Atwasat

حرب «حميدتي - البرهان» تنسف خطة باتيلي لترحيل المقاتلين الأفارقة

الجزائر - بوابة الوسط: عبدالرحمن أميني الثلاثاء 25 أبريل 2023, 06:54 مساء
WTV_Frequency

أزمة لم تكن على البال تفجرت في السودان، الجارة الجنوبية لليبيا، وحرب تزيد من المخاطر المحدقة بالجنوب الليبي. ومع محاولات قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، الشهير بحميدتي، الإطاحة بقائد الجيش عبدالفتاح البرهان تفجرت خلال الأيام الأخيرة حرب راح ضحيتها المئات في صراع يقول مراقبون إن ليبيا قد تدفع ثمنه، سواء عبر اتخاذ مقاتلي المجموعات المتمردة أراضي ليبيا قواعد خلفية لتعزيز صفوفهم أو تدفق أفواج النازحين الفارين من نيران الاشتباكات، ومعهم المتطرفون باتجاه المدن الليبية.

وتثار تساؤلات حول مدى تأثير الحرب في السودان على الداخل الليبي المنشغل منذ سنوات بإيجاد مخرج لأزمة النزاع على السلطة، خصوصا أن البلدين تضررا من الحرب التي دارت في دارفور منذ العام 2003، عندما ثار المتمردون ضد الرئيس السوداني السابق عمر البشير، واتهامه بتعريضهم للتهميش، وقتها برزت حركات تمرد واتخذت من جنوب ليبيا وحدودها والجارة تشاد مواقع لشن هجمات ضد النظام.

وبعد ساعات من اندلاع المواجهات العسكرية في السودان باستخدام الأسلحة الثقيلة والطيران الحربي، أقدمت تشاد على إغلاق حدودها إغلاقا تاما، في حين ليبيا التي يرتبط جنوبها الشرقي بحدود برية مشتركة مع السودان تمتد إلى مسافة 382 كيلومترا ستفرض عليها التوترات الأمنية اتخاذ إجراءات استباقية لمواجهة أي تهديد قد يمتد إلى أراضيها، لا سيما من جهة مدينة الكفرة التي تتزايد الاحتمالات بشأن تزايد حالات النزوح أو تسلل متطرفين إلى ليبيا، مستغلين الوضع الأمني المتوتر.

المنقوش: مستعدون لدور الوساطة
ولا تبسط حكومة الوحدة الوطنية الموقتة برئاسة عبدالحميد الدبيبة، قبضتها على الحدود السودانية، ومع ذلك اكتفت بمطالبة الرعايا الليبيين هناك بتوخي الحذر وعدم الخروج من منازلهم حتى تستقر الأوضاع. كما أجرت وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش، مساء الثلاثاء، اتصالا هاتفيا مع وزير خارجية السودان، علي الصادق، تناول الأوضاع الراهنة والمؤسفة في السودان الشقيق.

وأكدت المنقوش ضرورة الاستجابة للنداءات التي تطالب بوقف المعارك فورا وتغليب لغة الحوار بين الأشقاء، مشيرة إلى تضامن ليبيا الكامل مع الشعب السوداني. كما أشارت إلى استعداد ليبيا للعب دور الوساطة بين الأطراف السودانية، لدفعها إلى الاستجابة لدعوات السلام واستئناف العملية السياسية، لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية للسودان.

- في العدد المزدوج 387-388: تداعيات حرب السودان.. ونشاط مشبوه لمنظمات أجنبية في الجنوب
- جريدة «الوسط»: التوطين وتداعيات الحرب في السودان يهددان الجنوب
- بما فيها ليبيا.. تقرير أميركي يرصد مخاوف «جيران السودان» من تحديات عبر الحدود

كما استغل مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة طاهر السني، جلسة مجلس الأمن التي عقدت، الثلاثاء الماضي، ليحذر من أن تكون للأوضاع بالسودان آثار على الجنوب الليبي. ويقول رئيس حزب «التغيير» جمعة القماطي، إن الصراع المسلح الذي اندلع في السودان بين قوات الدعم السريع، بقيادة حميدتي وقوات الجيش السوداني بقيادة البرهان، «ستكون له تأثيرات كبيرة على وضعنا المخلخل أمنيا». وأضاف في منشور له عبر حسابه على «فيسبوك»: «مع ذلك لم نر أو نسمع أي موقف أو تصريح من أي مسؤول ليبي حول كيفية التعامل مع هذا التطور الخطير في السودان وآثاره المتوقعة على ليبيا».

زيارة باتيلي كأن لم تكن؟
وليس ببعيد، أجرى الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا عبدالله باتيلي، مطلع أبريل الجاري زيارة للسودان وتشاد والنيجر ركزت على تجديد الالتزام المشترك إزاء جهود سحب المقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا.

لكن اندلاع الحرب سينسف جهود طرد المقاتلين السودانيين الذين يتخذون من الجنوب الليبي مستقرا لهم لمعارضة النظام عسكريا، شأنهم في ذلك شأن تشاد، الأمر الذي سيطيل من مدة استقرارهم بالمنطقة التي لا تتحمل وجود مسلحين قد يعرضون العملية الانتخابية المرتقبة للتخريب، كما تتخوف الأمم المتحدة، لذلك تسعى لترحيلهم أولا مع مجموعة «فاغنر» الروسية.

وخلال الزيارة، التقى باتيلي البرهان، إذ أكد الأول أن «إحلال السلام والاستقرار في ليبيا من شأنه أن يسهم في استقرار المنطقة برمتها»، لكن حميدتي لم يكن ضمن قائمة المسؤولين الذين التقاهم المبعوث الأممي.

100 ألف مسلح يهددون ليبيا والسودان؟
ومن خلال تفحص سجل حميدتي (48 عاما)، يمكن معرفة مدى الانعكاسات المفترضة على ليبيا، إذا ما جرت العودة إلى بدايات أزمة دارفور حينها كان يقود مجموعة صغيرة من الجنجويد قبل أن يتحول إلى قائد لقوات الدعم السريع التي تضخمت من نحو 5 آلاف عنصر عند تأسيسها في 2013 إلى نحو 40 ألف عنصر في 2019 بعد الإطاحة بحكم الرئيس عمر البشير.

واليوم صار تعدادها نحو 100 ألف مسلح فيما يشبه جيشا موازيا للمؤسسة العسكرية النظامية يملك من خلالها أسلحة متطورة وعربات رباعية الدفع مسلحة عدد كبير منها غنمها من حربه في ليبيا، غير أنه يفتقد إلى الطيران، وما عزز نفوذه أكثر استحواذه على مناجم الذهب في شمال دارفور، علما بأن صادرات الذهب تشكل نحو 44% من إجمالي صادرات السودان.

ووفق مراقبين، فإن جزءا من مقاتلي حميدتي «المدعومين من الإمارات» اصطفوا مع سلطات شرق ليبيا فيما تقاطعت مصالح حميدتي مع شركة «فاغنر» الروسية.

وفي السياق، ترجح كبيرة المحللين في مجموعة الأزمات الدولية، الإيطالية كلوديا غازيني، في مقابلة مع وكالة «نوفا» للأنباء أن ينضم المقاتلون السودانيون والتشاديون في ليبيا إلى صف حميدتي في محاولته السيطرة على الخرطوم. وذلك في حال ما جرى تجنيدهم للمشاركة في الصراع، وهي فرضية لا يوجد دليل يؤكدها، وفق المحللة الإيطالية. وقالت إن «ما سيحدث في الخرطوم لا يزال مجهولا، ما ستؤول إليه الاشتباكات بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني غير واضح، ونتوقع معركة للسيطرة على العاصمة، لكننا لا نعرف من الذي سيخرج منتصرا».

وأضافت: «مصر تنحاز إلى قوات الجيش السوداني، بينما تخشى تشاد من إمكانية تجنيد مرتزقة في الأراضي الليبية في هذه المعركة الجديدة في السودان». وتابعت: «في الوقت الحالي لا نرى تدفق مقاتلين ومختلف المرتزقة السودانيين والتشاديين الموجودين في ليبيا إلى السودان للمشاركة في الصراع».

إلا أنها لفتت بالقول إن قوات الجنرال حميدتي لديها الإمكانات المالية لإشراك المقاتلين السودانيين الموجودين في ليبيا إذا ما أرادت ذلك، خصوصا أن هناك تشابها من ناحية العرق، على غرار أقليتي الفور والزغاوة. كما ترى المحللة أن «المقاتلين التشاديين في ليبيا، ومعظمهم من قبيلة القرعان، يمكن أن ينجذبوا أيضًا إلى فلك قوات الدعم السريع، إذا تم تجنيدهم».

كما بينت كلوديا غازيني، أن مجموعة «فاغنر» تنحاز إلى طرف في الصراع الجاري في السودان، وذلك لأن الروس تربطهم صلات بالفصيلين المتنازعين.

«فاغنر» ترد على اتهامات التورط في الحرب
ورد مؤسس مجموعة «فاغنر» يفجيني بريغوزين على تقارير تتهمه بدعم حميدتي، نافيا الثلاثاء الماضي، وجود أي مقاتل في السودان منذ أكثر من عامين.

غير أن الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق السلام في السودان لا تزال تمارس أعمالا إجرامية في ليبيا لدعم نفسها، وفق ما كشف فريق خبراء تابع لمجلس الأمن الدولي شهر فبراير. ووقعت حكومة السودان وحركات من دارفور تضم «تحرير السودان، تحرير السودان-المجلس الانتقالي، العدل والمساواة، تجمع قوى تحرير السودان، والتحالف السوداني» اتفاق سلام في 3 أكتوبر 2020.

ويقول الخبراء الأمميون إن معظم الحركات الدارفورية في ليبيا، انخرطت بجانب الجيش الوطني في أعمال هجومية، حيث كافأها الجيش المدعوم من الإمارات على جهودها، إذ كانت تتلقى الحركات الأكبر دعما شهريا يصل إلى 1.2 مليون دولار.

وأضافوا: «منذ السلام النسبي في ليبيا، حدث انخفاض حاد في المدفوعات والدعم للحركات المسلحة الدارفورية، حيث اقتُصر بشكل رئيسي على الإمدادات الغذائية». وأفاد التقرير بأن الحركات الكبيرة تمكنت من تغطية تكاليفها في ليبيا بفضل الموارد المتراكمة في السابق، ومع ذلك كانت تجد صعوبة في دفع رواتب جنودها. وتابع: «بعض الحركات تُدير نقاط تفتيش داخل ليبيا، حيث تجبي ضرائب من الشاحنات، ويشارك كثير من الحركات في أنشطة متصلة بنقل المياه والنفط».

وتحدث الخبراء عن مشاركة الحركات الدارفورية في تهريب الأسلحة والمخدرات والسلع التجارية، بالإضافة إلى توفير الحماية لمهربي المهاجرين، بالتعاون مع الجماعات الإجرامية في المنطقة.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
وصول عمود توربينة إلى محطة كهرباء الرويس بالجبل الغربي
وصول عمود توربينة إلى محطة كهرباء الرويس بالجبل الغربي
مناقشة استيراد الماشية من جنوب أفريقيا
مناقشة استيراد الماشية من جنوب أفريقيا
تحذير من رياح مثيرة للأتربة على شمال ليبيا خلال اليومين المقبلين
تحذير من رياح مثيرة للأتربة على شمال ليبيا خلال اليومين المقبلين
بلدية سرت تبحث التصدي للتدعيات على خطوط النهر الصناعي
بلدية سرت تبحث التصدي للتدعيات على خطوط النهر الصناعي
ضبط سيارة مسروقة في صبراتة بالتعاون مع أمن الجفارة
ضبط سيارة مسروقة في صبراتة بالتعاون مع أمن الجفارة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم