تباينت آراء محللين وخبراء بشأن عودة أزمة انقطاع الكهرباء في مدن ليبية متفرقة، إذ أرجعها البعض إلى المكايدة والانقسام السياسي، بينما عدها آخرون نتيجة طبيعية لتهالك الشبكة الكهربائية والتعديات التي تحدث في البلاد، وذلك في مداخلات إلى برنامج «هذا المساء» بقناة «الوسط» الذي أذيع أمس السبت.
وتعاني البلاد أخيرا تكرار مشكلة انقطاع الكهرباء، ولم تنعكس المشكلة على المواطنين فقط، بل امتدت إلى تعطيل مؤسسات إنتاجية، إذ أعلنت الشركة الأهلية للأسمنت أخيرا استمرار انقطاع الكهرباء عن مصانعها لليوم الرابع على التوالي، مما أدى إلى توقف الإنتاج بالكامل.
وفي حين يشير الباحث في الشأن الليبي محمد درمي إلى أن البلاد تعاني مشكلات الكهرباء منذ ما قبل 2011، أرجع ظهور تلك المشكلة بشكل أوضح خلال السنوات القليلة الماضية إلى «الصيانة والتوزيع والاعتداءات على خطوط الكهرباء أو الأعمال التخريبية، والصراعات المسلحة التي اندلعت في بعض المدن الليبية وتأثرت بها شبكات الكهرباء في السنوات العشر الماضية»، حسب مداخلة إلى برنامج «هذا المساء» بقناة «الوسط».
ولفت درمي إلى «تجدد المشكلة في الأشهر الثلاثة الماضية بعد تحسن منذ عامين في انتظام شبكات الطاقة الكهربائية، والقضاء على المشكلة بـ70 - 75%»، متسائلا: «هل هو سوء صيانة أم أداة ضد الخصوم السياسيين؟»
وعود الدبيبة
من جهته، يرجح مدير مشروعات المجلس الأفريقي العربي للاستثمارات، محمد مطيريد، «استخدام ملف الكهرباء في المكايدات السياسية والاقتصادية»، معيدًا التذكير بوعود سابقة قطعها رئيس حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة»، عبد الحميد الدبيبة، بعدم انقطاع الكهرباء.
ولفت مطيريد إلى «عودة مشكلة الكهرباء بعد انقسام البلاد مجددا بين حكومتين في شرق وغرب البلاد»، مشيرا إلى «عدم وصول إمدادات الوقود إلى محطات الكهرباء، وتهريب بعضها عبر البحر أو مسارات أخرى»، حسب مداخلته إلى برنامج «هذا المساء» بقناة «الوسط» الذي أذيع أمس السبت.
كثافة سكانية في ليبيا
ويرى الخبير الاقتصادي خالد بوزعكوك أن أسباب هذه المشكلة تعود إلى «الكثافة السكانية، وقدم محطات الشبكات التي تغذي المنازل والبيوت، إذ إن غالبيتها أنشئت في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي»، ضاربا مثلا بـ«تهالك الشبكة الكهربائية في المنطقة الشرقية التي تنقل الطاقة الكهربائية من بنغازي إلى الحدود مع دولة مصر»، وفق مداخلته إلى برنامج «هذا المساء» بقناة «الوسط» الذي أذيع أمس السبت. وينوه في الوقت نفسه بـ«إشكالية في التوزيع»، لافتا إلى «فاقد كبير في الطاقة الكهربائية نتيجه التعدي على الشبكة العامة، والوصلات غير القانونية التي يمدها أصحاب المحلات».
تعليقات