روت رئيسة رابطة الإيطاليين العائدين من ليبيا فرانشيسكا برينا ريكوتي كواليس زيارتها الأخيرة إلى ليبيا، حيث شملت الجولة العاصمة طرابلس وأيضا مدينة لبدة الكبرى الأثرية الواقعة على بعد ثلاثة كيلومترات شرق مدينة الخمس.

وقالت برينا ريكوتي إن الرابطة تريد أن تقدم نفسها كجسر بين ثقافتين، وأن تلعب دور الوسيط والكاشف للعادات واللغة والأماكن، مشيرة إلى أن زيارتها طرابلس تهدف لإطلاق العديد من أوجه التعاون بين إيطاليا وليبيا على المستوى الثقافي والاقتصادي، حسب حديثها إلى وكالة الأنباء الإيطالية «نوفا».

طاقة جميلة
وأشادت رئيسة الرابطة بتعامل الليبيين معها خلال تجولها في لبدة الكبرى، قائلة «ما أدهشني قبل كل شيء هو الهدوء الذي تمكنت به من السير في الشوارع.. بالطبع لاحقتني بعض النظرات لأنه لا يوجد الكثير من الغربيين والأجانب الذين يزورون المكان، لكنهم (الليبيين) كانوا جميعا ودودين للغاية ولطفاء للغاية ومنفتحين».

وتابعت أنه «كان هناك الكثير من الملاعب على الواجهة البحرية، والأطفال يلعبون في الساحة بعد الظهر، والكثير من أعمال الترميم، وافتتاح النادي.. هناك طاقة جميلة.. الناس يريدون البدء من جديد»، مشيرة إلى أن المواقع الأثرية في لبدة جرى تطويرها قريبا، إلا أن الطريق الرابط إليها من طرابلس يحتاج إلى الصيانة، لكنها تعيد التأكيد على وجود «طاقة إيجابية للعودة والبناء والبدء من جديد».

جسر للتواصل
وترى ريكوتي أن رابطتها يمكن أن تكون جسرا للتواصل بين إيطاليا وليبيا وتتوسط بين ثقافتين مختلفتين لكن قريبين، مضيفة: «نريد أن نقدم أنفسنا كخطاف وجسر بين ثقافتين، معززة بثقافة مشتركة، والقدرة على التوسط.. لطالما حافظنا على اهتمامنا وحبنا لليبيا، وكنا متعاطفين ومهتمين بأوضاعهم.. لقد اضطروا إلى القتال لأكثر من عشر سنوات ويحاولون الآن إعادة بناء الاستقرار».

وتابعت: «في هذا الصدد، نود أن نجعل كل معارفنا متاحة من حيث التدريب والتوجيه، إذا كانت هناك حاجة، كما يحدث بالفعل، لأي شخص قادم إلى إيطاليا من ليبيا، فيمكننا توجيهه إلى داخل البيروقراطية والمؤسسات الإيطالية».

يشار إلى صدور قرار في أكتوبر العام 1970 بإعادة الإيطاليين الموجودين في ليبيا إلى موطنهم وكان عددهم يتراوح بين 20 و30 ألف شخص، وذلك بعد نحو 60 عاما من بدء الاحتلال الإيطالي لليبيا، وسمي اليوم الذي غادر فيه آخر إيطالي البلاد، وهو السابع من أكتوبر من نفس عام صدور القرار، «يوم الثأر»، وأصبح من الأعياد الوطنية إبان النظام السابق.