Atwasat

في دمشق القديمة.. أجود أنواع العطور بقوارير «أبو النور»

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 07 نوفمبر 2022, 11:45 صباحا
WTV_Frequency

في متجره المتواضع بأحد أحياء دمشق القديمة، ينهمك محمد المصري بخلط الزيوت في قوارير زجاجية ليُنتج منها عطورا يقول إنها لا تختلف بشيء عن الماركات العالمية، لكنها أرخص بكثير.

يتحدر المصري من عائلة عملت لعقود طويلة في تصنيع العطور، ويعد أخواله الأشهر في دمشق بتلك الصنعة التي يمارسها المصري منذ 35 عاما، وفق «فرانس برس».

ويقول المصري (50 عاما) «لا توجد لدي أجهزة ضخمة، ليس لدي سوى ورشتي الصغيرة وهذا الأنف الذي دربته منذ كان عمري 15 عاما».

تحيط القوارير الزجاجية بالمصري من كل ناحية وصوب في متجر لا يتسع سوى لثلاثة أشخاص على أبعد تقدير، وقد علق على جدرانه صورا لزجاجات عطر من أشهر الماركات.

ويشدد المصري على أن منتجاته «مطابقة للنسخة الأصلية» من العطور العالمية. ويقول «أتحدى أن يميز أحد بين العطر الأصلي وذلك المركب لدي».

الطبقات الغنية
يستخدم المصري أنواعا مختلفة من الزيوت، ومنها تلك المستخرجة من الياسمين والورد الشامي والمسك.

في دمشق القديمة، يقع متجر المصري بشارع ضيق بين سوق البزورية الذي تفوح منح رائحة البهارات والأعشاب والورد المجفف، وسوق المسكية، الذي يعبق برائحة البخور والمسك.

يكاد متجر المصري لا يخلو من الزبائن، الذين وجدوا فيه البديل الأمثل لعطور بات شراؤها شبه مستحيل على وقع الأزمة الاقتصادية الحادة الناتجة عن النزاع المستمر في البلاد منذ العام 2011.

ويفوق سعر زجاجات العطر العالمية المئة دولار، ما يجعلها حكرا على الطبقات الغنية في بلد بات أكثر من تسعين في المئة من سكانه تحت خط الفقر.

ويبلغ متوسط الرواتب في الوظائف الحكومية والخاصة نحو 130 الف ليرة، أي حوالي 25 دولارا بحسب سعر الصرف في السوق السوداء.

ويقول المصري «أستطيع أن أقدم عطرا قريبا للغاية من الرائحة الأصلية بأقل من ثلاثين ألف ليرة»، أي ما يعادل ستة دولارات فقط. ويضيف «لا يوجد فارق في الجودة (...) العطور المركبة تناسب معظم طبقات السوريين».

على ذوقه
ويقضي زبائن المصري بعضا من الوقت لديه، يشمون القوارير المتعددة، أو يراقبونه بذهول أثناء خلط الزيوت بكل دقة وسرعة.

اضطرت شام الفلاح (24 عاما) لأن تتخلى عن الصنف المفضل لديها، لعدم قدرتها على شرائه جراء تدهور الوضع المعيشي.

وتقول زبونة المصري «كنت أشتري عطورا أجنبية في السابق لكن الآن بات الأمر مستحيل». وتضيف أن «راتب موظف اليوم لا يكفي لشراء زجاجة عطر من الماركات الأجنبية».

وتخصصت أسرة الغبرة، أي عائلة المصري من جهة الوالدة، بمهنة العطارة منذ مئة عام على الأقل، على حد قوله.

- اليونسكو تضمّ الريغي وفنّ صناعة العطور لقائمتها للتراث الثقافي

والعطارة من المهن القديمة، وإن كانت قبل عقود مضت لا تقتصر فقط على صناعة العطور، بل تتضمن أيضا المداواة بالأعشاب.

وليس زبائن المصري من أهل دمشق فقط، إذ قضى أحمد درة (60 عاما) نحو ساعة على الطريق من مدينة الزبداني في ريف العاصمة لشراء خمس زجاجات عطر من المصري، الملقب «أبو النور».

ويقول الرجل الذي ارتدى عبارة تقليدية بنية اللون ووضع كفية حمراء اللون على رأسه، «لستُ خبيرا بأسماء الماركات الأجنبية، لكني أثق بأنف +أبو النور+، وأقصده خصوصا ليعطيني عطرا على حسب ذوقه».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
إتلاف الذكريات الفوتوغرافية في الصين لتخطي الأحزان وإنتاج الكهرباء
إتلاف الذكريات الفوتوغرافية في الصين لتخطي الأحزان وإنتاج ...
الطيور المهاجرة تتناقص في سماء ألبانيا بسبب الاحترار ومخاطر الأنشطة البشرية
الطيور المهاجرة تتناقص في سماء ألبانيا بسبب الاحترار ومخاطر ...
آلاف سائقي الدراجات النارية يتظاهرون في باريس احتجاجاً على الفحص الفني الإلزامي
آلاف سائقي الدراجات النارية يتظاهرون في باريس احتجاجاً على الفحص ...
اتهامات لطبيب بالتحرش الجنسي تُطلق حملة «مي تو» في المستشفيات الفرنسية
اتهامات لطبيب بالتحرش الجنسي تُطلق حملة «مي تو» في المستشفيات ...
وفاة أقدم توأم ملتصق عن 62 عامًا (فيديو)
وفاة أقدم توأم ملتصق عن 62 عامًا (فيديو)
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم