Atwasat

تقرير لـ«بلومبرغ»: تزايد نفوذ روسيا في ليبيا بورقة «فاغنر» وملف النفط

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 04 يونيو 2023, 08:08 مساء
WTV_Frequency

أفاد تقرير لوكالة «بلومبرغ» الأميركية بأن روسيا تسعى لتوسيع نفوذها في ليبيا، مع امتلاك مجموعة «فاغنر» التي يديرها يفغيني بريغوزين حليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إمكانية الوصول إلى منشآت النفط الرئيسية.

ويربط التقرير بين تفكير الولايات المتحدة في إعادة فتح سفارتها في ليبيا، مع استعداد السفير الروسي الجديد لتولي منصبه في العاصمة، ليوسع النفوذ الروسي عبر دولة منتجة للنفط على أعتاب أوروبا. ويشير التقرير في هذا الصدد إلى أن «فاغنر دعمت الحصار الذي دام شهورًا العام الماضي والذي أصاب الصادرات في ذروة أزمة الطاقة الناجمة عن غزو أوكرانيا».

موسكو تعيد ترسيخ وجودها الدبلوماسي في طرابلس
ويعتبر التقرير أن قرار موسكو بإعادة ترسيخ وجودها الدبلوماسي في طرابلس أوضح مؤشر حتى الآن على أن بوتين يتطلع إلى تحقيق تقدم يتجاوز دعمه التقليدي للمشير خليفة حفتر في شرق ليبيا.

ردًا على الطموح الروسي المتزايد في ليبيا، أثارت التطورات الأخيرة قلق الولايات المتحدة، التي أرسلت عددًا كبيرًا من كبار المسؤولين لمواجهة التقدم الذي أحرزه بوتين لدى أحد أعضاء أوبك الذي تتودد إليه الحكومات الأوروبية كبديل محتمل للطاقة الروسية، بحسب «بلومبرغ».

وفي هذا الصدد ذكّر التقرير بزيارة رئيس وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز، في يناير الماضي، حين تحدث إلى الحكومات المتنافسة في الشرق والغرب، ولاحقًا التقى مسؤولين في مصر، مشيرًا في هذا الصدد إلى تعزيز قبضة المشير خليفة حفتر على إمدادات النفط في ليبيا التي تضم 40% من احتياطيات أفريقيا.

- رئيس أركان الدفاع الإيطالي: «فاغنر» تتمركز قرب حقول النفط وتمارس تأثيرا كبيرا في ليبيا
- تشمل ليبيا.. خارطة طريق أميركية لمواجهة «فاغنر» في أفريقيا
- شراكات «أميركية - إيطالية» مع ليبيا ترفع شعار «النفط قبل أي شيء»

ونقلت الوكالة عن المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، قوله إن «الوضع الراهن غير مستقر بطبيعته»، محذرًا من جهود غير محددة لاستغلال الانقسامات الداخلية وإحباط جهود الأمم المتحدة لإجراء الانتخابات.

وتابع نورلاند: «رسالتنا هي أنك لن تحصل على الشرعية إلا من خلال الانتخابات»، لكن«بلومبرغ» تعتقد أن الولايات المتحدة في وضع غير موات في ليبيا، حيث لا يوجد لديها قوات ولا وجود دبلوماسي، فعلى الرغم من أن المسؤولين الأميركيين يقولون إنهم يعملون على إعادة تأسيس سفارتهم الخاصة، إلا أن القرار لا يزال محفوفًا بالمخاطر السياسية بالنسبة لجو بايدن، الذي كان نائب الرئيس خلال الإطاحة بمعمر القذافي العام 2011.

وذكّّر التقرير بالهجوم على القنصلية الأميركية في مدينة بنغازي، وأسفر عن مقتل السفير كريستوفر ستيفنز وثلاثة أميركيين آخرين في العام 2012، مما أثار ضجة سياسية داخلية.

