تحدث سكان في تاجوراء لـ«بوابة الوسط» عن المشاهد والظروف المصاحبة للاشتباكات المسلحة التي شهدتها المدينة أمس الجمعة، والتي أسفرت عن تسعة قتلى، ونزوح عشرات العائلات إلى مناطق آمنة، قبل أن تسفر جهود الوساطة عن استعادة الهدوء للمنطقة.
يقول عبد الله التركي، أحد سكان منطقة الحميدية بتاجوراء، إنه فوجئ عقب خروجه من المسجد بسماع زخات رصاص وتبادل إطلاق النار، وسط حالة من الهلع بين المصلين في أثناء خروجهم من المسجد القريب من معسكر الشهيدة صبرية، لافتًا إلى أن «بعض الناس فضَّل البقاء في المسجد»، بينما بقي هو نحو خمس ساعات يبحث عن ممر آمن للعودة إلى منزله.
وأضاف البالغ من العمر 55 عامًا، ولديه سبعة أبناء، في حديث إلى «بوابة الوسط»: «الوضع في تاجوراء لم تشهده المنطقة منذ فترة طويلة»، مشيرًا إلى أنه نزح إلى وسط العاصمة إلى حين استقرار الأوضاع.
جميع المحال التجارية مغلقة
أما محمد الشريف، صاحب محل تجاري بالقرب من مستشفى القلب، فيقول لـ«بوابة الوسط» إن جميع المحال التجارية مغلقة منذ يوم الجمعة بسبب الأحداث، في ظل نقص الخبز؛ لأن مختلف المخابز مغلقة.
في حين يقول المواطن محمد الترهوني لـ«بوابة الوسط» إنه جاء بعد صلاة الجمعة إلى مستشفى القلب، لإجراء بعض التحاليل والكشوف بعد إجراء عملية جراحية، ولم يتمكن من المغادرة على مدى 24 ساعة.
- توقف الاشتباكات في تاجوراء بعد سيطرة «رحبة الدروع» على مقر «كتيبة صبرية»
- فتح الطريق بتاجوراء بعد إغلاقه بسبب الاشتباكات
- «الإسعاف»: ارتفاع حصيلة ضحايا اشتباكات تاجوراء إلى 9 قتلى
إخراج 64 عائلة عالقة
من جهته، قال الناطق باسم مركز طب الطوارئ والدعم، مالك مرسيط، لـ«بوابة الوسط» إن فرق المركز تمكنت من إخراج 64 عائلة عالقة من مناطق الاشتباكات شرق طرابلس بمنطقة غوط الرمان قرب مسجد الرحمة.
وأضاف مرسيط أن المركز تلقى نداءات استغاثة بشأن توفير ممرات آمنة لخروج العائلات، ووفَّر ممرًا آمنًا لثمانية أشخاص، أحدهم حالة مرضية بالقرب من شاطئ بنور.
بدء إصلاح أعطال شبكة الكهرباء
في السياق نفسه، أعلنت الشركة العامة للكهرباء أن «وضع الشبكة في خطر» مع احتمالية حدوث فصل في خطوط النقل، الذي سيترتب عليه انهيار الشبكة العامة بسبب الأضرار التي لحقت بخطوط نقل الطاقة الجهد الفائق بين طرابلس والخمس، الناتجة من الاشتباكات في منطقة القره بوللي.
لاحقًا، أعلنت الشركة أنها بدأت بعض الإصلاحات في المناطق المتأثرة بالأحداث، التي أنتجت أعطالا بخطوط نقل الطاقة، خاصة في القره بوللي والقويعة.
وبعد إغلاقه بسبب الأحداث، أُعيد فتح الطريق بتاجوراء، وانتظم سير السيارات في مدخل منطقة القرة بوللي، وذلك بعد إزالة السواتر من مناطق الاشتباكات، وانتشار دوريات النجدة لمديرية أمن تاجوراء.
وأسفرت الاشتباكات في تاجوراء عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل، وفقًا لجهاز الطوارئ والإسعاف، فضلا عن تعطيل الحياة بشكل كبير في شرق العاصمة، مما أدى إلى إغلاق الطرق، وإثارة الذعر على نطاق واسع.
تعليقات