«معيدين ولّا صايمين؟».. سؤال يعكر أجواء احتفال الليبيين بعيد الفطر بسبب «خلاف الرؤية» (صور)

«معيدين ولّا صايمين؟».. سؤال يعكر أجواء احتفال الليبيين بعيد الفطر بسبب «خلاف الرؤية» (صور)

ميدان الشهداء بالعاصمة طرابلس بدا خاليا اليوم الجمعة، 21 أبريل 2023. (بوابة الوسط)

هكذا بدت الشوارع (الصور) في عدد من أحياء العاصمة طرابلس قبل ظهر اليوم الجمعة، بعد ليلة ساد فيها الجدال حول ثبوت رؤية هلال عيد الفطر المبارك من عدمها في ليبيا، بينما عمت موجة واسعة من الحيرة والتساؤلات وانتقادات التي لم يخلو بعضها من السخرية في أوساط الليبيين، وكان السؤال الحائر المتداول على صفحات التواصل الاجتماعي الليبية، هو: «معيدين ولا صايمين؟» واتسمت الإجابات بتأكيد البعض صيامهم، وآخرون احتفالهم بأول أيام العيد.

كيف بدا ميدان الشهداء؟
وأدى ليبيون في بعض المدن صلاة عيد الفطر المبارك اليوم الجمعة، مع انقسام بين كل من الهيئة العامة للأوقاف ودار الإفتاء حول موعد العيد، ففي حين قالت الأولى إن الجمعة هو أول أيام العيد، أعلنت دار الإفتاء أن غدا السبت هو أول أيام العيد، وأن اليوم هو المتمم لشهر رمضان.

ويقول مراسل «بوابة الوسط» في العاصمة طرابلس إن طرابلس المركز خلت من مظاهر العيد، غير أن أحياء أخرى في ضواحي العاصمة احتفل سكانها بأول أيام العيد، وأدوا الصلاة في المساجد والساحات العامة وظهر ميدان الشهداء في قلب العاصمة وهو المكان التقليدي الذي تقام فيه صلاة العيد خاليا، ولم يتواجد في الميدان سوى أشخاص لا يعدون على أصابع اليد الواحدة.

انقسام «الهلال» على صفحات التواصل الليبية
وهذه هي المرة الأولى التي تشهد فيها ليبيا حالة انقسام بشأن ثبوت رؤية هلال العيد، مثل هذه الحالة التي وجد فيها الليبيون منقسمون بين مدينة وأخرى، بل بين حي وآخر، وربما عائلة وأخرى، محملين كل من دار الإفتاء والهيئة العامة للأوقاف مسؤولية هذا الانقسام، الناجم عن الخلاف المعلن بينهما فيما يتعلق بالتوجهات والصلاحيات، عبر صفحات التواصل الاجتماعي والتصريحات الإعلامية.

- ليبيون يؤدون صلاة عيد الفطر في عدد من المدن مع الانقسام حول رؤية هلال شوال (صور)
- خلاف بشأن رؤية هلال شوال بين دار الإفتاء وهيئة الأوقاف
- دار الإفتاء: الشهادات الواردة إلينا بشأن رؤية هلال شوال مردودة لعدم توفر المعايير والشروط الشرعية
- الدبيبة: غدا الجمعة متمم لرمضان

وانتقلت عدوى هذا الخلاف على صفحات التواصل الاجتماعي، إذ قالت دعاء محمد من طرابلس في منشور عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «صايمين»، أما ندى الورفلي من بنغازي قالت «معيدين». وتساءل المواطن محمود الغرابلي من طرابلس، «يعني ديار الإفتاء في كل العالم الإسلامي تقريبا اللي معيدين على غلط إلا دار الإفتاء الليبية اللي على صح ؟!!!». وأضاف «مش ديننا الإسلامي الحنيف دين واحد صالح لكل زمان ومكان إلى قيام الساعة؟».

صيام وعيد بالمدينة الليبية الواحدة.. لعبوا في الإعدادات!
أما عبدالناصر الجبيلي‏، فقد أبدى سخريته في منشور عبر «فيسبوك» من هذا الوضع قائلا «الواضح وحسب خبرتي في هذا المجال أن ليبيا لعبوا في الإعدادات متاعها، نصوموا وإحنا معيدين ولا نعيدو وإحنا صائمين؟.. ولا أنا مين ولا أنتوا فين والله أعلم».

اللافت أن المدينة الليبية الواحدة شهدت انقساما بين إتمام شهر رمضان المبارك وبين الاحتفال بأول أيام العيد، وبدت هذه الدهشة في منشور لمدون آخر قال «نص ليبيا عيد والنص الآخر رمضان، الله المستعان.. والله فيه ناس في نفس المدينة ونفس العيلة نص صايمين ونص معيدين .. يصير منه الكلام ؟؟».

وقالت منى عبد الرزاق، مدونة من طرابلس، «تخيلوا يجيكم حد الصبح بيعيد عليكم يلقاكم صايمين.. بنبدو قبل مانمشو نعيدو نتصلو نسألو، صايمين ولا معيدين!؟» .
أما مصعب بركة فقد ترحم على النظام السابق قائلا «من بعده لا عيدوا مع السعودية ولا عيدوا حتى مع بعضهم.. في الشرق عيد.. في الجنوب عيد.. في الغرب نصهم معيدين ونصهم صايمين».

خلاف دار الإفتاء والأوقاف الليبية
ويوم الخميس، قالت دار الإفتاء في بيانها بشأن رؤية هلال شهر شوال «إنه لم يثبت حكم برؤية الهلال هذه الليلة، داخل المدن الليبية» وعليه قرر مجلس البحوث والدراسات الشرعية التابع لها أن غدا الجمعة هو المتمم لشهر رمضان.

في المقابل، أكدت الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية في بيانها أن «لجنة تقصي الأهلة التابعة للجنة العليا للإفتاء أفادت بأنه قد تمت رؤية الهلال هذه الليلة.. وعليه فإن غدا الجمعة هو يوم عيد الفطر أول أيام شهر شوال لهذا العام 1444 هجريا».

الطبقة السياسية الليبية أيضا
ولحقت الطبقة السياسية الليبية بهذا الخلاف، إذ هنأ كل من رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب فتحي باشاغا ورئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة عبدالحميد الدبيبة ومجلس النواب الليبيين بالمناسبة لكن مواقفهم بشأن جدل المؤسستين الدينيتين حول رؤية الهلال بدا واضحا في تهانيهم الخاصة.

وفور إعلان دار الإفتاء وهيئة الأوقاف بيانهما بشأن رؤية الهلال، هنأ الدبيبة وباشاغا ومجلس النواب بحلول عيد الفطر المبارك، لكن مواقف الجهات الثلاثة تباينت بشأن البيانين المتضاربين لرؤية الهلال.

موقف الدبيبة والنواب وحياد باشاغا
وغرد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة عبدالحميد الدبيبة، عبر حسابه على «تويتر» قائلا: «بعد تعذر رؤية هلال العيد فإن غدا الجمعة متمم لرمضان؛ لنستقبل بعدها عيد الفطر، ونودع الشهر الفضيل وكلنا رجاء بأن نكون من المرحومين المقبولين. كل عام وأنتم بخير، وتقبل الله صيامكم» في إشارة إلى تبنيه رأي دار الإفتاء. وعلى عكس ذلك أصدر مجلس النواب بيانا هنأ فيه الليبيين بقدوم عيد الفطر «يوم غدا الجمعة» في إشارة إلى تأييده البيان الصادر عن الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية.

وما بين الدبيبة ومجلس النواب، وقف رئيس الحكومة المكلفة من المجلس فتحي باشاغا، على الحياد في الخلاف القائم بين دار الإفتاء وهيئة الأوقاف، واكتفى بتهنئة الليبيين لمناسبة قدوم عيد الفطر المبارك، داعيًا إلى استغلال هذه الأيام المباركة لتناسي الخلافات والالتفاف لبناء الوطن والوصول به إلى الانتخابات، وفق تدوينة نشرها عبر صفحته على «فيسبوك».