Atwasat

تعلّم اللغة الألمانية جواز سفر لطلاب الطب في سوريا

القاهرة - بوابة الوسط الخميس 16 مارس 2023, 01:35 مساء
WTV_Frequency

داخل مركز صحي يعمل فيه متطوعا، يتصفّح طالب الطب محمّد حسن شاشو كتبا باللغة الألمانية ومقاطع فيديو على الإنترنت، للتأكد من كيفية نطق الكلمات، آملا أن يبلغ مستوى يخوّله السفر إلى ألمانيا لإتمام دراسته والعمل.

مع اندلاع النزاع الذي يقترب من بدء عامه الثاني عشر، باتت ألمانيا تحديدا حلم المئات من طلاب الاختصاصات الطبية لينخرطوا في سوق العمل فيها، وهو ما يفسّر ارتفاع عدد المراكز التعليمية التي تدرّس لغتها في سوريا من مركز واحد قبل اندلاع النزاع في 2011 إلى أكثر من ثمانين مركزا اليوم.

ويقول شاشو (23 سنة) الطالب في السنة السادسة بكلية الطب في دمشق لوكالة «فرانس برس»، «اللغة الألمانية صعبة للغاية، خصوصا أن تدريسها في سوريا لا يتمّ من قبل ناطقين أصليين بها». ويُضيف بينما يجلس قرب بحرة تتوسط المركز الصحي المقام في بيت عربي تقليدي أن تعلم هذه اللغة «يستحق هذا العناء والتعب الذي سيتلاشى مع أول خطوة أخطوها في ألمانيا».

الغربة
خلال سنوات النزاع، وجد السوريون أنفسهم أمام أبواب موصدة لناحية الحصول على تأشيرات سفر إلى غالبية دول العالم، خصوصا الأوروبية، مع بدء تدفّق موجات اللاجئين الفارين من المعارك والقصف.

لكنّ الأطباء شكلوا استثناء مع تمّكنهم من الحصول على تأشيرات سفر، لا سيما إلى ألمانيا وفق شروط معينة يمكن تحقيقها، أبرزها التمكّن من مستوى مرتفع نسبيا من اللغة الألمانية. ويجدر بالراغبين بتأشيرة إلى ألمانيا التوجه إلى بعثاتها الدبلوماسية في لبنان أو الأردن أو أربيل لغياب التمثيل الألماني في سوريا.

يستغلّ شاشو مع زميله في الكلية جعفر مصطفى أوقات الفراغ لمراجعة دروسهما باللغة الألمانية. ويحاولان التحدّث بها طوال الوقت كي يتدرّبا على النطق، وليحفظا المفردات سريعا.

- دمشق تصادر 24 كيلو غراما من حبوب الكبتاغون

- تربية «كلاب السلوقي» مهنة رائجة في قرية سورية

ويقول مصطفى: «كل من أعرفهم من أصدقائي، إما سافروا أو يستعدون للسفر أو يدرسون قرار السفر» على وقع الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتأزمة في البلاد التي استنزفتها سنوات الحرب وأنهكت مقدراتها. ويتابع الشاب «لماذا ألمانيا؟ لأنها الوجهة الأسهل والأضمن»، معتبرا أن «شهادتها قوية وهناك عدد كبير من السوريين فيها، لذا لن أشعر بالغربة».

80 مركزا
في معهد المركز العربي، أحد أقدم معاهد تعليم اللغات الأجنبية في دمشق، تسجّل أكثر من ألف طالب العام 2022 لتعلّم اللغة الألمانية، نحو 70% منهم من الاختصاصات الطبية، وفق ما يشرح مدير المعهد عبدالله صالح لوكالة «فرانس برس». ويوضح أنه قبل اندلاع النزاع، انصبّ إقبال الطلاب على تعلّم اللغتين الفرنسية والإنجليزية، لكنّ الأمر تغيّر تباعا منذ 2013.

ويشرح «كان معهد غوته في دمشق الوحيد المتخصّص في تعليم اللغة الألمانية ويلبّي الحاجة بشكل كامل، أما اليوم فهناك أكثر من ثمانين مركزا ومعهدا، ويحتاج الطلاب إلى تسجيل مبكر ليحجزوا مقاعدهم».

داخل إحدى قاعات المعهد، يتابع المدرّس عمر فتوح، المجاز في الأدب الألماني من جامعة دمشق، مع طلابه درسا جديدا، ويدرّب عددا منهم على كلمات طبية متخصّصة. ويشير فتّوح الذي يمضي يومه متنقلا بين معهد وآخر، ويلتقي نحو مئة طالب يوميا، إلى أنّ المتعلمين يتوزعون «بين طالبي لمّ الشمل من العائلات وبين طلاب أغلبهم في الاختصاصات الطبية».

ويعيش في ألمانيا حاليا نحو 924 ألف سوري مقارنة مع 118 ألفا نهاية العام 2014، وفق مكتب الهجرة واللاجئين الذي سجّل أكثر من 700 ألف طلب لجوء من سوريين في ألمانيا منذ 2015.

ومنحت ألمانيا في العام 2020 تسهيلات لوصول العمال الأجانب «المؤهلين» إلى أراضيها استجابة للنقص الحاصل في اليد العاملة الماهرة.

وحسب التقرير السنوي الصادر العام 2022 عن مجلس خبراء المؤسسات الألمانية للاندماج والهجرة، ثمة «حاجة خاصة للعاملين المهرة في قطاع الرعاية الصحية والاجتماعية».

في نهاية 2021، مارس نحو 5404 أطباء سوريين المهنة في ألمانيا، وشكلوا المجموعة الأكبر من الأطباء الأجانب الممارسين في البلاد، وفق نقابة الأطباء الفدرالية، متفوقين على رومانيا ثم اليونان والنمسا.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
ماكرون يقلّد الزعيم التقليدي راوني وساماً فرنسياً رفيعاً في الأمازون
ماكرون يقلّد الزعيم التقليدي راوني وساماً فرنسياً رفيعاً في ...
زراعة الأشجار في الأماكن الخطأ قد تفاقم الاحترار المناخي
زراعة الأشجار في الأماكن الخطأ قد تفاقم الاحترار المناخي
أزهار الخوخ الوردية تبشر اليونانيين بحلول الربيع (فيديو)
أزهار الخوخ الوردية تبشر اليونانيين بحلول الربيع (فيديو)
السلطات السلوفاكية أردت دباً تسبب بجروح لخمسة أشخاص
السلطات السلوفاكية أردت دباً تسبب بجروح لخمسة أشخاص
«كارثة» في أستراليا.. أرصدة ائتمان كربوني مشكوك في صحتها
«كارثة» في أستراليا.. أرصدة ائتمان كربوني مشكوك في صحتها
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم