Atwasat

حقيبة الخارجية في عهدة «حارس أسرار» إردوغان.. هل يتغير النهج التركي في الملف الليبي؟

الجزائر - بوابة الوسط: عبدالرحمن أميني الإثنين 05 يونيو 2023, 12:08 مساء
WTV_Frequency

تسلم وزيرا الخارجية التركي هاكان فيدان والدفاع يشار غولر مهام منصبيهما ضمن التشكيلة الحكومية الجديدة، وسط مؤشرات وتحليلات صحفية تركية ترجح مواصلة الرئيس طيب رجب إردوغان النهج ذاته في السياسة الخارجية في بؤر التوتر على رأسها ليبيا.

ومن المفاجآت التي حملتها قائمة أعضاء الحكومة التركية الجديدة، تولي أقوى الوزارات «رجال ظل» إردوغان تمرسوا في الأجهزة الأمنية، وكان لهم دور كبير في قلب الموازين في ملفات ليبيا وسورية وشرق البحر الأبيض المتوسط.

- المنقوش تهنئ وزير الخارجية التركي الجديد
- الدبيبة يشارك في مراسم تنصيب الرئيس التركي (فيديو) 
- شاهد: تنصيب إردوغان رئيسًا لولاية ثالثة في تركيا

ومن هؤلاء هاكان فيدان، الذي تولى منصبه السابق منذ 13 عاما رئيسا لجهاز الاستخبارات التركية، ووزير الدفاع الحالي يشار غولر، الذي شغل منصب رئيس الأركان سابقا ما أهلهما للاطلاع على تفاصيل الملفات الدولية المختلفة لتركيا، والإشراف على الملف العسكري في ليبيا بشكل مباشر، إذ كان للشخصيتين دور أثناء محاولة الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر اقتحام العاصمة طرابلس بين العامين 2019 و2020 قبل أن يتدخل الطيران العسكري التركي ويقلب المعادلة الأمنية لصالح لقوات حكومة الوفاق الوطني آنذاك.

هاكان فيدان التقى الدبيبة يناير الماضي
وتعود آخر زيارة لهاكان فيدان بصفته رئيسا للمخابرات التركية، إلى يناير الماضي، والتقى وقتها رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، في العاصمة طرابلس ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، وجاءت زيارته مباشرة عقب زيارة مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية ويليام بيرنر إلى طرابلس في الثالث عشر من شهر يناير التقى خلالها أيضا مع الدبيبة.

أما وزير الدفاع التركي الحالي فقد سجل حضوره بصفته رئيسا للأركان، لدى التوقيع مع حكومة الوحدة الوطنية الموقتة مع وزير الدفاع التركي خلوصي أكار اتفاقيتين للتعاون العسكري بناء على اتفاقية سابقة بين البلدين العام 2019 والتي كانت «تنص على رفع كفاءة قدرات الطيران الحربي في ليبيا بالاستعانة بالخبرات التركية في هذا المجال».

«جمهوريت»: إردوغان كافأ رئيس الاستخبارات
وتعليقا على التعيينات الجديدة، قالت جريدة «جمهوريت» التركية أمس الأحد، إن هاكان فيدان دخل التاريخ التركي كأول مسؤول يجرى نقله من رئاسة جهاز الاستخبارات ليتولى منصب وزير الخارجية. وذكّرت الجريدة، بأن الرئيس إردوغان وصف الوزير الجديد بأنه «حارس الأسرار».

وأضافت الجريدة «من دون شك، كانت أبرز التعيينات في الحكومة التركية الجديدة، تسليم حقيبة وزارة الخارجية لهاكان فيدان الذي شغل منصب رئيس جهاز الاستخبارات الوطنية لمدة 13 عاما. يعتقد أن إردوغان منح منصب وزير الخارجية لفيدان، الذي سماه في فترة ما (حافظ أسراري)، كمكافأة له على تحويل جهاز الاستخبارات إلى مؤسسة لعبت الدور النشيط في جميع العمليات الإقليمية من ليبيا إلى سورية، ومن أوكرانيا إلى القوقاز».

وحصل فيدان، بعد تخرجه بدرجة ماجستير الإدارة والعلوم السياسية من جامعة ماريلاند (الولايات المتحدة)، على الدكتوراه من جامعة بيلكنت. وفي الفترة من 1986 إلى 2001 خدم كضابط صف في الجيش التركي. ومن 2003 إلى 2007 ترأس الوكالة التركية للتعاون والتنسيق. ومنذ العام 2010 شغل فيدان منصب رئيس الاستخبارات التركية.

بدوره سلط المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية الضوء على سياسة إردوغان الخارجية، مشيرا إلى السنوات الأخيرة حين أثارت تركيا غضب جيرانها وحلفائها بسبب تدخلات الرئيس إردوغان في ليبيا وسورية، وتجاهل مطالبات إقليمية في البحر المتوسط، ومغازلة الصين وروسيا.

وأدت هذه التحركات وسياسات إردوغان الداخلية الاستبدادية إلى توتر العلاقات مع زملائه الأعضاء في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) وألقت بمزيد الشكوك حول احتمالات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك قال المجلس إن إردوغان حافظ على قبضته على السلطة في مواجهة هذه التوترات والتحديات المحلية المتعددة، وحقق فوزا انتخابيا في العام 2023 ومدد حكمه لخمس سنوات أخرى.

كما لفت المجلس الأوروبي إلى النزاع التركي مع اليونان وقد حاربت الأخيرة الإمبراطورية العثمانية من أجل استقلالها، واقتربت أثينا وأنقرة من الحرب في عدة مناسبات في العقود الأخيرة. ففي العام 1974، غزت تركيا واحتلت نصف قبرص، المقسمة بين السكان اليونانيين والأتراك، خشية أن تستعد اليونان لضم الجزيرة ولا تزال قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة متمركزة هناك.

إلى جانب ذلك لدى تركيا تطلعات للتوسع في مياه شرق البحر الأبيض المتوسط، حيث تسعى لاستغلال النفط والغاز لتقليل الاعتماد على الطاقة المستوردة، وقد أثارت غضب الاتحاد الأوروبي وزملائه في الناتو، مثل فرنسا. كما أدى سعي أنقرة لموارد الطاقة إلى التدخل في حرب العاصمة طرابلس، بعد أن دعمت الحكومة الليبية المعترف بها دوليا مطالبها وفق المجلس الأوروبي.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
مونتريال تحقق مع كندي وليبي متهمين بمحاولة بيع «مسيَّرات» في ليبيا
مونتريال تحقق مع كندي وليبي متهمين بمحاولة بيع «مسيَّرات» في ...
سفير هولندا يدعو إلى تحقيق شفاف حول وفاة دغمان
سفير هولندا يدعو إلى تحقيق شفاف حول وفاة دغمان
«هذا المساء» يناقش نتائج قمة تونس.. مخاوف ثلاثية وهواجس مغاربية؟
«هذا المساء» يناقش نتائج قمة تونس.. مخاوف ثلاثية وهواجس مغاربية؟
منشآت دراسية جديدة بجامعة سرت
منشآت دراسية جديدة بجامعة سرت
إشادة أميركية بدور مفوضية الانتخابات لتعزيز المشاركة الشاملة
إشادة أميركية بدور مفوضية الانتخابات لتعزيز المشاركة الشاملة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم