بات «أبغض الحلال» أو «الطلاق» مصدرًا لقلق اجتماعي واسع لدى الليبيين بفعل قفزات سجلتها معدلاته في البلاد خلال الأعوام الأخيرة، فيما يطالب خبير قانوني بحلول جذرية للظاهرة لأنها تهدد الأسر.
وفقًا لتقرير حديث من موقع «داتا بانداز» للعام 2024، تصدرت ليبيا قائمة الدول العربية في معدلات الطلاق، حيث بلغ معدل الطلاق 2.5 لكل ألف شخص.
وتأتي مصر في المرتبة الثانية بمعدل 2.3، تليها السعودية بمعدل 2.1. أما الجزائر والأردن ولبنان فقد سجلت معدلات 1.6، في حين كانت أدنى المعدلات في الإمارات العربية المتحدة وقطر بمعدل 0.7 لكل ألف شخص.
- ندوة حول تحديث قانون الزواج والطلاق في ليبيا
ويوضح أستاذ العلوم القانونية بعدد من الجامعات الليبية الهادي زبيدة في تصريح إلى «بوابة الوسط» أن معدلات الطلاق ارتفعت بنسبة 400% خلال العام الماضي 2023، وهي مستمرة في الارتفاع خلال النصف الأول من العام، مطالبًا بتدخل وزارة الشؤون الاجتماعية لوضع حل للأزمة، لا سيما ارتفاع عدد زواج القاصرات سنة 2023 تسبب في زيادة عدد المطلقات.
الطلاق في بنغازي
وضرب الباحث والأكاديمي مثلًا بمدينة بنغازي التي سجلت 3293 حالة طلاق في العام الماضي بنسبة 51% من عدد عقود الزواج، فيما سجلت 3874 حالة طلاق العام 2022 بواقع 76%من عقود الزواج. وخلال الفترة من 2017 إلى 2023 لمدينة بنغازي، سجلت بيانات رسمية 25 ألف حالة طلاق بنسبة 64% من عدد حالات الزواج.
ويشير خبراء وعلماء اجتماع إلى أن الأزمات الاقتصادية والتحديات الاجتماعية تلعب دورًا كبيرًا في زيادة معدلات الطلاق في ليبيا، منها على سبيل المثال الضغوط الاقتصادية وغلاء المعيشة التي تعسر مهمة الأزواج في تلبية احتياجات أسرهم، مما يؤدي إلى تفاقم المشكلات الزوجية.
واستنادًا إلى أرقام رسمية، حافظت معدلات الطلاق على أرقام مقبولة تراوحت بين 2000 و2100 حالة سنويًا على مستوى البلاد، ثم بدأت في الارتفاع سنة 2013 إلى 3 آلاف حالة طلاق، واستمرت في تصاعد مستمر خلال عشر سنوات إلى أن بلغت 11 ألف حالة طلاق في بعض السنوات.
ويذهب خبراء إلى أن منح الزواج المقدمة من حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» للشباب أسهمت بشكل غير متوقع في زيادة معدلات الطلاق، بسبب الزواج السريع وغير المخطط.
تعليقات