائها من تايلاند كتذكار لحجمها الواسع الموفّر للراحة وسعرها الزهيد، فهذه السراويل القطنية الفضفاضة المعروفة في كل أنحاء جنوب شرق آسيا والمطبّعة بأنماط الفيلة كانت مرتبطة سابقا بالمسافرين ذوي الموازنات المحدودة الذين تُطلق عليهم تسمية «حَمَلَة حقائب الظهر».
ويرى الباحثون كما نقلت وكالة «فرانس برس» أن الأجانب اعتمدوها وأقبلوا عليها عندما أصبحت المنطقة تستقطب حركة سياحية جماعية كثيفة في سبعينات القرن الماضي وثمانينياته، سعيا منهم إلى استكشاف الثقافة الحقيقية والأصيلة فيها.
ولاحظ دالينتان برومفينيت الذي يتخذ على تيك توك اسما مستعارا هو «موريتش» أن هذا السروال «لم يعد مجرد تذكار يأخذه السياح إلى دولهم، بل يمكن أن يرتديه التايلانديون أيضا»، وساهم نجم شبكة التواصل البالغ 19 عاما والذي يترقب متابعوه البالغ عددهم أكثر من مليونين نصائحه في مجال الموضة، في جعل ارتداء هذه السراويل توجها عاما، إذ إن أنماط الفيلة المطبوعة عليها والمتوفرة بكل الألوان، أصبحت مطلوبة من الزوار الأجانب الباحثين عن تذكارات، وبالنسبة إلى آخرين قطعة شعبية بخسة الثمن.
ولم يعد التايلانديون الذين يواكبون آخر صيحات الموضة يترددون اليوم في المزاوجة بينها وبين الإكسسوارات الفاخرة، فيرتدونها مثلا وهم يحملون حقائب يد من أغلى الماركات أو يضعون نظارات من ابتكار أبرز المصممين، وتباع هذه القطعة الناعمة المصنوعة من قماش خفيف مناسب لحرارة تايلاند، بنحو 150 باهت (3.3 دولا) في السوق، لكن الأشكال المحدودة باتت اليوم تتداول بأسعار أعلى.
ارتفاع الطلبات لـ30%
وقال كينغكارن سامون مدير الموقع القريب من شيانغ ماي والذي يعمل به نحو مئة شخص وينتج ما بين ألف وألفَي قطعة يوميا «هذه السراويل تشهد إقبالا كبيرا في تايلاند»، وليست شركته سوى جزء صغير من صناعة النسيج في تايلاند والتي تمثل حوالي 3% من الناتج المحلي الإجمالي.
ويقع في شمال تايلاند أحد أبرز مصانع إنتاج هذه السراويل، وفيه يتم قياس لفات القماش المستوردة من الصين وتقطيعها وخياطتها، وارتفعت طلبات الملابس المطبّعة بأنماط الأفيال، ومنها القمصان والفساتين وحتى حقائب اليد، بنسبة 30% منذ نهاية الجائحة، وتمثل السراويل 85% من مبيعاتها.
وفي سوق تشاتوتشاك الكبيرة بالعاصمة بانكوك، والمعروفة بأسعارها التي لا تُضاهى وبجذبها السياح من مختلف أنحاء العالم، تقول أونيتسا كورين (32 عاما) إن لديها ثلاثة سراويل أصلا، مضيفة أن «السراويل المزخرفة بنقشة الفيل تناسب كل شيء. ما عليك سوى تنسيقها مع قميص تي شيرت».
استهداف السياح
وبحسب الأستاذة التايلاندية في إحدى الجامعات الأميركية كانجانا ثيببوريروك، فإن السراويل ليست تايلاندية حقا في أذهان مواطني المملكة، معتبره أن «السراويل المطبّعة بالفيلة هي أحدث اكتشاف للشباب التايلانديين الأثرياء وأفراد الطبقة الوسطى الطموحين لمواءمة هويتهم مع هوية الغربيين. وسرعان ما أدرك تجار الملابس الفاخرة ذلك».
وفي أحد مراكز التسوق الراقية بالعاصمة، تعرض ماركة «بانكوك تايلز» نسختها بأكثر من ألف باهت (نحو 26 دولارا)، وقالت مؤسِستها راويوان وراسينسيري «عندما يفكر الناس في سراويل الفيل، فإنهم يعتقدون أنها رخيصة جدا. أريدها أن تبدو مثل ملابس فيرساتشي».
وكانت هذه الماركة في البداية تستهدف السياح، لكن الجائحة قلبت نموذجها التجاري رأسا على عقب، وعوّض التايلانديون النقص، وكان ذلك بمثابة مفاجأة، تعزو وراسينسيري نجاحها إلى «تيك توك».
تعليقات