Atwasat

مشاورات مبعوث ماكرون في ليبيا.. مبادرة جديدة أم محاولة إثبات وجود؟

القاهرة - بوابة الوسط: علاء حموده الأحد 11 فبراير 2024, 05:25 مساء
WTV_Frequency

سجل المشهد الليبي جدلا جديدا على خلفية تسريبات حول مبادرة فرنسية جديدة، لحل الأزمة السياسية، يحملها مبعوث الرئيس الفرنسي، بول سولير، الذي يزور ليبيا حاليا، وسط تساؤلات عما إذ كان ماكرون يطرح مبادرة جدية في ليبيا أم أنها مجرد استعراض لإثبات وجود دور فرنسي بعد أن شاب هذا الدور حالة من الارتباك، والتقلبات على امتداد السنوات الماضية؟ 

والتقى سولير حتى الساعة كلا من المبعوث الأممي عبدالله باتيلي، ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، وعضو المجلس، موسى الكوني، فيما أفصح بيان الرئاسي عن أن المبعوث الفرنسي حمل رسالة من الرئيس إيمانويل ماكرون، أكد خلالها «استمرار اهتمام فرنسا بالملف الليبي، والإسهام في معالجة الانسداد السياسي».

اهتمام فرنسي بالملف الليبي
لكن موقع «أفريكا إنتليجينس» تحدث عن سلسلة مشاورات موسعة أجراها مبعوث ماكرون، وعرض خطة جديدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا. وحسب الموقع الفرنسي، فإن «هدف فرنسا جمع الأطراف في ثلاثة مسارات، اجتماعي واقتصادي ومن ثم سياسي، على مراحل، بهدف الوصول إلى نقطة التقاء تجمعهم لإنهاء الأزمة الراهنة».

ويقول عضو المجلس الأعلى للدولة فتح الله السريري، في تصريح إلى «بوابة الوسط» «موضوعيا يمكن قبول المسار الاقتصادي لارتباطه باقتصادات الدول الأخرى، لكن يظل المسار الاجتماعي (داخلي صرف)»، معبرا عن الثقة بأنه «لا مشاكل اجتماعية بين الليبيين وأن تعزيزه فقط يعتمد على تحريك عجلة الاقتصاد و التنمية المكانية».

أهم مشكلة تواجه الدولة الليبية 
وعبر السريري عن اعتقاده أن «أهم مشكلة تواجه الدولة الليبية في كل المسارات هي مركزية المال والقرار في العاصمة، وهذه لا تحل إلا باعتماد نظام محلي قوي يعتمد على تقسيم إلى محافظات، ويمنح صلاحيات واسعة في المجال الخدمي والاقتصادي والتنموي، ثم الأمني بما يحقق المشاركة الواسعة المسؤولة، ويقدم الخدمات لكل المواطنين في ربوع الوطن كافة، بما يجعل التنافس التعاون والتكامل بين المستويات الثلاثة (الحكومة المركزية و المحافظات والبلديات) عنوان المرحلة القادمة و أساسها».

وقال عضو مجلس الأعلى للدولة «مصير أي مبادرة لا ترتكز على هذه الرؤية هو عدم تحقيق الاستقرار والسلم الاجتماعي، وتعافي الدولة، واستعادة مؤسساتها كافة».

ويبدو التحرك الفرنسي في ليبيا ضروريا في هذه المرحلة وفق بعض المحللين والساسة الليبيين، إذ يقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة درنة د. يوسف الفارسي لـ«بوابة الوسط»: «دول شمال المتوسط، ومن بينها فرنسا، تبدي اهتماما خاصا بالشأن الليبي»، مرجعا ذلك إلى «مصالح استراتيجية لفرنسا في ليبيا بقضايا مثل الهجرة غير النظامية، بما تحمله من تداعيات خطيرة في حال انهيار الاستقرار في البلاد».

- باريس تطلق خطة جديدة لإخراج ليبيا من الأزمة
- باتيلي يناقش مع سولير ومهراج دعم اتفاق سياسي يمهد للانتخابات ويحصن ليبيا من صراع جديد
- المنفي يبحث مع مبعوث الرئيس الفرنسي دعم باريس للجنة المالية العليا وضمان إجراء الانتخابات
- شروط ساسة ليبيا تعرقل محاولات إنعاش «مبادرة باتيلي»

وتأتي التحركات الفرنسية في أعقاب «المحاولة المتعثرة» من قِبل المبعوث الأممي عبدالله باتيلي، لجمع الأطراف الرئيسية حول طاولة خماسية برعاية أممية، ضمن مبادرة طرحها في نوفمبر من العام الماضي

ويضيف يوسف الفارسي: «جهود الأمم المتحدة السابقة باءت بالفشل نتيجة تعنت الأطراف السياسية، وعدم قبولها بالحوار، ومحاولة إفشال أية خطوات»، مشيرا إلى أن «الدور الفرنسي يكمل ويدعم المبادرة الأممية، خصوصا مع دعم الدول الخمس (أميركا - فرنسا - بريطانيا - ألمانيا - إيطاليا) تدعم جهود البعثة»، ولا يستبعد أن يكون «الدور الفرنسي ضاغطا على الأطراف السياسية في ليبيا».

