Atwasat

بما فيها ليبيا.. تقرير أميركي يرصد مخاوف «جيران السودان» من تحديات عبر الحدود

الجزائر - بوابة الوسط: عبدالرحمن أميني الجمعة 21 أبريل 2023, 04:28 مساء
WTV_Frequency

قال تقرير أميركي إن عديد الدول المجاورة للسودان بما فيها ليبيا يعانون من اضطرابات داخل حدودهم، مؤكدًا أن الاشتباكات العنيفة التي اندلعت خلال عطلة نهاية الأسبوع بين القوات المسلحة المتنافسة أثارت قلق جيران الخرطوم، والذين يحاولون عبر الاتصال بالقادة المتحاربين منع الاضطرابات من الانتشار عبر الحدود وزعزعة استقرار المنطقة.

ويحذر محللون من أن الصراع طويل الأمد في السودان قد يفيد المتطرفين والمتمردين المدعومين من روسيا في المنطقة، ويقوّض التجارة والنمو الاقتصادي، مذكرين بتورط بلاد الجوار في أحيان كثيرة بالاقتتال داخل السودان، وفق تقرير نشرته، الخميس، جريدة «واشنطن بوست».

وبصرف النظر عن الدعوة إلى السلام، يشير التقرير إلى أن جيران السودان يلتزمون صمتًا شديدًا إلى حد كبير في العلن حتى الآن. وقال الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية كاميرون هدسون، لـ«واشنطن بوست» إن «هذه الدول كلها تعمل على الهواتف خلف الكواليس بشكل منفصل.. ويبدو ألا أحد يحرز أي تقدم في الوقت الحالي».

وتصاعدت الاشتباكات إلى أقصى مستوياتها منذ استقلال السودان قبل 67 عامًا، بعدما تعرض قلب العاصمة الخرطوم ومدن أخرى في جميع أنحاء البلاد للقصف بغارات جوية ونيران الدبابات وقذائف الهاون والمدفعية. ودمرت قذائف الهاون المستشفيات في العاصمة التي نفدت إمدادات الدم ووقود المولدات فيها. وأشار التقرير الأميركي إلى مواجهة عديد جيران السودان، بما في ذلك ليبيا وجنوب السودان وتشاد وإثيوبيا وأفريقيا الوسطى اضطرابات داخل حدودهم، وقد تتزايد هذه التحديات.

جنوب السودان أول المتضررين
وقال وزير النفط السابق بجنوب السودان حزقيال لول جاتكوث: «عدم الاستقرار في السودان يعني عدم الاستقرار داخل المنطقة». وقد يكون جنوب السودان، الذي انفصل عن السودان بعد حرب أهلية استمرت عقودًا، أول المتضررين. كان جنوب السودان غارقًا في الحرب الأهلية والفساد منذ الاستقلال في العام 2011. وتوفر حقوله النفطية 90% من عائدات البلاد، لكن لا يمكن تصدير النفط إلا عبر خط أنابيب يمر عبر السودان إلى البحر الأحمر، وفق التقرير الأميركي.

وأوضح محلل شرق أفريقيا في شركة لمعلومات المخاطر بن هانتر في تصريح للجريدة الأميركية أن القتال في السودان يعطل بالفعل صادرات النفط، إذ تظهر البيانات البحرية ثلاث ناقلات تحوم قبالة الساحل بدلًا من الالتحام في ميناء التصدير في بورتسودان. كما قد يؤدي تعطيل صادرات النفط إلى تدمير جنوب السودان حيث أدى التضخم المفرط إلى فقر الأسر، كما نهب الجنود والمسلحون الذين لم يتلقوا رواتب مستودعات المساعدات وقتلوا العاملين في المجال الإنساني في حين تعني الفيضانات والقتال والفقر، أن أكثر من نصف السكان بحاجة إلى مساعدات غذائية.

المسؤولون التشاديون يخشون من طموحات حميدتي
أما تشاد التي تشترك في حدود طويلة يسهل اختراقها مع السودان، تخشى أيضًا من استمرار القتال بينما المتمردون والمليشيات يقطعون الصحراء المشتركة بين البلدين.

ويشير التقرير إلى أن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ«حميدتي» تربطه علاقات عميقة بالمنطقة الحدودية، حيث ينحدر من منطقة دارفور بغرب السودان، وله روابط عائلية في تشاد، فيما قوات الدعم السريع التي يقودها ولدت من قوات «الجنجويد» سيئة السمعة التي يُتهم أفرادها بالاغتصاب الجماعي، وحرق القرى والقتل الجماعي خلال حرب دارفور، التي استمرت 20 عاما. وقال قال دبلوماسيان غربيان لـ«واشنطن بوست» إن المسؤولين التشاديين يخشون أن يكون لحميدتي طموحات إقليمية.

وأغلقت تشاد حدودها مع السودان، السبت، في محاولة لمنع امتدادها، لكن إذا جرى دفع قوات حميدتي إلى دارفور، فقد تكون مصدرًا للمقاتلين والبنادق لسنوات قادمة؛ مما قد يؤدي إلى زعزعة استقرار تشاد، وفق التقرير الأميركي.

