Atwasat

تقرير ألماني: المشاريع الجديدة والتحسن الاقتصادي في ليبيا يحملون جانبا مظلما

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 26 مايو 2023, 01:54 مساء
WTV_Frequency

سلط تقرير ألماني الضوء على ما تشهده ليبيا من مشاريع جديدة، مثل الطرق والحدائق العامة ومراكز التسوق الفاخرة وإعادة الإعمار الواسعة، حيث تتدفق عائدات النفط، لكن «كل هذا التقدم الاقتصادي له جانب مظلم أيضا».

وبعد عدة سنوات من القتال وعدم الاستقرار، هدأ العنف إلى حد كبير، وأصبح في الآونة الأخيرة الوضع الاقتصادي للبلاد هو الذي يحظى بكل الاهتمام، وفق ما جاء في تقرير للتلفزيون الألماني «دوتشه فيله»، أمس الخميس.

وأشار البنك الدولي إلى أن ميزانية الدولة الليبية كانت في وضع ضعيف العام 2022، لكن في العام 2023 وضع صندوق النقد الدولي ليبيا على رأس قائمة الدول العربية الأكثر نموا بنسبة متوقعة بـ17.9%، نظرا لاستقرار إنتاج النفط وارتفاع سعر الخام عالميا، في حين يبلغ متوسط نمو الناتج المحلي الإجمالي المتوقع في الشرق الأوسط لهذا العام نحو 2.7%.

ما العائد على المواطنين؟
وتؤكد كبيرة محللي الشؤون الليبية في مجموعة الأزمات الدولية كلوديا غازيني، أن هناك الكثير من الإنشاءات والبنية التحتية الجديدة والملحوظة للغاية في أماكن، مثل طرابلس وبنغازي، معتبرة أن هذا يرضي الكثير من الليبيين العاديين، وتابعت: «فعندما تكون في طرابلس، ستسمع السكان يقولون إن الحياة اليوم أفضل بكثير مما كانت عليه قبل عامين».

ومع ذلك، فإن الكثير من النمو الاقتصادي الحالي يفيد النخبة الحاكمة في الغالب، لأنهم هم الذين يوزعون مشاريع البناء والأموال، كما توضح غازيني.

وأكدت أن التوقعات لتحقيق دفعة اقتصادية كبيرة يمكن أن يستفيد منها المواطنون الليبيون العاديون- خاصة أولئك الذين هم في المستويات الدنيا من المجتمع- «لا تزال بعيدة».

- افتتاح الطريق الرابط بين منطقتي صلاح الدين ومستشفى الخضراء في أبو سليم
- افتتاح عدد من مباني المدينة القديمة في طرابلس بعد صيانتها

وأضافت المحللة الإيطالية: «من السهل رؤية البنايات الجذابة في طرابلس وبنغازي وإلى حد ما حتى في مصراتة، لكن ماذا عن هؤلاء الليبيين القاطنين على أطراف المدن الصغيرة في الجبال والصحراء؟».

ويعلق المحلل جليل حرشاوي: «النفط يُضخ، وأسعاره توفر حاليا للبلاد دخلا جيدا، والسكان الذين يتشاركون هذا المال عددهم صغير نسبيا، نحو سبعة ملايين».

وقال حرشاوي لـ«دويتشه فيله»، «السكان لا يعانون من وضع يشبه حالة لبنان، فمن الناحية النظرية يتعين أن يكون جيدا غير أنه بالنسبة للعديد من الليبيين الأمر ليس كذلك».

وكما هي الحال في العديد من البلدان التي تعتمد على عائدات النفط، يعمل ما يقرب من ثلاثة أرباع القوى العاملة الليبية في القطاع الحكومي، كما أن فاتورة رواتب القطاع العام آخذة في الازدياد، في حين لا تزال بطالة الشباب مرتفعة.

غياب الشفافية في مشاريع البنية التحتية
وأوضح الخبير الليبي أن «ما يعنيه هذا هو أن دخل الدولة لا يفيد سكانها في الواقع»، في إشارة إلى غياب الشفافية في مشاريع البنية التحتية، ولماذا تخصص لشركات أجنبية بعينها، كما لفت إلى مخاوف تزعج إعادة الإعمار في وسط مدينة بنغازي، حيث يجري طرد العائلات التي قررت البقاء في منازل متضررة بطريقة مقلقة لإفساح المجال لبناء جديد، وأردف: «ما لديك هو إعادة الإعمار لمصلحة النخب، لكن ليس بناء على طلب شعبي».

ورغم كل هذا، فإن التنمية الاقتصادية الحالية في ليبيا قد توفر أيضا نوعا من الفرص، كما يقول الخبراء. ففي يوليو الماضي، وافقت الحكومة التي تتخذ من طرابلس مقرا لها على تعيين فرحات بن قدارة، الرئيس السابق لمصرف ليبيا المركزي، لإدارة المؤسسة الوطنية للنفط.

ووفق التقرير الألماني، يعتبر بن قدارة من «أنصار المشير خليفة حفتر، وجاء التعيين بعد عدة أشهر من الحصار ذي الدوافع السياسية لمنشآت إنتاج النفط والموانئ التي أدت إلى انخفاض كبير في الإنتاج، وبالتالي انخفض دخلها القومي».

ويشير المراقبون إلى أن بن قدارة حصل على وظيفته الجديدة نتيجة لاتفاق خاص بين الجانبين المتعارضين، وتعلق غازيني يأنه «منذ أن تم التوصل إلى اتفاق غير رسمي في يوليو الماضي، شهدنا الكثير من التقلبات والتعامل بين المعسكرين».

تعاملات غير رسمية
وأشارت «دويتشه فيله» إلى وجود تعاملات غير رسمية بين حكومة الوحدة الوطنية الموقتة والقيادة العامة تسهم في الحفاظ على السلام على أرض الواقع، لأن الجهات الفاعلة المعنية لديها اهتمام أكبر بدلا من الذهاب إلى الحرب مع بعضها.

ووسط دعوات لإجراء انتخابات عامة في ليبيا، على أمل أن يؤدي ذلك إلى إعادة توحيد البلاد في ظل حكومة ديمقراطية واحدة، قدمت الأمم المتحدة خطة خاصة يفترض منها إجراء محاولة أخرى لإجراء الاستحقاق في وقت لاحق من هذا العام.

ولاحظت غازيني أن هذه «الصفقات بين الأعداء السابقين مربحة للغاية لكلا الجانبين، لذا من الواضح أن (تقاسم الأرباح والنمو الاقتصادي) يتعارضان مع خريطة الطريق التي تدعمها الأمم المتحدة»، غير أن حرشاوي يشعر بالقلق من أن الوضع الحالي حتى لو كان يجلب بعض الأمل، فإنه لا يؤدي إلا إلى ترسيخ الفساد القائم وانعدام الشفافية بين النخب السياسية الليبية.

ويتفق المراقبون في شيء واحد واضح، وهو أنه رغم كل مراكز التسوق والطرقات الجديدة، فإن التقلبات تظل العامل المهيمن في ليبيا، سواء كان ذلك بسبب أسعار النفط العالمية أو الاقتتال الداخلي بين الميليشيات الليبية.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
في العدد 436: هدوء سياسي واشتعال صراع النفط
في العدد 436: هدوء سياسي واشتعال صراع النفط
«تنسيقية الأحزاب» تحذر وتحدد 3 اعتبارات «مهمة» بأحداث رأس اجدير
«تنسيقية الأحزاب» تحذر وتحدد 3 اعتبارات «مهمة» بأحداث رأس اجدير
«مرواط - ليبيا» منصة جيومكانية لدعم استدامة الأراضي الزراعية
«مرواط - ليبيا» منصة جيومكانية لدعم استدامة الأراضي الزراعية
«المركزي» يطالب المصارف بتفعيل خدمات شراء الدولار للدراسة والعلاج وتفعيل «ماستر كارد» و«فيزا»
«المركزي» يطالب المصارف بتفعيل خدمات شراء الدولار للدراسة والعلاج...
«استئناف بنغازي» توقف قرار الدبيبة بفتح اعتمادات مالية موقتة
«استئناف بنغازي» توقف قرار الدبيبة بفتح اعتمادات مالية موقتة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم