قدم أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة الدكتور عباس شراقي أربعة تفسيرات لظاهرة ارتفاع منسوب المياه الجوفية التي تشهدها مدينة زليتن غرب ليبيا هذه الأيام، مستعرضا 5 حلول عاجلة لمعالجة الأزمة بطريقة علمية.
التفسيرات العلمية لارتفاع المياه الجوفية
وقال شراقي في تصريح إلى بوابة «الوسط» اليوم الخميس، إن ارتفاع منسوب المياه الجوفية بمنطقة زليتن يعود علميا إلى عدة أسباب أو تفسيراتك؛ الأول «زيادة تداخل مياه البحر نحو الخزان الجوفي»، والثاني «تدفق المياه تلقائيا من الخزان الجوفي نحو السطح»، والثالث «شحن الخزان الجوفي من خلال زيادة الأمطار في تلك المنطقة الساحلية»، والرابع «مزيد من شفط المياه يزيد من حركة مياه البحر نحو الخزان».
وشرح شراقي أن «زيادة تداخل مياه البحر نحو الخزان الجوفي، غالبا ما يكون سببها الاستخدام الجائر للخزان الجوفي السطحي أي زيادة عدد الآبار من الخزان القريب من السطح، مما يزيد من تدفق المياه البحرية إلى تلك المنطقة». أما تدفق المياه تلقائيا من الخزان الجوفي نحو السطح فرجح أن يكون ذلك «تحت تأثير ضغط الطبقة السطحية على الطبقة الحاملة للمياه الجوفية».
- مؤسسة النفط توجه شركاتها بحل عاجل لأزمة المياه الجوفية في زليتن
- في تصريح إلى «الوسط».. خبير جيولوجي يطرح حلولًا عاجلة لأزمة المياه الجوفية في زليتن
- الدبيبة يطلب اعتماد خطة الخبراء المحليين لمعالجة أزمة المياه الجوفية في زليتن
وأضاف أن «شحن الخزان الجوفي من خلال زيادة الأمطار في تلك المنطقة الساحلية والتي تزيد فيها الأودية، حيث تجمع المياه وتعطي لها الفرصة للتسرب وشحن الخزان»، محذرا من أن «مزيدا من شفط المياه يزيد من حركة مياه البحر نحو الخزان» وهو التفسير الرابع الذي قدمه العالم المصري.
حلول عاجلة لأزمة المياه الجوفية في زليتن
وبشأن الحلول العاجلة للأزمة، قدم شراقي 5 حلول عاجلة لمعالجة الأزمة، أكد في أولها على ضرورة إجراء «المزيد من الدراسة للخزانات الجوفية في المنطقة لمعرفة حركة المياه وسرعتها واتجاهها، وتحديد عدد الآبار والمسافة بينها وتحديد كمية مياه السحب الآمن وساعات التشغيل».
كما اقترح شراقي حلا ثانيا يقضي بـ«ردم بعض الأراضي المنخفضة»، وثالثا بـ«حفر آبار جوفية من خزان أعمق حيث تقل معه تداخل مياه البحر»، ورابعا: «ترشيد استخدام الخزان الجوفي»، وحلا خامسا: «تحسين الصرف الزراعي والصحي، حيث إن وجود خزانات أو حفر آبار للتخلص من المياه يزيد من مستوي المياه الجوفية، خاصة مع زيادة عدد السكان».
وأوصي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة بضرورة عمل دراسات وقياسات للخزانات الجوفية والاستعانة بالخبرات المحلية والدولية المتخصصة، لتدارك التأثيرات البيئية الضارة المختلفة التي قد تنجم عن تلك المشكلة والتي تؤثر على السكان والحياة الطبيعية والزراعية والكائنات الحية، وعلي رأسها انتشار الأمراض الناجمة عن ظهور البرك والمستنقعات، وتحول نمط الحياة لفترة قد تمتد لشهور أو فترات متوسطة الأجل لحين التمكن من حل المشكلة ووقف تدفق المياه الجوفية من الأرض.
تعليقات