- السودان: المعارك مستمرة لليوم الخامس والآلاف يفرون من الخرطوم
- مصر تدعو للوقف الفوري للعمليات العسكرية في السودان وتغليب لغة الحوار
- حكومة الوحدة تدعو الأطراف السودانية إلى نبذ النزاع والعودة للحوار
- الخارجية: تشكيل لجنة متابعة لحماية الجالية الليبية من تطورات الأوضاع في السودان

ونقلت «واشنطن بوست» عن مدير مشروع مجموعة الأزمات لمنطقة القرن الأفريقي، آلان بوسويل، قوله «إذا استمرت هذه الحرب فسوف تحترق دارفور. كلما طال هذا الأمر، زاد احتمال أن نرى الجهات الفاعلة الخارجية تبدأ في دعم الجانبين (...) وهذا سيجعل العملية السياسية أكثر صعوبة».

ما هي علاقة حميدتي بـ«فاغنر»؟
ويشير التقريرإلى علاقات تربط حميدتي بمجموعة «فاغنر» الروسية التي تنشط في مناجم الذهب في شمال دارفور. وقد زار حميدتي موسكو مع بدء الحرب في أوكرانيا، وعزّز قاعدة روسية محتملة على البحر الأحمر. وتنشط «فاغنر» أيضًا في جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث اتهمت جماعات حقوقية أفراد المجموعة العسكرية بقتل المدنيين في مواقع التعدين، وشاركت أيضًا في الحرب الليبية.

وحسب التقرير، فإن القوى العربية، بما في ذلك مصر، تشعر بالقلق من أي عودة ظهور للتطرف في السودان خشية أن يؤدي ذلك إلى تأجيج شبح الإرهاب في المنطقة. وعبر البحر الأحمر دعت كل من السعودية والإمارات إلى وقف إطلاق النار في بيان مشترك مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن. لكن الدول الغربية، كما تقول «واشنطن بوست»، لديها نفوذ ضئيل في الوقت الحالي فيما يعاني السودان من العزلة إلى حد كبير منذ انقلاب 2021، وعليه ديون تصل إلى 56 مليار دولار لمقرضين أجانب.

الجامعة العربية «لا تعمل كوسيط فعال»
أما عن دور الجامعة العربية، فقال الباحث البارز في جامعة «كينغز كوليدج» في لندن ماجاك داجوت لـ«واشنطن بوست» إن الجامعة منقسمة بشأن النزاعات في ليبيا وسورية واليمن، وقد لا تعمل كوسيط فعال بين القوات المتنافسة في السودان. وتساءل «أين الزعيم الإقليمي؟ في اللحظة التي يصبح فيها السودان مساحة خارجة عن السيطرة، يفتح مناطق شاسعة أمام الإرهابيين للتحرك».

وبينما كان المسؤولون الحكوميون يعملون على الهواتف، كان المدنيون يتوسلون للمساعدة حيث قال مبعوث الأمم المتحدة، فولكر بيرثيس، مساء الإثنين، إن أكثر من 180 شخصًا قُتلوا في الاشتباكات الدائرة. وكشف ناشطون ومسؤولون في عدة مدن بإقليم دارفور الغربي إن مسلحين نهبوا مستشفيات ومكاتب حكومية ومجمعات ومخازن تابعة لمنظمات إغاثة والأمم المتحدة في عدة مدن بإقليم دارفور الغربي.

وقال برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، الأحد، إنه أوقف موقتًا عملياته في السودان حيث لا يملك 15 مليون شخص ما يكفي من الطعام بعد مقتل ثلاثة من موظفيه السودانيين في دارفور.

السودان على برميل بارود
ووصف السكان البلاد بأنها «برميل بارود ينتظر شرارة»، وبعد أن وقع قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان مع حميدتي على مسودة اتفاق مدعوم دوليًا في ديسمبر، يهدف إلى توفير خارطة طريق لتسليم السلطة لقيادة مدنية.

ويعتقد ناشطون سودانيون إن الصفقة رفعت حميدتي إلى مستوى تهديد مباشر للبرهان من خلال جعل الرجلين متساويين، وفاقمت التوترات بالفشل في تحديد جدول زمني قصير لدمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة الوطنية. لكن رغم أن حميدتي يقود عشرات الآلاف من القوات في جميع أنحاء البلاد، إلا أن البرهان احتفظ بالسيطرة على القوات الجوية، وفق تقرير «واشنطن بوست».

وتُظهر صور الأقمار الصناعية التي قدمتها شركة تصوير تجارية وفحصتها مجلة «جينز» العسكرية فإن ما لا يقل عن 20 طائرة عسكرية قد تضررت أو دُمرت، وهو جزء صغير نسبيًا من الإجمالي.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
شركة الكهرباء: صرف محول لإدارة توزيع سرت بشكل عاجل
شركة الكهرباء: صرف محول لإدارة توزيع سرت بشكل عاجل
«الرقابة على الأغذية» يوضح حقيقة رصد نسب عالية من نترات الصوديوم في الدلاع
«الرقابة على الأغذية» يوضح حقيقة رصد نسب عالية من نترات الصوديوم ...
حالة الطقس في ليبيا (الخميس 25 أبريل 2024)
حالة الطقس في ليبيا (الخميس 25 أبريل 2024)
«الأرصاد» يحذر من رياح نشطة على الساحل من درنة إلى طبرق
«الأرصاد» يحذر من رياح نشطة على الساحل من درنة إلى طبرق
غسيل الكلى بالمنزل في سرت
غسيل الكلى بالمنزل في سرت
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم