Atwasat

مؤسسة مكافحة الفساد تكشف كيف تربح صهر القذافي من الاستثمارات الليبية في سيراليون

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 12 أبريل 2023, 10:56 صباحا
WTV_Frequency

قالت مؤسسة مكافحة الجريمة المنظمة والفساد إن صهر العقيد معمر القذافي، عبدالسلام أبوالقاسم أبوقيلة، تمكن من تحقيق أرباح شخصية عبر «المحسوبية والفساد» من الاستثمارات الليبية التي وُجِّهت إلى سيراليون إبان حقبة القذافي؛ حيث سيطر على خط عبارات في البلاد جرى تدشينه بأموال ليبية، كما تقاعس عن سداد سبعة ملايين دولار مستحقة للسلطات الليبية.

واعتمدت المؤسسة، في تقرير مطول نشر بموقعها الإلكتروني، على «وثائق سرية وسجلات مصرفية، بالإضافة إلى إيداعات قضائية في بلجيكا»، مشيرة إلى أن الانقسام والصراع الذي شهدته ليبيا خلال السنوات الماضية حال دون محاسبة أبوقيلة.

البداية في العام 2006
والبداية كانت بتدشين محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار في العام 2006، مع تفويض لاستثمار الثروة النفطية الليبية في مشاريع بجميع أنحاء أفريقيا، حيث أقامت الشركات التابعة لها استثمارات في غانا وتشاد وليبيريا ودول أخرى في أفريقيا، وفق التقرير.

وأضاف التقرير أن سيراليون بدت كوجهة مثالية لاستثمارات محفظة ليبيا أفريقيا نظرًا للأوضاع الاقتصادية التي واجهتها تلك الدولة، حيث دشنت طرابلس في الدولة الأفريقية الصغيرة خطًا للعبارات بداية بالعبارة «MV Murzuk»، وتديرها شركة «أفريمبيكس» للملاحة المحدودة، التي تتبع شركة مالطية تحمل الاسم نفسه، ويسيطر عليها أبوقيلة.

ثم راسل أبوقيلة محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار من أجل إضافة عبّارة ثانية إلى الخط لتقليل العبء على القارب الأول، وبالفعل دخلت المحفظة في أعمال تجارية مع أبوقيلة، زوج أخت زوجة القذافي الأولى، ووافقت على استثمار 4 ملايين دولار لشراء عبارة جديدة وأن تصبح شريكة مع أبوقيلة في نسخة جديدة من «أفريمبيكس» في بلجيكا.

وقائع الفساد
ويمتلك أبوقيلة ثلاثة أرباع شركة «أفريمبيكس» البلجيكية، بينما امتلكت شركة تابعة للمحظفة الليبية، وهي الشركة الليبية الأفريقية للاستثمار «لايكو» الباقي، ما يجعل الصندوق الحكومي شريكًا رسميًا في المشروع.

ووقعت الصفقة في يونيو العام 2008 من قبل المدير العام للمحفظة الليبية، بشير صالح بشير، حيث نصت الشروط على أن تشتري «أفريمبيكس» البلجيكية العبارة الجديدة وتشغلها، بينما تدفع 60% من صافي الأرباح إلى المحفظة الليبية كل عام ، في حين أن الأخيرة ستمتلك العبّارة لأنها دفعت الأموال لها.

- «تحقيقات»: أفريقيا الوسطى استثمارات ليبية في أدراج الرياح
- شاهد في «وسط الخبر»: ماذا تريد القارة الأفريقية من ليبيا؟
- ليبيا تتمسك بتنفيذ حكم قضائي مالطي بشأن أموال باسم «المعتصم القذافي»
- حبس القائم السابق بأعمال بعثة ليبيا لدى سيراليون

لكن بدلًا من ذلك، أودع مبلغ 4 ملايين دولار الذي أرسلته محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار لشراء العبّارة في الحساب المصرفي الشخصي لأبوقيلة في مالطا، وليس في حساب «أفريمبيكس»، ثم جرى شراء العبّارة بعد ذلك من خلال شركة «المحيط»، وهي شركة خارجية في بنما يسيطر عليها أبوقيلة أيضا، وفقًا للوثائق التي حصل عليها منظمة مكافحة الجريمة المنظمة والفساد.

ورغم تخصيص 4 ملايين دولار للشراء، أظهرت كشوف حسابات مصرفية أن أبوقيلة دفع 1.75 مليون يورو فقط (2.6 مليون دولار) للقارب، جرى إرساله على قسطين، أحدهما من حسابه المصرفي الشخصي والآخر عبر الشركة الخارجية. في بيان التسليم المادي للقارب، جرى إدراج مالك الأصل على أنه «المهيت» - وليس «ليب»، كما جرى الاتفاق عليه.

بعد فترة وجيزة من الدفع، أبرم أبوقيلة اتفاقية لشركة «أفريمبيكس» للملاحة المحدودة المسجلة في مالطا لاستئجار العبارة من «المحيط» مقابل 120 ألف دولار سنويًا من العام 2010 إلى العام 2014، وهذا يعني أنه لم يقم فقط بسحب 1.4 مليون دولار من الأموال التي أرسلتها إليه الحكومة الليبية لشراء العبارة، لكنه رتب أيضًا سرًا لشركته الخارجية لامتلاك السفينة وكسب المال عن طريق تأجيرها مرة أخرى إلى «أفريمبيكس»، وفق المنظمة التي أشارت إلى امتناع محامي الشركة عن التعليق على الأمر، كما لم يتسن لها الوصول إلى أبوقيلة للتعليق.

الصراع بعد 2011 يفشل جهود التحقيقات
وفي العام 2012، عيَّنت الحكومة الليبية الموقتة وقتها رئيسًا جديدًا للإشراف على صندوق الثروة السيادية الليبي، وباشر فتح تحقيقات متعددة في مزاعم فساد في عهد القذافي، وبدا أن أبوقيلة قد يواجه حسابًا.

وفي نوفمبر العام 2014، وبعد إجراء تحقيق خاص في ملكية العبارة، اكتشفت محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار أن الأموال الخاصة بالعبّارة دفعت في حسابات أبوقيلة الخاصة، كما طلبت «لايكو» من شركة «أفريمبيكس» البلجيكية سداد مدفوعات قرض قيمته 7 ملايين دولار كان الصندوق قد قدمه للشركة في العام 2007، والذي كان من المفترض سداده بفائدة.

لكن بعد ذلك بدأت ليبيا في الانزلاق إلى جولة جديدة من الصراع بين الفصائل السياسية المتنافسة، المدعومة من قبل ميليشيات مختلفة، مما أدى إلى انقسام البلاد ومؤسساتها، ومن بينها محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار والشركة الليبية الأفريقية للاستثمار «لايكو»، حيث تصارعت الأطراف المختلفة على إداراتهما.

وقال مؤسس معهد صادق، أنس القماطي، لمؤسسة مكافحة الجريمة المنظمة والفساد، إن الانقسامات «أعطت وقتًا لدول وشركات اختلست الأموال الليبية لإنكار التهم الموجهة إليها واستغلال أزمات ليبيا»، مضيفًا أن «هذا التقسيم أدى أيضًا إلى تسريع ظاهرة اقتصادية كانت موجودة بالفعل وهي الفساد».

الانقسام يؤثر على القضية
وفي خضم هذه الخلافات على القيادة، وافق فصيل يدعي امتلاكه حق إدارة «لايكو» على شراء أسهم أبوقيلة في «أفريمبيكس»، ثم طعنت مجموعة منافسة في هذه الخطوة، وحركت دعوى قضائية في بلجيكا لتجميد حسابات «أفريمبيكس»، ومصادرة مبلغ 4 ملايين دولار الذي دفعته الحكومة الليبية مقابل العبارة، بالإضافة إلى القرض البالغ 7 ملايين دولار الذي لم تسدده «أفريمبيكس» أبدًا.

واستمرت الانقسامات على الأرض في ليبيا، وفي العام 2019 بدأت مجموعة أخرى من المسؤولين في الجدل بأنهم كانوا في الواقع الخلفاء الشرعيين لـ«لايكو» التي أقرضت الأموال، وكتب هؤلاء المسؤولون إلى المسؤولين البلجيكيين يحذرونهم من «منتحلي صفة» إدارة الشركات التي كانت تحاول «نهب الأموال الليبية في الخارج».

ووسط الفوضى، أبرمت صفقة الاستحواذ من «لايكو» على شركة «أفريمبيكس»، وحصل أبوقيلة على دفعة أخيرة وهي 450 ألف يورو كتعويض عن الرواتب غير المدفوعة والمكافآت المستحقة له، وليس من الواضح المبلغ الذي جرى دفعه مقابل أسهم «أفريمبيكس».

أظهر اتفاق مبكر أنه كان من المفترض أيضًا أن تستحوذ محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار على عبارة فريتاون، التي كانت مملوكة من قبل شركة «المحيط» التي يسيطر عليها أبوقيلة، لكن ليس من الواضح كيف نجح ذلك في الترتيب النهائي، واليوم يجرى تشغيل العبارتين من قبل شركة «أفريمبيكس» المسجلة في سيراليون، والتي تمتلكها في نهاية المطاف «لايكو»، رغم أن هيكل الملكية الدقيق للعبارات غير واضح.

ويختتم تقرير منظمة مكافحة الجريمة المنظمة والفساد بالإشارة إلى سوء حالة العبارتين، وتعطلهما في حوادث عدة، وخروج إحداهما عن العمل حتى تحول إلى مسكن عشوائي في عاصمة سيراليون.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
بعد حادث أوباري.. «يونيسف» تدعو إلى زيادة الإنفاق على تطهير مخلفات الحرب
بعد حادث أوباري.. «يونيسف» تدعو إلى زيادة الإنفاق على تطهير ...
بالصور.. إصلاح أعطال الكهرباء في درنة
بالصور.. إصلاح أعطال الكهرباء في درنة
الكبير يبحث مع فريق بنك «نيويورك ميلون» مكافحة غسل الأموال
الكبير يبحث مع فريق بنك «نيويورك ميلون» مكافحة غسل الأموال
أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الدينار في السوق الرسمية (الأربعاء 24 أبريل 2024)
أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الدينار في السوق الرسمية ...
بالصور.. تسليم أمصال العقارب في المنطقة الجنوبية
بالصور.. تسليم أمصال العقارب في المنطقة الجنوبية
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم