Atwasat

اقترحها الكوني.. منتدى نواكشوط يعتمد خارطة جيوسياسية جديدة «صحراء واحدة»

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 28 مايو 2023, 08:14 مساء
WTV_Frequency

توافق أعضاء اللجنة الفنية المنبثقة عن المؤتمر الإقليمي للتعاون عبر الحدود بين ليبيا ودول الساحل، (عُقِد في تونس في 22 و23 نوفمبر2022)، برئاسة عضو المجلس الرئاسي موسى الكوني، على رسم خارطة طريق تتبنى رؤية استراتيجية جديدة، كان قد اقترحها موسى الكوني خلال مؤتمر تونس، تجعل من الصحراء الكبرى نقطة تمركز جيواستراتيجي جديدًا، تؤسس لأرضية ذات عمق نوعي للاستقرار والأمن في المنطقة، والقارة، وفق مسؤول باللجنة.

وحول محور «العمل معًا من أجل جعل هذه الصحراء المشتركة منطقة أمن وازدهار»، دار النقاش في منتدى العمل الأول بمدينة نواكشوط، يومي 10 و11 مايو 2023 بين أعضاء لجنة «مبادرة الصحراء الواحدة»، والتي تشكلت بالإضافة إلى ممثلين عن الجانب الليبي، وممثلين عن بوركينا فاسو وتشاد وموريتانيا والنيجر. وغاب عن الحضور ممثل مالي، وبحضور ممثلين عن بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة في إدارة الحدود في ليبيا (اليوبام)، وعن خلية التنسيق والاستشارة الإقليمية.

- نظمته «يوبام».. مؤتمر إقليمي يوصى بإشراك المجتمعات المحلية في إدارة الحدود الليبية
- الكوني يبحث مع رئيس النيجر التعاون المشترك في مجال أمن الحدود
- بمشاركة ليبية.. مبادرة بدعم أوروبي لوضع خارطة طريق لحدود دول الساحل

مقترح الكوني
 يذكر أن المؤتمر الإقليمي للتعاون عبر الحدود بين ليبيا ودول الساحل دعا له الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع الأذرع المختلفة للأمم المتحدة العاملة في المنطقة، وقدم اعترافًا دوليًا مهمًا للجهد التراكمي الذي قام به الوفد الليبي، بهدف توفير حلول ناجعة للإشكاليات التي تهدد الجنوب الليبي والحدود الليبية في مجملها، حسب المصدر نفسه.

واستبق الكوني اجتماع نواكشوط بزيارات رسمية لدول الجوار: السودان وتشاد والنيجر ثم الجزائر ومصر، اختتمها بزيارة رسمية لبروكسل، لمناقشة قادة الاتحاد الأوروبي بشأن رؤية ليبيا التي طرحها والتي تقوم على التصدي للتهديدات التي تقلق المنطقة استنادا إلى تعاون إقليمي ودولي، ومع الشركاء الأوروبيين بصورة خاصة.

واستجاب الاتحاد الأوروبي لرؤية الكوني، وسارع بوضع الخطوات المعنية بتنفيذ ذلك، انطلاقًا من مؤتمر تونس «للتعاون عبر الحدود بين ليبيا ودول الساحل»، الذي جعل ليبيا في قلب المحور المؤثر سلبًا وإيجابًا على دول الساحل، وأن استراتجية جديدة للتعامل مع «الصحراء الكبرى» كواقع جغرافي وسياسي واستراتيجي عميق القدرة على صنع الفرق، والانتقال بإشكاليات المنطقة من الصدام إلى التقارب والتكامل الاستراتيجي الخلاق، ما يمكن أن تقود للخروج من مآزق الصراعات في المنطقة بأسرها.

وتبنى الاتحاد الأوروبي، وفق ذلك، عبر الإعلان المشترك الصادر عن المؤتمر «مبادرة الصحراء الواحدة»، والتي بلورت الفكرة الأساسية التي نادى بها الكوني. وجرى تشكيل لجنة تنفيذية مؤلفة من ممثلين عن الدول الست المشاركة في المؤتمر للدفع بالمبادرة قدمًا، وتنظيم لقاء نواكشوط لأعضاء اللجنة لرسم خارطة طريق تقود لتحقيق ما دعا إليه موسى الكوني بالخصوص.

