Atwasat

البقاء في إيران للنجاح.. رهان صاحبة متجر حلويات بطهران

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 06 مارس 2023, 04:46 مساء
WTV_Frequency

كان في إمكان شهرزاد شكوهي وند أن تختار طريق المنفى على غرار الكثير من مواطنيها الإيرانيين الشباب، لكنها تفضل «عيش المغامرة» في بلدها حيث أصبحت طاهية معجنات تحظى بتقدير كبير رغم العقبات.

وتقول هذه المرأة البالغة 36 عاما في أحد مقهيين أنيقين تملكهما في طهران، «من خلال العمل هنا، ستتغير الأمور في إيران»، وفق «فرانس برس».

وتقر شهرزاد شكوهي وند بأنها درست فكرة مغادرة بلدها مع زوجها. ويوضح هذا الأخير، باباك مهرباني «لقد ذهب معظم أصدقائنا إلى كندا أو الولايات المتحدة أو أستراليا. لكننا قررنا عدم الهجرة».

المغادرة أم البقاء؟ معادلة صعبة تؤرق الكثير من الشباب الإيرانيين من حملة الشهادات، الذين يواجهون ضغوطا لإيجاد مكان لهم في سوق العمل في سياق اقتصادي متوتر، وسط تفاقم الصعوبات بسبب تأثير العقوبات الدولية.

يضاف إلى ذلك حالة عدم اليقين المرتبطة بحركة الاحتجاج التي هزت البلاد بعد وفاة مهسا أميني، وهي امرأة تبلغ 22 عاما أوقفت بتهمة خرق قواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

وتقول شهرزاد شكوهي وند «على الرغم من كل شيء، أنا متفائلة بالنسبة للنساء في إيران»، مبدية على غرار نساء أخريات في طهران، أملا في أن «الأمور تتغير». وتوضح مينو، وهي طاهية تبلغ 27 عاما «ما أراه على وجوه النساء اليوم مختلف تماما عما كان عليه قبل ستة أشهر»، مشيرة على سبيل المثال إلى أن وضع الحجاب في الأماكن العامة بدأ ينحسر في العاصمة.

لكن مثل هذا التطور يزعج بعض النساء، مثل حميرا، المعلمة المتقاعدة البالغة 58 عاما والتي «نشأت مع الحجاب». وتقول «الحجاب قانون بلادنا وعلينا احترام القانون. وللأسف شبابنا لا يقبلونه وينتقدون الدين»، مدافعة في الوقت عينه عن حق الجميع في الاختيار.

أعمل بجد أكثر
وفي الحديث عن تجربتها، تؤكد شهرزاد شكوهي وند «كامرأة، علي أن أعمل بجد أكثر للنجاح في العمل، في المنزل وفي الحياة الاجتماعية»، ولكن «هذه الصعوبات تجعلك تتقدم».

لتحقيق «حلم الطفولة» في أن تصبح طاهية معجنات، انتقلت من طهران للعيش في باريس لمدة ثلاثة أشهر، لمتابعة حصص تعليم أساسية في مدرسة «كوردون بلو» للطبخ العام 2017.

عند عودتها، افتتحت أول محل حلويات لها في وسط المدينة، ليحل محل متجر لحقائب اليد احتفظت باسمه بالفرنسية، «femme chic». ويتهافت سكان ميسورون نسبيا من طهران إلى المتجر لتذوق حلويات ومخبوزات فرنسية بنكهة محلية.

بعد خمس سنوات، توظف شركة شهرزاد شكوهي وند وباباك مهرباني 70 شخصا، غالبيتهم من النساء، وهي مربحة، رغم أنها اضطرت أخيرا إلى تقليص هوامشها لمراعاة التضخم المرتفع للغاية في إيران.

- صوت المعارضين الإيرانيين يعلو في مهرجان برلين

- السلطات الإيرانية تفرج بكفالة عن الممثلة عليدوستي

ويقول الزوجان «على الرغم من السياق الغامض، ما زلنا طموحين». وهما يدرسان افتتاح محلات معجنات جديدة في مدن إيرانية أخرى مثل شيراز (جنوب) أو مشهد (شرق)، ولكن أيضا في الخارج، خصوصا في دبي أو الدوحة إذا وجدا شركاء محليين، مع رغبة «مجنونة قليلا» في فتح متجر لهما في باريس.

في غضون ذلك، تأمل شهرزاد شكوهي وند في أن تُرفع العقوبات الاقتصادية الشديدة، خصوصا الأميركية، التي ضربت إيران. وتوضح «بسببها، من الصعب جدا العثور على شوكولا عالية الجودة أو زبدة جيدة أو فانيليا»، وهي مكونات أساسية للخبز.

وتوضح، قائلة «هذا يجبرنا على أن نكون مبدعين»، بما في ذلك استخدام المزيد من موارد البلاد الغنية بالفواكه والتوابل، مثل الفستق أو البندق أو الزعفران.

وبذلك، حولت شكوهي وند الـ«بابا أو روم» إلى «بابا تبريزي»، وهو ابتكار أصلي يشبه الحلوى الفرنسية الشهيرة لكن مع مذاق حلوى معروفة من منطقة تبريز (شمال غرب)، يحل فيها شراب الهيل والزعفران محل مشروب الروم، نظرا إلى حظر الكحول في إيران.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
ماكرون يقلّد الزعيم التقليدي راوني وساماً فرنسياً رفيعاً في الأمازون
ماكرون يقلّد الزعيم التقليدي راوني وساماً فرنسياً رفيعاً في ...
زراعة الأشجار في الأماكن الخطأ قد تفاقم الاحترار المناخي
زراعة الأشجار في الأماكن الخطأ قد تفاقم الاحترار المناخي
أزهار الخوخ الوردية تبشر اليونانيين بحلول الربيع (فيديو)
أزهار الخوخ الوردية تبشر اليونانيين بحلول الربيع (فيديو)
السلطات السلوفاكية أردت دباً تسبب بجروح لخمسة أشخاص
السلطات السلوفاكية أردت دباً تسبب بجروح لخمسة أشخاص
«كارثة» في أستراليا.. أرصدة ائتمان كربوني مشكوك في صحتها
«كارثة» في أستراليا.. أرصدة ائتمان كربوني مشكوك في صحتها
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم