Atwasat

جريدة «الوسط»: التوطين وتداعيات الحرب في السودان يهددان الجنوب

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 21 أبريل 2023, 09:20 صباحا
WTV_Frequency

فيما كان الليبيون منشغلين بتطورات الوضع الأمني في الجارة الجنوبية السودان، واحتمالات انعكاساتها على البلاد خصوصا منطقة الجنوب، فوجئ بعضهم بما اعتبره محاولات أطراف دولية، لعب أدوار مشبوهة في هذه المنطقة، من ضمنها توطين اللاجئين والمهاجرين غير القانونيين في ليبيا.

وتحت مسمى تعزيز قطاع الزراعة والعمالة الزراعية في فزان والمساهمة في التماسك الاجتماعي واندماج السكان المحليين ومجتمعات المهاجرين في المنطقة، وبمشاركة عميد بلدية أوباري، أطلقت المنظمة الإيطالية «آرا باتشي» للسلام في ليبيا من مدينة باري الإيطالية، مبادرة بالشراكة مع المركز الدولي للدراسات الزراعية المتقدمة بالبحر المتوسط «سيام باري» في 14 أبريل الجاري ضمن ما قالت أنه «مشروع يتعلق بإنشاء مركز الصحراء للسلام – ليبيا».

- للاطلاع على العددين 387 ـ 388 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

مشروع مركز الصحراء.. بادرة بلا أي رد فعل من المسؤولين
حدث هذا وسط صمت رسمي من كلٍ من المجلس الرئاسي، وحكومة الوحدة الوطنية، والحكومة المكلفة من مجلس النواب أيضا، كما لم تعلق وزارة الخارجية والتعاون الدولي المعنية على مدى شرعية مثل هذه الخطوات، بينما أثارت موجة من الإدانات والانتقادات من قبل نشطاء المجتمع المدني وصفحات التواصل الاجتماعي الليبية التي اعتبرت مشروع المنظمة الإيطالية بداية لمشروع توطين المهاجرين غير الشرعيين في ليبيا.

وأعلن مجلس الأمن القومي الليبي رفضه لـ«أية مشاريع تمس القضايا المتعلقة بالأمن القومي، وعلى رأسها قضايا الهجرة»، وقال المجلس، في بيان، إنه تابع المبادرة التي أطلقتها المنظمة الإيطالية «آرا باتشي» ويرحب بالمشاريع كافة التي تهدف إلى المشاركة في تنمية بعض القطاعات المحلية في ليبيا، لكنه يحذر من المشاريع التي تمس السلم الاجتماعي الليبي مثل قضايا الهجرة والمهاجرين غير الشرعيين.

وطالبت منظمات المجتمع المدني في فزان في بيان أصدرته ليل الثلاثاء من سبها، وكيل وزارة الخارجية بحكومة الدبيبة لشؤون التعاون الدولي والمنظمات بالعمل بقوة على إيقاف منظمة «آرا باتشي» والتحقق من نشاطاتها في كل مناطق ومدن ليبيا، محذرة من «محاولات خارجية مشبوهة، الهدف منها المساس بالثوابت الوطنية».

واعتبرت المنظمات أن الخطوة الإيطالية ستدفع إلى تغيير التركيبة السكانية في الجنوب الليبي الذي «يرفض بجميع مكوناته الاجتماعية التوطين بجميع أشكاله وأن هذه القضية تمس كل الليبيين وليس سكان فزان فقط».

رفض في غات وسبها للخطوة الإيطالية
وتبرأ رئيس المجلس التسييري لبلدية غات إبراهيم الخليل من الخطوة، وأكد عميد بلدية سبها بالحاج علي رفض التوقيع عليها بحضور ممثلي وزارة الحكم المحلي والزراعة، وأنه جرى الطلب من المنظمة الإيطالية التسجيل رسميا في وزارة الحكم المحلي وتعديل بنود الاتفاقية.

ويربط كثير من الليبيين بين هذه المبادرات وخطط الحكومة الإيطالية لمواجهة أزمة الهجرة غير الشرعية المتدفقة عبر ليبيا بعد أيام من إعلانها حالة الطوارئ في البلاد لمدة ستة أشهر، إذ سبق وصرح وزير الخارجية أنطونيو تاياني لدى توليه الوزارة عن جانب من الاستراتيجية قائلا أنه «يمكن إقامة مخيمات اللاجئين في ليبيا ودول أخرى، حيث يُغادر المهاجرون إلى سواحل أوروبا على غرار تلك الموجودة في تركيا»، وهي دعوات تذكّر بما صدر عن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان قبل أعوام بشأن بناء ما سماها «مدينة كبيرة للاجئين» على الساحل الليبي ما يعني توطين المهاجرين.

 هل يهدد النزاع المسلح في السودان الانتخابات الليبية؟
وفي الأثناء تنذر تطورات الصراع المسلح على السلطة في السودان بتداعيات سلبية على الداخل الليبي من شأنها زيادة تأزيم الوضع في البلاد، على رأسها توقع تدفق موجات من المهاجرين غير النظاميين واللاجئين، والمسلحين الفارين من الحرب.

وعقب أيام من اندلاع الصراع في السودان يصعب تحديد مدى هذه التداعيات، في حالة انتصار أو هزيمة أي من طرفي الصراع، وتأثير ذلك على الاستقرار بالجنوب الليبي، ومسار العملية الانتخابية في ظل التهديدات الأمنية المتوقعة، لكن على جانب آخر قد يشكل هذا المستجد عامل تعجيل بتشكيل القوة الليبية المشتركة، وتوجيهها إلى الجنوب.

وكان المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي خلال تقديم إحاطته الدورية الثلاثاء أمام مجلس الأمن الدولي، أشار إلى تعبئة جميع الجهات المسلحة وضمان الأمن أثناء الانتخابات، بعدما قام بتسهيل مشاركة اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» مع الجهات الأمنية والعسكرية.

دعم دولي للانتخابات الليبية قبل نهاية 2023
وفي السياق، أكد وزراء خارجية مجموعة السبع (الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا وفرنسا وبريطانيا واليابان وإيطاليا وكندا) في بيان مشترك في ختام اجتماعهم باليابان، دعم اقتراح باتيلي لتحديد مسار نحو التوصل إلى توافق سياسي وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة ونزيهة وشاملة بحلول نهاية العام 2023، وحثوا جميع الجهات الفاعلة في ليبيا على حفظ الاستقرار على الأرض والالتزام بالعمل بشكل بناء في العملية السياسية.

من جانبه أثنى مجلس السلم والأمن الأفريقي على الجهود المستمرة التي تبذلها اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي لدعم عملية السلام في ليبيا وأشاد أيضا بالجهود التي يبذلها باتيلي مؤكدا أهمية الجهود المنسقة والمتكاملة بين الجهات الفاعلة الداعمة لعملية السلام الليبية لتجنب الازدواجية. وجدد المجلس مطالبته بالانسحاب الفوري وغير المشروط من ليبيا لجميع القوات الأجنبية بما في ذلك المرتزقة تماشيا مع اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في أكتوبر 2020.

- للاطلاع على العددين 387 ـ 388 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

 لكن السؤال الجديد هو إلى أي مدى يمكن لتداعيات الحرب في السودان عرقلة مسألة إخراج المرتزقة، وهي التداعيات التي قد يكون ضمنها تحول الجنوب الليبي إلى جبهة خلفية لهذه الحرب، وتعقيد الوضع العسكري في المنطقة، خصوصا باستحضار دور مجموعة «فاغنر» الروسية التي ترتبط بعلاقة تعاون مع أحد طرفي الصراع في السودان، وفي هذه الأجواء يجد الجنوب الليبي نفسه وحيدا بين مطرقة التوطين، وتداعيات الحرب في السودان.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«الأرصاد» يحذر من رياح نشطة على الساحل من طرابلس إلى سرت
«الأرصاد» يحذر من رياح نشطة على الساحل من طرابلس إلى سرت
خلال جولة تفقدية.. النمروش يشدد على ضمان عودة الحركة في منفذ رأس اجدير
خلال جولة تفقدية.. النمروش يشدد على ضمان عودة الحركة في منفذ رأس ...
«الاستشعار عن بعد»: زلزال جنوب اليونان.. هل شعرتم به؟
«الاستشعار عن بعد»: زلزال جنوب اليونان.. هل شعرتم به؟
ضبط متهمين بطعن سوداني وابنه في الكفرة
ضبط متهمين بطعن سوداني وابنه في الكفرة
إيقاف تاجر مخدرات يجلب «الحشيش» من القبة إلى بنغازي
إيقاف تاجر مخدرات يجلب «الحشيش» من القبة إلى بنغازي
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم