تنظم قرية «بريزنا» السياحية في مونتينيغرو، جنوب شرق أوروبا، مسابقة تحت عنوان «إزلازفانيه»، يفوز بجائزتها المالية، البالغة ألف يورو، مَن يجيد «فلسفة الكسل» بأن يتجاوز الملل، ويستطيع البقاء مستلقيا أطول وقت ممكن. وقد تأهل إلى تصفياتها النهائية أربعة متنافسين لا يزالون ممددين منذ أكثر من 800 ساعة، في تحدٍ عجز عن اجتيازه «علماء نفس»، وفق وكالة «فرانس برس».

وتقام حاليا الدورة الـ12 من «إزلازفانيه»، التي تعني الاستلقاء فترة طويلة باللغة المحلية، حيث يُمنع على المتسابقين الجلوس أو الوقوف، باستثناء منحهم كل ثماني ساعات فترات استراحة لـ15 دقيقة، وهو تفصيل جديد أُضيف إلى قوانين المسابقة أخيراً، بعدما كانت الاستراحات تؤخذ لأوقات قصيرة أو غير مُتاحة حتى في النسخات السابقة منها.

لكن من ناحية أخرى، يحق للمتسابقين إبقاء هواتفهم المحمولة أو أجهزتهم اللوحية معهم في الفراش، بالإضافة إلى إمكان المطالعة أو استقبال الزوار، لتلقي دعم أصدقائهم وعائلاتهم، وبذلك يحقق المشاركون تفاعلاً عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وفق «فرانس برس».

فكرة المسابقة من نكتة شعبية قديمة
وأشار صاحب القرية السياحية المُقامة بها المسابقة، رادونيا بلاغوجيفيتش، لـ«فرانس برس» إلى أنه استوحى الفكرة من نكتة شائعة بشأن أن «سكان مونتينيغرو كسالى»، مما دفعه لتنظيم «مسابقة لا تُقام في أي مكان آخر في العالم».

علماء نفس عجزوا عن تحمل التحدي
ونقلت «فرانس برس» عن إحدى المنافسات في المسابقة، وهي عاملة في مجال التجميل، وتدعى ليديا ماركوفيتش قولها، أنها «مستلقية هنا منذ 34 يوما»، مؤكدةً أن «البقاء في الفراش ليس سهلاً، إنما هو تحدٍ مُتعب ذهنيا».
وأضافت: «كان معنا ثلاثة علماء نفس عجزوا عن التحمّل».

فضائل الكسل 
شاب ليبي يفوز بمسابقة عالمية نظمها اليوتيوبر الشهير «MrBeast»

وشاركت ماركوفيتش منذ أكثر من شهر، على غرار ثلاثة أشخاص آخرين، في «إزلازفانيه» التي نظمتها للمرة الثانية عشرة قرية «بريزنا» السياحية.

مشاركون من روسيا وأوكرانيا
وأوضح بلاغوجيفيتش أن المشاركين في المسابقة، البالغ عددهم 21 شخصاً، هم من مونتينيغرو وروسيا وأوكرانيا وصربيا، مبديا اندهاشه هذه السنة من أداء المتبارين، لأنهم حطموا الرقم القياسي الأخير، البالغ 117 ساعة استلقاء، أي خمسة أيام.

منافسة لنيل جائزة «بطل الكسل»
ومن فرشهم، أوضح المتسابقون الأربعة الذين صعدوا لنهائيات المسابقة لـ«فرانس برس»، وهم: ليديا (23 عاماً) وغوفان (33 عاماً) وفيليب (23 عاماً) وغوردانا (36 عاماً)، أنهم يأملون الفوز بالألف يورو المخصصة لـ«بطل الكسل»، حتى لو كان ذلك يعني تأجيل اشنغالاتهم الأسرية والوظيفية والدراسية، بدافع رغبتهم في «تجاوز المألوف»

فلسفة الكسل
وقالت غوردانا فيليبوفيتش، التي تعمل في مطعم مجاور لمكان المسابقة، إنها «فخورة بصمودها». بينما يوفان كرنكانين (33 عاماً)، الذي قدم من صربيا للمشاركة للمرة الثانية في المسابقة، يعتقد أن في استلقائه على الفراش«نوعاً من الفلسفة الخاصة بالكسل، وتمريناً على تجاوز المواقف الصعبة».