تحدث رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط فرحات بن قدارة، عن ملابسات تعيينه في منصب بالمؤسسة، وهي المورد الرئيس للدولة الليبية، كما قال إن سلفه مصطفى صنع الله «كانت لديه مشاكل مع الحكومة ومصرف ليبيا المركزي».

صفقة بين الدبيبة وحفتر
وعُيِّن بن قدارة رئيسًا لمجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط في صيف العام 2022، خلفًا لصنع الله الذي خدم في المنصب لفترة طويلة، ونقلت جريدة «فايننشال تايمز» البريطانية في تقرير اليوم الأحد، عن محللين قولهم إن تعيين بن قدارة «كان جزءًا من صفقة توسطت فيها الإمارات بين حفتر والدبيبة اللذين يريدان الآن البقاء في السلطة» في إشارة إلى رئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة عبدالحميد الدبيبة وقائد قوات القيادة العامة المشير خليفة حفتر.

وقبل تعيينه على رأس المؤسسة الوطنية للنفط، كان بن قدارة مقيمًا سابقًا في الإمارات، حيث كان يدير بنكًا مملوكًا بشكل مشترك للإمارات وليبيا والجزائر، وفق «فايننشال تايمز».

- «بن قدارة» يكشف عن خطط لجعل ليبيا أكثر «جاذبية للمستثمرين الدوليين»

وذكرت الجريدة البريطانية أن صنع الله أخبرها عند عزله، أن الدبيبة ليس لديه سلطة لإقالته وأن «رجالًا ملثمين ومسلحين» شقوا طريقهم إلى مقر المؤسسة الوطنية للنفط للتحضير لتسليم بن قدارة رئاسة المؤسسة.

لكن بن قدارة نفى في تصريح نقلته «فايننشال تايمز»، علمه بالغارة المزعومة أو شروط أي صفقة بين الدبيبة وحفتر. وقال: إنه تولى منصبه « حسب التعيين الحكومي».

وأضاف أن سلفه ربما كان شديد المواجهة. حيث قال «شخصية صنع الله كانت... مواجهة الناس، الأمر الذي خلق توترات مع حفتر ومع الحكومة». لافتًا إلى أن «المصرف المركزي لم يكن يدعمه (صنع الله) لأنه يعاني من مشاكل مع البنك المركزي أيضًا».

وأشارت «فايننشال تايمز» إلى أن «معظم الدبلوماسيين ينسبون الفضل إلى صنع الله في إبقاء المؤسسة الوطنية للنفط فوق الصراع السياسي». ولم يتسن الوصول الى صنع الله للتعليق.

بن قدارة ضامن للتفاهم بين الدبيبة وحفتر
وقال رئيس مكتب ليبيا للاستشارات محمد الجارح، إن بن قدارة كان «الضامن لأي تفاهم يجري التوصل إليه بين الجانبين». وأضاف أنه «كجزء من هذا الترتيب، فإن عناصر القوات التابعة للقيادة العامة يتلقون الآن رواتب منتظمة من الحكومة التي تتخذ من طرابلس مقراً لها مقابل السماح بتدفق النفط».