أصدرت مجموعة من النقابات الإيطالية بياناً مشتركاً نددت فيه «بالانتهاكات الشائعة من الطبيعة نفسها في قطاعات عدة»، على إثر انتشار مقطع فيديو على نطاق واسع عبر شبكة «تيك توك» الاجتماعية.
يبدو في المقطع نادل إيطالي يطالب صاحب المطعم بأجر أفضل مقابل ساعات عمله، علماً أن عدداً كبيراً من الشباب في بلده يتقاضون أجوراً متدنية وغير مصرّح بها، وفقًا لـوكالة «فرانس برس».
وفي هذا المقطع الذي وصَل عدد نقرات مشاهدته عبر «تيك توك» إلى نحو 500 ألف في ثلاثة أيام وتناولته وسائل الإعلام بتعليقاتها بكثافة، يقول محمد الذي يعمل في مطعم في مودينا، بالقرب من بولونيا، عند انتهاء دوامه الممتد لست ساعات، من السادسة مساءً إلى منتصف الليل، إنه خدم عشرات الزبائن وبعضهم «يعامله معاملة سيئة جداً» إلى درجة أنه يكاد يبكي.
- إضراب عمال السيارات يتوسع لمجموعتي ستيلانتيس وجنرال موتورز الأميركيتين
- دراسة استقصائية «صادمة» حول التحرش بالعاملات في المجال العلمي
- «يوتيوبر» أميركي متّهم بإثارة أعمال شغب
تسلّم محمد من صاحب المطعم أجره البالغ 20 يورو، أي بمعدل يزيد قليلاً عن ثلاثة يوروهات في الساعة، والذي لا يستحق عنه علاوات اجتماعية أو معاشاً تقاعدياً نظراً إلى أن عمله غير مصرّح به، ولكن النادل احتجّ، وسارع بمناقشة صاحب المطعم مباشرة عبر حسابه على «تيك توك» تحت الاسم المستعار (chinwiii.730).
وعندما سأله صاحب المطعم «كم تريد؟ 30 يورو؟»، أجابه «ولا حتى 30 يورو، أي أربعة يورو في الساعة، هل تمزح معي؟ العمال غير المصرّح بهم يتقاضون ما لا يقل عن ثمانية يوروهات»، وقال إنه وُعد بـ 50 يورو.
وأضاف محمد في مقطع الفيديو «عملتُ بكدّ، هل هذه هي الطريقة التي تريدون بها أن تجعلوا الشباب يعملون، وتريدون بها أن تثروا؟ يُقال إن الشباب الإيطاليين لا يريدون العمل، كيف يمكنكم أن تقولوا أمراً مماثلاً؟ عار عليكم، أنتم أصحاب العمل الإيطاليين».
دول لا تفرض حدًا أدنى للأجور
وتعدّ إيطاليا إلى جانب فنلندا والسويد والدنمارك والنمسا، دول الاتحاد الأوروبي التي لا تفرض حداً أدنى قانونياً للأجور، إذ تُحدد الأجور فيها حصراً من خلال المفاوضة الجماعية.
وتقدّمت المعارضة هذه السنة باقتراح قانون يهدف إلى فرض حد أدنى للدخل يبلغ تسعة يوروهات في الساعة، لكنه لقي رفضاً من ائتلاف اليمين واليمين المتطرف بقيادة جورجيا ميلوني.
وانتهى الأمر بصاحب المطعم أن أذعن لمطلب محمد وأعطاه 50 يورو.
تعليقات