Atwasat

العلاقات العاطفية في ليبيا بين الثقافة التقليدية وضوابط المجتمع

القاهرة - بوابة الوسط الخميس 03 ديسمبر 2015, 02:56 صباحا
WTV_Frequency

نشرت قناة «CNN» الأميركية على موقعها الإلكتروني الخميس تقريراً عن العلاقات العاطفية بين الجنسين في ليبيا.

وقالت مراسلة «CNN» منية غانمي أن الثورة التي شهدتها البلاد قبل أكثر من 4 سنوات لم تغيير من طبيعة العلاقات الاجتماعية بين الشبان والفتيات، حيث الثقافة التقليدية المحافظة وضوابط المجتمع الصارمة لا تزال تتحكم في علاقاتهم العاطفية ،ومازالت فرص التقاء الشاب بالفتاة وإقامة علاقة بينهما محدودة أو مخفية في ليبيا يحكمها سواء الدين أو الطبيعة البدوية المحافظة والقيود المجتمعية والرقابية.

وأكد المدون عيسى عبد القيوم لقناة «CNN» إن الاختلاط والعلاقات بين الجنسين فى ليبيا أصبح يسير فى منحنى تنازلي، مضيفاً أن العلاقات أيام المملكة وحتى السبعينات من العهد الجمهوري كانت مألوفة فى الجامعات والأعمال وفى الشارع، ولكنها بدأت تنحسر فى العشريات الأخيرة بـ«ضغط من الاسلام المغلوط».

وأوضح عبد القيوم أنه بعد الثورة أصبح الأمر أكثر شحا، حيث باتت الكثير من الأسر لا تأمن على سلامة بناتها وسط الشعارات المتشددة والرافضة لوجود المرأة مع الرجل وزاد من تفاقم الأمر سيطرة بعض المليشيات المسلحة على بعض البوابات ومداخل المؤسسات.

وأشار عبد القيوم إلى إنه منذ السنة الماضية بدأ تنظيم «داعش» في فرض قيود أكبر على حركة النساء عموما فى مدينتي سرت ودرنة فيما شهدت بنغازي تحسنا طفيفا بعد سيطرة الجيش على أغلب أحياءها.

وتشهد ليبيا في الفترة الأخيرة تزايدا لنفوذ التيارات الإسلامية، مع سيطرة تنظيم داعش على عدد من المدن والأحياء.

بينما قال الناشط الإجتماعي عبد الستار عاشور لقناة «CNN»، قال إن هذا الوضع ساهم في تقلص العلاقات العاطفية في ليبيا بين الشبان وقلل من حجم التواصل بينهما، مشيرا إلى أن الامر راجع إلى التخوف من هيئات المحاسبة والعقاب التي شكلتها التنظيمات المتشددة.

وأضاف عاشور أن الانفتاح السياسي الذي عرفته البلاد لم يعقبه انفتاح اجتماعي حيث مازالت العلاقات التي تربط الجنسين مغلقة في أغلب المناطق، مشيرا إلى أن النظرة المتزمتة مازالت هي المتحكمة.

وعزا ذلك إلى أن المجتمع الليبي يتميز بمحافظة اجتماعية كبيرة وهو ذو أساس قبلي وعشائري ممّا يصعب عملية التغيير نحو الاتجاه العصري.

وتابع أن التغيير سهل على مستوى الشكل أمّا على المستوى الفكري فهو يحتاج إلى وقت طويل من أجل إزاحة منظومة فكرية تقليدية وإحلال محلها منظومة حديثة متجددة.

وفي ظل هذا الواقع، يجد الشباب صعوبة في إقامة علاقات عاطفية بسبب ضغط الأهل ونظرة المجتمع.

عائشة الطرابلسي لا تمانع في الدخول في علاقة مع شاب ولديها رغبة كبيرة في الاختلاط مع الجنس الآخر، لكن عائلتها مازالت عائقا أمام طموحها، حيث قالت لقناة «CNN»«أسرتي ترفض بتاتا أن أقيم علاقة عاطفية مع شاب وأن أتصاحب مع الأولاد، يعتبرون ذلك شيء محرّم ومخالف للدين، مجتمعنا هنا يقيّم أخلاق وتربية وعفة الفتاة انطلاقا من علاقاتها بالجنس الآخر» موضحة أن العلاقات العاطفية مازالت لا تجد الاعتراف في المجالات الأسرية بل تعدّ من المحّرمات خاصة بالنسية للفتيات، مضيفة أنها تطمح وتطوق إلى تغيير هذه الثقافة نحو مزيد من الانفتاح والحرية.

أما زكريا بن خالد المتخرج من جامعة بنغازي أفاد لقناة «CNN» أن كل علاقات الحب في ليبيا محكوم عليها بأن تبقى في الخفاء، إلى أن تموت في الخفاء، أو في أحسن الأحوال، إلى أن يتقدم الشاب لخطبة صديقته والزواج بها،ويتألم بن خالد لأنه لم يعد يجد مكانا يلتقي فيه حبيبته، بعد انتهاء جامعتهما، مؤكدا صدق مشاعره تجاهها خاصة أن التقدم لخطبتها قد يستغرق بعض الوقت بسبب الظروف المادية.

ومع تعنّت المجتمع ورفضه العلاقات المختلطة، وجد الشباب الليبي ضالته في شبكة الانترنيب خاصة المواقع الاجتماعية للبحث عن الحب بعيدا عن الواقع الاجتماعي والثقافي والديني المفروض عليه.

أسماء قمو باحثة عن شغل، أفصحت لقناة «CNN» أنه لم تتوفر لها الفرصة لإقامة علاقة عاطفية واقعية بسبب قيود العادات والتقاليد وبالتالي فهي تجد في شبكة الانترنيت وسيلة للتعارف والتواصل مع الجنس الآخر دون رقيب.

من جهته أخرى الكاتب محمد أقميع أكد لقناة «CNN» إن الطبيعة التي تحكم العلاقات بين الجنسين تختلف من مدينة إلى مدينة ومن بيئة إلى بيئة، موضحا أن سكان الأرياف والجنوب الليبي خاصة لديهم نظرة محافظة تحرّم إقامة مثل هذه العلاقات في حين تكتسب هذه العلاقات نوعا من التحرر في المدن الكبيرة.

وكانت التنظيمات الاسلامية المتشددة التي فرضت وجودها في ليبيا دعت المواطنين في بياناتها إلى ضرورة اتباع أوامر الشريعة الإسلامية في التشديد على عدم اختلاط الجنسين وحرمة خلو الانثى بالذكر دون محرم.

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«اقتصاد بلس» يناقش: هل تحمل مشاورات «المركزي» مع صندوق النقد حلولا اقتصادية؟
«اقتصاد بلس» يناقش: هل تحمل مشاورات «المركزي» مع صندوق النقد ...
«تغطية خاصة» ونقاش مفتوح: القضاء في مواجهة عقيلة والكبير!!
«تغطية خاصة» ونقاش مفتوح: القضاء في مواجهة عقيلة والكبير!!
الدبيبة في أديس أبابا على رأس وفد وزاري
الدبيبة في أديس أبابا على رأس وفد وزاري
حفتر يبحث «مجمل أوضاع الجنوب» مع حماد وعمداء بلديات الواحات
حفتر يبحث «مجمل أوضاع الجنوب» مع حماد وعمداء بلديات الواحات
الوحدة السادسة تدعم محطة كهرباء شمال بنغازي
الوحدة السادسة تدعم محطة كهرباء شمال بنغازي
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم