حذرت خبيرة إيطالية من احتمالية حدوث «تداعيات مرتفعة للغاية» على ليبيا بسبب «تونس غير المستقرة»، منتقدة تقاعس الدول الأوروبية وعدم قدرتها على فرض نفسها «كلاعب استراتيجي» في منطقة شمال أفريقيا.
وقالت أستاذة التاريخ المعاصر لشمال أفريقيا والشرق الأوسط في جامعة سابينزا بروما والزميلة غير المقيمة في المجلس الأطلسي، أليسيا ملكانجي، «إن احتمالية حدوث تداعيات على ليبيا من تونس غير المستقرة مرتفعة للغاية، لذا علينا الاستعداد». منبهة إلى أن «تونس ليست سوى قمة جبل الجليد، حيث لا تزال منطقة شمال أفريقيا والساحل تعيش في بحر من عدم الاستقرار العميق».
ورأت ملكانجي أنه «في حال كان بمقدور إيطاليا أن تكون رائدة داخل الاتحاد الأوروبي فهذا يعني أنه يجب حث واشنطن على دعم تونس اقتصاديا، لا سيما إذا تأخرت قروض صندوق النقد الدولي، مع دفع الرئيس التونسي ليكون أكثر شمولا ويوسع قاعدة الإجماع مع تطوير خطة إقليمية أوسع للمصالحة السياسية وتنفيذ حقوق الإنسان والتعاون الاقتصادي والتنمية الاجتماعية والاقتصادية».
تدخل استراتيجي في أفريقيا
وبشأن ما إن كانت «خطة ماتي» مرشحة لتكون التدخل الاستراتيجي لأفريقيا منذ سقوط معمر القذافي وما بعده، اعتبرت الخبيرة الإيطاليها أنها «بالتأكيد مشروع طموح للغاية، حيث تجد أيضا دعما من واقع ريادة الأعمال المهم»، مشيرة إلى دور الطاقة الذي تلعبه شركة «إيني» الإيطالية في كل من ليبيا وبشكل عام حتى مصر.
- تقارير مخابراتية إيطالية: 680 ألف مهاجر في ليبيا
- شاهد: البحرية الإيطالية تتدخل لإنقاذ 1300 مهاجر وسط البحر المتوسط
- ميلوني تتعهد بسياسة حازمة ضد «تجار البشر» لمكافحة الهجرة
وأضافت ملكانجي أنه «يمكن لخطة ماتي أن تؤتي ثمارها، لأنه يُنظر إليها على أنها نقطة تحول فيما يتعلق بحالات الطوارئ التي تمر بها العديد من البلدان»، لافتا إلى أن تفاقم قضية الهجرة في تونس يعود إلى «فشل بعض الشراكات الأورومتوسطية التي لم تؤد إلى أشكال فعالة من التعاون الملموس».
ليبيا مثال على الفشل الأوروبي
وأكدت الخبيرة الإيطالية أن إيطاليا مرشحة مع «خطة ماتي» لتصبح نقطة مرجعية مهمة لتونس وبلدان شمال أفريقيا، في حال تمكن من الاستفادة من التقاعس الأوروبي وعدم نجاح أوروبا «لفترة طويلة في فرض نفسها كلاعب جيوسياسي» في منطقة شمال أفريقيا.
وأوضحت الخبيرة الإيطالية السبب في ذلك إلى أن أوروبا «كانت غير موحدة داخلياً بسبب التنافس وأيضًا بسبب التصور المختلف للمخاطر والفرص»، مدللة على ذلك بأن «الحالة الليبية مثال على ذلك، حيث كانت هناك سلسلة من الإجراءات التي لم تسفر عن نتائج. كما انعكس غياب الرؤية الجيوسياسية على العمل الملموس».
تعليقات