أظهرت صورتان حديثتان نشرتهما شبكة الرصد الأرضية التابعة لوكالة «ناسا» الأميركية، حجم الدمار الهائل لأحياء سكنية بأكملها في درنة، والجرف البحري الكبير الذي أحدثته السيول وسط المدينة.

وغمرت الأمطار الغزيرة، الناجمة عن إعصار اجتاح البحر الأبيض المتوسط على طول الساحل الشمالي الشرقي، عدة مدن ليبية ما تسبب في مصرع الآلاف؛ حيث كانت مدينة درنة الساحلية، التي يسكنها نحو 90 ألف شخص، واحدة من أكثر المدن تضررًا من العاصفة.

- «كأننا في ساحة حرب».. ماذا قالت مراسلة «سي إن إن» عن مشاهد الدمار في درنة؟ (فيديو)
- ناجون من طوفان درنة يروون أهوال ليلة «تسونامي» العاصفة «دانيال»

انهيار سدي درنة
وعادت وكالة ناسا إلى يومي 10 و11 سبتمبر، حين تساقط أكثر من 100 ملم من الأمطار على درنة المدينة الواقعة في نهاية وادٍ طويل وضيق جاف إلا في موسم الأمطار، وتسببت الفيضانات في انهيار سدين على طول الوادي.

وأدى انهيار السد الثاني، الذي يقع على بعد كيلومتر واحد فقط داخل مدينة درنة، إلى إطلاق مياه تراوح ارتفاعها بين 3 و7 أمتار اجتاحت المدينة ودمرت الفيضانات الطرق وجرفت أحياء بأكملها إلى البحر.

وتظهر صورتان لـ«ناسا» المدينة قبل وبعد العاصفة. وتعود الأولى إلى 18 سبتمبر؛ حيث بدت ضفاف وادي درنة المتآكلة بالقرب من التقاء البحر الأبيض المتوسط، وتبدو المياه قبالة الساحل أكثر ضبابية مما تظهره الصورة الأخرى والتي تبين نفس المنطقة في 25 أغسطس، وقد حصل عليها القمر الصناعي «لاندسات 8».

تقديرات أممية: تضرر 3100 مبنى في درنة
وتشير التقديرات الأولية لمركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية (يونوسات) إلى أن 3100 مبنى في درنة تضرر بسبب تدفق المياه. ووفقًا للمنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، فقد نزح نحو 40 ألف شخص في البلاد بسبب العاصفة، من بيهم 30 ألفًا من درنة.

وصنف علماء من مشروع «وورلد ويذار أتريبيوشن» العاصفة التي ضربت ليبيا من العواصف «الأكثر دموية» في تاريخ أفريقيا؛ إذ لا يمكن توقعها سوى مرة كل 300 أو 600 عام.