اتهم تقرير أميركي الصين بـ«تأجيج الفوضى» في ليبيا، مشيرًا إلى ضخها أموالًا بشكل علني في البنية التحتية عبر اتفاق مع الحكومة المكلفة من مجلس النواب حصلت بمقتضاه على حقوق تعدين الذهب الليبي في الجنوب.
وقالت مجلة «نيوزويك» الأميركية في تقرير نشر الأسبوع الماضي، إن «الفوضى» في ليبيا لم تحدث من فراغ، بل هناك أطراف تسعى لتغذيتها من خارج حدود البلاد، «ومنها الصين التي اتهمها كاتب التقرير بالعمل على تأجيج الصراع من خلال دعم هجوم قوات تابعة لرئيس الحكومة المكلف من مجلس النواب، (الموقوف حاليًا)، فتحي باشاغا» على العاصمة طرابلس.
دعم هجوم باشاغا على العاصمة
وتشير المجلة إلى محاولة قوات فتحي باشاغا الاستيلاء على طرابلس في أغسطس الماضي وعزل رئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة عبدالحميد الدبيبة وفشلت في ذلك، ثم وفي وقت سابق من الشهر الماضي، صوّت مجلس النواب على إيقاف باشاغا والتحقيق معه.
وتحدث التقرير الأميركي عن تقدم ملحوظ في المشهد السياسي الليبي، على خلفية اجتماعات اللجنة المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات «6+6» في المغرب، ما شأنه أن يمهد الطريق لتنظيم انتخابات وطنية في 24 ديسمبر تزامنًا مع ذكرى عيد استقلال ليبيا، وفي الوقت الحالي، هناك اتفاق مبدئي حول قضايا مثل شروط المرشح، وهي علامة تبعث على الأمل.
تدخل صيني في الانتخابات
وقال تقرير «نيوزويك» إن بكين تسعى للتدخل في الانتخابات عبر ضخ الأموال بشكل علني في البنية التحتية مثل مشروع القطارات على مستوى البلاد بقيمة 33 مليار دولار، وهو جزء من برنامج «ليبيا الغد»، وتعتبر بكين الممول الرئيسي «للمشروع المرتبط بفتحي باشاغا».
- وزير بحكومة باشاغا: 30 مليار يورو تمويل صيني لمشروع مترو أنفاق ليبيا
واستنادًا إلى المستشار في مؤسسة «أنفرا غلوبال بارتنرز» جوناثان باس، فمقابل مشروع السكك الحديدية، حصلت الصين على حقوق تعدين الذهب الليبي في الجزء الجنوبي من البلاد «بشروط مغرية للغاية»، وفق المجلة الأميركية، التي لفتت إلى دعم بكين القائد العام لقوات القيادة العامة المشير خليفة حفتر.
أميركا تقف «متفرجة»
وانتقدت المجلة «الموقف المتفرج» الذي تتبناه الولايات المتحدة رغم كل هذه التطورات التي يشهدها الوضع الليبي، فرغم الوثائق الاستخباراتية الأميركية المسربة التي كشفت أدلة على وجود مجموعة «فاغنر» الروسية في ليبيا، أبدت وزارة خارجية بايدن القليل من الاهتمام بما يحدث في شمال أفريقيا بشكل عام وليبيا بشكل خاص.
وأفادت المجلة أن مشكلات ليبيا لم تعد حكرًا داخل حدودها، بل امتدت غربًا وشرقًا، وشمالًا إلى قارة أوروبا، فيقول رئيس جمعية الدراسات الاستراتيجية الدولية ورئيس تحرير مجلة السياسة الاستراتيجية للدفاع والشؤون الخارجية غريغوري كوبلي، إن «ليبيا تمثل المنطقة الأكثر أهمية وديناميكية للتنافس الاستراتيجي والمناورة في حوض البحر الأبيض المتوسط»، وهذا يعد سببًا إضافيًا لواشنطن للتدخل لإنقاذ هذا البلد يختتم الكاتب.
تعليقات