جهد فرنسي دعم للبعثة الأممية
وتهدف المشاورات الفرنسية مع ساسة ليبيا، وفقا لـ«أفريكا انتليجينس»، إلى إعادة إطلاق عملية تنظيم الانتخابات، التي بدأت في بداية فبراير بسلسلة كبيرة من المشاورات، أجرتها باريس مع ممثلي الأحزاب السياسية الليبية.

وبينما يقول رئيس حزب «الكرامة» في ليبيا، أحمد العبود، لـ«بوابة الوسط»: «دبلوماسيو فرنسا ووسطاؤها لم يلتقوا الأحزاب السياسية أو ممثليها بعد»، يشير إلى أن «الدبلوماسية الفرنسية، سواء من خلال مبعوث الرئيس بول سولير أو السفير الفرنسي مصطفي مهراج، تحتفظ بعلاقات جيدة مع جميع الأطراف الليبية، وهي داعمة المبعوث الأممي باتيلي، وعمل البعثة الأممية».

ولا يتفق رئيس حزب «الكرامة» مع توصيف التحركات الفرنسية بأنها «تجهيز لطرح مبادرة جديدة»، لكنه عدها في إطار «الجهد الداعم عمل البعثة، وإزالة العوائق التي تعترض الذهاب لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، وتقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية، ومحاولة إنتاج مقاربة مرضية».

وفي إطار المشاورات الفرنسية بليبيا، كان اجتماع المبعوث الأممي عبدالله باتيلي، يوم السبت، مع المبعوث الفرنسي، حيث ناقشا «سبل دعم الليبيين من أجل التوصل إلى اتفاق سياسي يفضى إلى توحيد المؤسسات، ويمهد الطريق لإجراء الانتخابات».

تحرك فرنسي غير مؤثر
لكن هذا التزاحم في المبادرات يلحظه محللون آخرون، إذ يقول المحلل السياسي الليبي محمد محفوظ في تصريح إلى «بوابة الوسط»: «تحركات سولير لا ترتقي للمبادرة». وإذ يقر محفوظ بأن «فرنسا متداخلة في الملف الليبي على غرار دول أخرى»، يشير إلى أن هذا الدور «غير مؤثر مثل دول غربية أخرى، ومن ثم تحاول باريس أن تضع بصمة في المشهد الليبي، خاصة أن البلد على أعتاب مرحلة سياسية جديدة».

وتساءل المحلل السياسي الليبي عن «فاعلية الدور الفرنسي في ضوء وجود أطراف لا تربطها علاقات جيدة مع باريس، بما لا يؤهلها للعب دور وسيط مقبول من الجميع».

وعلى سياق أشمل، يقول خبير الشؤون الليبية بمعهد «رويال يونايتد سيرفيسز» جلال حرشاوي لـ«بوابة الوسط»: «منذ العام 2017، تتصارع الأمم المتحدة والدول الغربية بين الحين والآخر على الملف الليبي». وأضاف: «يطمح الرئيس الفرنسي إلى أن يظهر نشيطًا جدًا في الملف الليبي، وما يثير اهتمامه هو مجرد الاستعراض في هذا الملف». وتابع حرشاوي: «ليس بالضرورة أن تكون لدى الفرنسيين رؤية واضحة أو حل أو خطة جاهزة، ففرنسا ليست مهتمة بشكل خاص بانعقاد الانتخابات في ليبيا هذا العام».

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
المبروك يبحث التعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لاستكمال مشروع إصلاح المالية العامة
المبروك يبحث التعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لاستكمال ...
الكبير: «المركزي» لا يملك قانونيًا إطفاء الدين العام.. والنفط مقابل الغذاء سيناريو قادم إذا طالت الأزمة
الكبير: «المركزي» لا يملك قانونيًا إطفاء الدين العام.. والنفط ...
الكبير: جمدنا حساب «الرئاسي» في «المركزي» بطلب الكوني واللافي
الكبير: جمدنا حساب «الرئاسي» في «المركزي» بطلب الكوني واللافي
«تغطية خاصة» يناقش: ماذا قال الصديق الكبير؟ وهل سيعود؟
«تغطية خاصة» يناقش: ماذا قال الصديق الكبير؟ وهل سيعود؟
الكبير يتحدث عن مبادرة عُرضت على مجلسي النواب والدولة لحل أزمة «المركزي»
الكبير يتحدث عن مبادرة عُرضت على مجلسي النواب والدولة لحل أزمة ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم