سلط موقع «ديكود 39» الإيطالي في تقرير له الضوء على زيارة القائد العام لقوات القيادة العامة المشير خليفة حفتر إلى إيطاليا ولقائه رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني لمدة ساعتين في قصر كيجي، فضلا عن اجتماعاته مع وزراء الخارجية والداخلية والدفاع الإيطاليين.

ونقل الموقع عن مدير مكتب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز الدراسات الدولية بروما، جوزيبي دينتشي، قوله إن سياق اجتماع ميلوني وحفتر «محفوف بالمخاطر»؛ لأنه قد يفتح الباب أمام تسليط الضوء على دور حفتر وهو شخصية موضع نقاش، حسب قوله.

وأضاف دينتشي: «علينا تذكر أنه في المرة الوحيدة التي جرى فيها استضافته (حفتر) في قصر كيجي، كان حوله نقاش وكانت إيطاليا تحضر لمؤتمر برلين لتحقيق الاستقرار في ليبيا»، واستدرك قائلا: «نحن حاليا في ظروف مختلفة للغاية حيث تمر عملية الأمم المتحدة بمرحلة إعادة نظر. لا يبدو أن الاجتماع هو محاولة لتسوية القضية الليبية، لكن وسيلة لإشراك أحد الأطراف ومعالجة إحدى القضايا غير المباشرة للصراع، كما يتضح من خلال إيلاء اهتمام كبير لمسألة الهجرة».

كريم ميزران: منح حفتر كل هذا الاهتمام يضر بإيطاليا
بدوره، قال مدير مبادرة شمال أفريقيا والزميل الأول المقيم في مركز «رفيق الحريري» وبرامج الشرق الأوسط التابع للمجلس الأطلسي كريم ميزران: «لا شك في أننا بحاجة إلى التعامل مع حفتر لقد عرفناه منذ بعض الوقت».

وقال ميزران لـ«ديكود 39»، إن «كونه (حفتر) ممثلا ليبيا فمن الضروري التعامل معه أيضا»، لكنه حذر من أن منحه كل هذا الاهتمام يضر بملف إيطاليا. وأشار إلى أن روما أسست لنفسها دورا كمدافع عن المؤسسات الشرعية وعملية إضفاء الطابع المؤسسي التعددي في ليبيا.

- تفاصيل لقاءات حفتر في روما.. ملفات السودان والهجرة والانتخابات
- حفتر يلتقي ميلوني ووزراء الدفاع والداخلية والخارجية الإيطاليين في روما

«قلق» من نمو تدفقات الهجرة لإيطاليا من المنطقة الشرقية
من جانبه، أعرب مدير مكتب المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في روما، أرتورو فارفيلي، عن القلق بشأن نمو تدفقات الهجرة من المنطقة الشرقية في ليبيا، ولكنه قال للموقع الإيطالي: «في حال الترحيب به كممثل سياسي فإن ما سيطلبه في المقابل سيكون سياسيا».

واعتبر فارفيلي أن هذا يسهم على المدى الطويل في إلغاء تعويض عمل وساطة الأمم المتحدة والخط السياسي الذي تتمسك به إيطاليا حتى الآن.

وقالت مصادر للموقع الإيطالي إنه كان من المتوقع وصول رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري إلى روما خلال هذه الأيام، لكنها رجحت تأجيل المشري الزيارة بعد علمه بوصول حفتر.

زيارة ميلوني لطرابلس
وزارت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني العاصمة طرابلس في 28 يناير الماضي رفقة وزيري الخارجية والداخلية، لكن في أول اتصال لها بالسلطات الليبية لم تتواصل مع حفتر آنذاك.

وقال «ديكود 39» إن قضية الهجرة تصدرت المشهد من جديد تعليقا على لقاء ميلوني مع حفتر. وكانت إيطاليا لسنوات المنبع الرئيسي للهجرات من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث يصل المهاجرون إلى إيطاليا عبر البحر المتوسط.

وحسب بيانات صادرة عن وزارة الداخلية الإيطالية أخيرا، تعد ليبيا ثاني بلد للمغادرة بعد تونس، فيما يتعلق الأمر بقدوم المهاجرين عن طريق البحر إلى إيطاليا. ووصل عدد المهاجرين منذ بداية العام الجاري إلى 16637 شخصا، بزيادة قدرها 166٪ مقارنة بـ6237 في الفترة نفسها من العام 2022. وأكثر من نصف الوافدين الجدد أي نحو عشرة آلاف غادروا من المنطقة الشرقية الليبية.

ولفت وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروسيتو الانتباه في مارس الماضي إلى الوضع، متهما مجموعة «فاغنر» الروسية بإشعال حرب مختلطة ضد إيطاليا. وقال كروسيتو حينها: «يبدو لي أنه يمكننا التأكيد أن الزيادة الهائلة في ظاهرة الهجرة التي تنطلق من السواحل الأفريقية هي أيضا جزءا من استراتيجية واضحة للحرب الهجينة التي قامت بها فاغنر الروسية مع استخدم ثقلها الكبير في بعض الدول الأفريقية».