أما عن التنافس الدولي المتجدد في ليبيا، فيأتي متزامنًا مع تحقيق روسيا مكاسب أخرى في الشرق الأوسط على حساب الولايات المتحدة، ورفض الحلفاء العرب التقليديين الامتثال لجهود الولايات المتحدة لعزل بوتين، وذهابهم إلى حد استعادة علاقاتهم مع الرئيس السوري المتحالف مع الكرملين بشار الأسد.

فضلاً عن ذلك، أثارت المملكة العربية السعودية غضب البيت الأبيض في أواخر العام الماضي عندما رفعت منظمة «أوبك +» أسعار الوقود العالمية عن طريق خفض إنتاج الخام، وفي الوقت نفسه، سلط دور الصين كوسيط في التقارب بين المملكة العربية السعودية وإيران الضوء على تآكل أوسع في سلطة الولايات المتحدة.

«بلومبرغ»: قوات «فاغنر» موجودة في أربع قواعد عسكرية بليبيا
تقول «بلومبرغ» إن قوات «فاغنر» موجودة في أربع قواعد عسكرية في ليبيا، وفقًا لمركز أبحاث «صادق» ومقره ليبيا ومجموعة «نافانتي»، التي تقدم المشورة للعملاء من القطاع الخاص والوكالات الحكومية الأميركية. كما أظهرت الأبحاث الميدانية أن القوات شبه العسكرية لديها إمكانية الوصول إلى بعض منشآت الطاقة الأكثر أهمية في البلاد، بما في ذلك أكبر حقل نفط، شرارة، ومحطة تصدير النفط الخام السدر.

وأشارت إلى اتهام الرئيس السابق للمؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله، شركة «فاغنر» والإمارات العربية المتحدة بالتورط في حصار حفتر النفطي للعام 2020، في حين انتهى الحصار اللاحق في العام 2022 بإطاحة صنع الله لصالح فرحات بن قدراة، الذي وصفه التقرير بالشخصية الأكثر صداقة لشرق البلاد.

وقال كبير محللي شؤون ليبيا في «نافانتي» روبرت يونياكي: «كان الإغلاق بالطبع بسبب السياسات المحلية لتوزيع عائدات النفط.. لكنني لا أعتقد أنه كان يمكن أن يتكشف بالطريقة التي حدث بها دون دور فاغنر في دعم قوات حفتر وإبراز القوة العسكرية في المناطق المحيطة بالمنشآت النفطية».

سياسة بوتين الجديدة تجاه ليبيا
ورغم ذلك، يعتقد معدو التقرير أن «جهود موسكو لاستعادة نفوذها الذي فقدته مع زوال القذافي لم تسر دائمًا بسلاسة، حيث فشل هجوم حفتر على طرابلس والجهود المبذولة لترشح سيف الإسلام القذافي لمنصب الرئاسة». لكن التقرير يذهب إلى أن «بوتين استقر الآن على سياسة دعم الوضع الراهن، وهو وضع يحتمل أن يترك صادرات النفط الليبية رهينة لروسيا، التي تشعر بضغوط العقوبات على مبيعاتها من النفط الخام».

في مقابلة مع «بلومبرغ»، أشاد رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، فرحات بن قدارة، بقوات القيادة العامة لجهودها الكبيرة في تأمين حقول النفط. وقال إن ليبيا تخطط لفتح تكتلات جديدة أمام الشركات العالمية في العام 2024 وزيادة الإنتاج من 1.2 مليون إلى مليوني برميل يوميًا في غضون خمس سنوات، لكن معظم محللي النفط يشككون في قدرة مؤسسة النفط على تحقيق ذلك، دون مزيد من الاستقرار السياسي.

وقالت محللة شؤون الشرق الأوسط ومقرها موسكو، إلينا سوبونينا: «انطباعنا أن الغرب يحاول تحقيق الاستقرار في ليبيا لضمان وصول المزيد من إمدادات النفط والغاز من ذلك البلد إلى الأسواق الأوروبية»، متابعة: «الكرملين يدرك أن الولايات المتحدة تريد استخدام أي وسيلة لإضعاف نفوذ روسيا في ليبيا وإحدى مهامنا هي عدم السماح بحدوث ذلك».

