عثرت سلطات النيجر على ما لا يقل عن ستّ جثث لمهاجرين متفحمين احترقوا داخل سيارتهم بالقرب من نقطة الحدود العسكرية ماداما، في شمال شرق البلاد على الحدود الليبية.

وأعلن الجيش النيجيري في بيان له، نقلته وسائل إعلام محلية، عن مأساة وقعت نهاية الأسبوع الماضي، خلال تلقيهم بلاغاً عند نقطة تفتيش ماداما، عن وجود مهاجرين مصابين على بعد ثمانية كيلومترات.

6 جثث و10 مهاجرين أحياء شمال النيجر
ولدى إرسال مهمة إنقاذ إلى المكان، وفقاً للمصدر نفسه جرى اكتشاف ست جثث متفحمة إلى جانب 10 مهاجرين غير شرعيين آخرين أحياء كانت سيارتهم على وشك أن تشتعل فيها النيران.

ولم يحدد البيان جنسية الضحايا، لكن لعدة سنوات، كان هذا الجزء الحدودي من ليبيا الواقع في أقصى شمال شرق البلاد نقطة عبور شائعة جداً للمهاجرين من عدة بلدان من غرب ووسط أفريقيا الذين يعبرونه في طريقهم إلى أوروبا.

- الكوني يبحث مع رئيس النيجر التعاون المشترك في مجال أمن الحدود
- بحضور ليبيا و«يوبام».. مؤتمر يوصي ببناء نهج مدني لمكافحة الإرهاب في الساحل
- النيجر تتلقى دعما أوروبيا وأمميا في إجلاء اللاجئين من ليبيا

وكان تحقيق استقصائي توصل إلى أن المهاجرين ليس لديهم أي فرصة تقريباً للبقاء على قيد الحياة خلال رحلتهم عبر الصحراء الكبرى من النيجر إلى ليبيا.

وبعد تجريم الهجرة من خلال قانون صدر في النيجر عام 2015، وجرت صياغته تحت رعاية مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة وبدعم مالي من إيطاليا والدنمارك، دفع المُتجِرين في البشر إلى اتخاذ طرق أبعد من أي وقت مضى عن المسارات الرئيسية المعروفة، وبالتالي فهي أكثر عزلة من أي وقت مضى، وفق ما كشفت وكالة الطب الشرعي الحدودي الكائن مقرها في جنيف السويسرية.

وأجرت وكالة الطب الشرعي الحدودي، وهي وكالة غير حكومية تستخدم أساليب التحليل المكاني للتحقيق في ممارسات العنف عبر الحدود، دراسة استقصائية نُشرت يوم 8 مايو الجاري حول عواقب تشديد الرقابة بين النيجر وليبيا.

طرق جديدة للهجرة عبر النيجر
وأظهرت المجموعة المكونة بشكل خاص من الباحثين والجغرافيين، أنه منذ عام 2015 والمهاجرون الذين يعبرون الصحراء للوصول إلى ليبيا يواجهون مخاطر متزايدة بالموت.

ففي ذلك العام، جعلت نيامي نقل وإيواء المهاجرين غير قانوني، مما أجبر السماسرة والمُتجِرين بالبشر تفادياً للتهديد بالعقوبات الشديدة وتجنب السجن على إيجاد طرق جديدة بعيداً عن الطرق الرئيسية وأقل رقابة للسلطات.

وجرى إنشاء أشكال جديدة من مراقبة الحدود بدعم مالي وتقني من مؤسسات الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء التي تسعى إلى وقف الهجرة عبر الصحراء. ففي السنوات التي تلت ذلك، سجل الآلاف من حالات وفاة واختفاء المهاجرين في شمال النيجر.