الخطوات التنفيدية
وافتتحت المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي في منطقة الساحل، أيمانويلا دولاري، أعمال منتدى نواكشوط بالتأكيد على أهمية البعد الإقليمي للإدارة المتكاملة للحدود، وذلك في سياق مقترحات موسى الكوني، من حيث أن الحلول الممكنة لمختلف الإشكاليات التي قد تهدد أمن وسلامة ليبيا أو أي من دول الساحل، لن تكون إلا في إطار إقليمي ودولي متكامل.

وأوضحت أن الاتحاد الأوروبي صادق بقوة على هذه الرؤية، وتبنى هذه المبادرة الهادفة لرسم إطار مرجعي متكامل للسياسات التي من شأنها تحقيق مسارات الأمن والاستقرار لدول هذه «الصحراء الواحدة الجامعة». وأكدت أنها تبنت بشكل شخصي هذه الرؤية باهتمام كبير.

وعبرت في هذا الصدد عن دعم الاتحاد الأوروبي للمبادرات التي من شأنها أن تقود باتجاه الحلول الهيكلية والتنفيذية لتعزيز التعاون بين ليبيا ومنطقة الساحل، في سياق هذا المعنى الكبير «صحراء واحدة».

تبادل المعلومات في التعاون عبر الحدود
واحتل موضوع جدوى تبادل المعلومات في التعاون عبر الحدود، حيزًا أساسيًا في نقاشات نواكشوط، بالأخذ في الاعتبار الحاجة لخلق فهم أفضل لضرورة وأهمية تبادل المعلومات بين هذه الأطراف، وذلك للتصدي المشترك لمختلف التهديدات التي تواجه المنطقة، مع التشديد على احترام القوانين الداخلية لكل دولة عند الانخراط في تأسيس قاعدة البيانات التي سيجري تبادلها، وتكييف الإطار القانوني أو القضائي عند الضرورة.

وتناول نقاش أعضاء اللجنة القيمة المضافة لمشاركة المجتمعات المحلية في دعم إدارة الحدود وأمنها، وأن تحديد السبل والوسائل لإدماج السكان المحليين في إدارة المناطق الحدودية تشكل مسألة جوهرية في سياقات التعاون المشترك لإدارة حكيمة للحدود، لافتة إلى أن إشراك المجتمعات المحلية بشكل محوري في تنفيذ السياسات الأمنية المشتركة، يخلق منهم الدرع الحامية الأول لأمن الحدود المشتركة.

في هذا الصدد، جرى الإشارة إلى مبادرة الوفد الليبي في مؤتمر تونس بالدعوة لعقد مؤتمر لتعزيز دور النساء والأسرة في خلق السلام المجتمعي والسلام على أطراف الحدود.

واتفقت اللجنة في تقييمها للتهديدات المشتركة الرئيسية، والتي تحددت في: الإرهاب، والجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، وتهريب المخدرات والأسلحة، والهجرة غير الشرعية، على ضرورة تبني مشترك لمنهجيات التصدي لهذه التهديدات.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
في تقرير إحصائي: غوتيريس يطالب بتحقيق في انتهاكات ضد المهاجرين في ليبيا
في تقرير إحصائي: غوتيريس يطالب بتحقيق في انتهاكات ضد المهاجرين في...
باتيلي عقب الاستقالة: عاملان وراء تدهور الوضع في ليبيا.. ولا مجال للحل في المستقبل
باتيلي عقب الاستقالة: عاملان وراء تدهور الوضع في ليبيا.. ولا مجال...
«تغطية خاصة» في نقاش مفتوح: هل باتيلي أكثر مبعوث أممي لليبيا إخفاقًا؟
«تغطية خاصة» في نقاش مفتوح: هل باتيلي أكثر مبعوث أممي لليبيا ...
خلال إعلان استقالته.. باتيلي: لو امتلك الليبيون حرية التجمع السلمي لتمكنوا من الحل
خلال إعلان استقالته.. باتيلي: لو امتلك الليبيون حرية التجمع ...
تناول الاختفاء القسري.. غوتيريس: قلق من الوضع الأمني والانتهاكات في ليبيا
تناول الاختفاء القسري.. غوتيريس: قلق من الوضع الأمني والانتهاكات ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم