أطلقت الحكومة الفرنسية، أمس الثلاثاء، أول حملة حكومية لمكافحة العنف الجنسي الأسري ضد الأطفال، فيما يعرف بـ«مناهضة سفاح القربى».
ومناقشة العنف الجنسي ضد الأطفال في الأسر كان محرما اجتماعيا، قبل أن ينكسر الجليد عن تلك القضية بسبب الممثلة إيمانويل بيار، وابنة وزير خارجية سابق، وفق وكالة «فرانس برس».
ضحية كل 3 دقائق في فرنسا
وأشارت وزيرة الدولة لشؤون الطفولة في فرنسا، شارلوت كوبيل، إلى أن الحكومة تستخدم للمرة الأولى كلمة «سفاح القربى» في حملة رسمية، مفجرة بذلك الحديث عن العنف الجنسي ضد الأطفال داخل الأسرة، ولافتة إلى أن طفلا يتعرض لاعتداء جنسي كل ثلاث دقائق في فرنسا.
مفوض صندوق رعاية ضحايا الاغتصاب: معالجة ملف العنف الجنسي معبر لتحقيق العدالة الانتقالية
وتتناول هذه الحملة الوطنية، التي بدأت الثلاثاء على شبكات التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام، قبل أن تشمل الأماكن العامة ودور السينما، موضوعا كان لمدة طويلة مستبعدا من النقاش العام في فرنسا.
برنار كوشنير تفجر القضية
فرضت القضية نفسها في فرنسا بعد الكتاب المدوّي الذي أصدرته العام 2021 ابنة الوزير السابق المؤسس المشارك لمنظمة «أطباء بلا حدود» غير الحكومية، برنار كوشنير، التي كشفت تعرضها للعنف الجنسي داخل أسرتها في كتابها La Familia Grande (لا فاميليا غراندي) أو العائلة الكبيرة.
واتهمت كامي كوشنير زوج والدتها، الباحث السياسي المعروف النائب الأوروبي السابق والوجه المعروف إعلاميا، أوليفييه دويامل، بالاعتداء جنسيا على شقيقها التوأم.
واعترف دويامل بالوقائع الواردة في الكتاب، لكن التحقيق في القضية أُغلق بسبب سقوط الدعوى بمرور الزمن.
السلطات الفرنسية تتحرك لمكافحة «سفاح القربى»
إلا أن هذه القضية أدّت إلى استحداث لجنة مستقلة معنية بـ«سفاح القربى» والعنف الجنسي ضد الأطفال، ودعت السلطات العامة إلى التحرك.
كما أحدثت الممثلة الفرنسية الشهيرة إيمانويل بِيار، في سبتمبر الجاري، ضجة كبيرة بكشفها في فيلم وثائقي تليفزيوني أنها كانت ضحية لسفاح القربى عندما كانت بين العاشرة والرابعة عشرة.
وتوجهت الممثلة في الوثائقي إلى المُعتدي عليها بالقول: «إذا لم يلاحظ والدي أو والدتي أو مدرستي أو أصدقائي أي شيء، فهذا يعني أن كل شيء سيبدأ من جديد، وستعاود فعلتك»، مشيرة إلى أن جدتها هي مَن أنقذتها. لكنها أوضحت أن المعتدي لم يكن والدها، المغني وعازف الغيتار الراحل غي بيار.
تعليقات