يعلق التقرير على أن امتلاك «فاغنر» للطائرات الحربية وأنظمة الدفاع الجوي يعقِّد جهود الولايات المتحدة لمواجهة المجموعة، حيث «يعتمد حفتر عليهم لحمايته وصد الميليشيات الليبية المعارضة».

ضابط روسي: مقاتلات روسية وطائرات هليكوبتر في ليبيا
ونقلت «بلومبرغ» عن جليب إيريسوف، الضابط السابق في القوات الجوية الروسية خدم في 2019-2020 في قاعدة حميميم الجوية السورية التي استخدمتها موسكو لإمداد قوات فاغنر في ليبيا، أنه رأى شخصيًا ما يصل إلى 20 طائرة مقاتلة من طراز (ميغ 29) روسية الصنع، وطائرات هليكوبتر جرى تسليمها إلى ليبيا.

ويلفت التقرير الانتباه إلى انتشار نفوذ «فاغنر» بالسودان، حيث تقول الولايات المتحدة إنها سلمت صواريخ أرض جو لقوات الدعم السريع التي تشن حربًا ضد الجيش، لافتة إلى أن إدارة بايدن تكثف الضغط، حيث فرضت الولايات المتحدة، في الشهر الماضي، عقوبات على «رجل متهم بالإشراف على عمليات فاغنر في مالي، وتزعم أن المجموعة تدير بنادقها عبر أفريقيا لدعم حملة بوتين في أوكرانيا».

وفرضت الولايات المتحدة بشكل متكرر عقوبات على فاغنر وهيكل قيادتها، بمن في ذلك بريغوزين، في حين لم تؤثر هذه الجهود حتى الآن على عمليات المجموعة، بما في ذلك سعيها لتعميق موطئ قدم في العديد من الدول الأفريقية والشرق أوسطية.

وتكررت خلال الأشهر الماضية رسائل القلق الصادر عن دول أوروبية وغربية مناهضة لروسيا، بشأن النفوذ المتزايد لعناصر «فاغنر» في القارة الأفريقية، حيث كشفت جريدة «بوليتيكو» الأميركية، في منتصف مايو الجاري أن وجود مجموعة «فاغنر» في عدة بلدان أفريقية من بينها ليبيا دفع كبار المسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى صياغة خارطة طريق جديدة لإخراجها من المنطقة.

وفي 31 مايو 2023، قال رئيس أركان الدفاع الإيطالي جوزيبي كافو دراغون، إن لدى «فاغنر» تأثيرًا كبيرًا تمارسه في ليبيا، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وبوركينا فاسو، معتبرًا أن للمجموعة «آثارًا على الصراع الروسي – الأوكراني، كما تلعب دورًا مهمًا في ليبيا، لأن عناصرها متمركزون قرب المناجم وحقول النفط».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«تغطية خاصة» ونقاش مفتوح: القضاء في مواجهة عقيلة والكبير!!
«تغطية خاصة» ونقاش مفتوح: القضاء في مواجهة عقيلة والكبير!!
الدبيبة في أديس أبابا على رأس وفد وزاري
الدبيبة في أديس أبابا على رأس وفد وزاري
حفتر يبحث «مجمل أوضاع الجنوب» مع حماد وعمداء بلديات الواحات
حفتر يبحث «مجمل أوضاع الجنوب» مع حماد وعمداء بلديات الواحات
الوحدة السادسة تدعم محطة كهرباء شمال بنغازي
الوحدة السادسة تدعم محطة كهرباء شمال بنغازي
اتفاقية لإدارة المياه الجوفية بين ليبيا والجزائر وتونس
اتفاقية لإدارة المياه الجوفية بين ليبيا والجزائر وتونس
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم