Atwasat

تحدث عن «الأقلية المُعطِلة» وشروط الترشح والمجموعات المسلحة.. باتيلي يدعو إلى تهيئة الظروف في ليبيا لإجراء الانتخابات

القاهرة - بوابة الوسط السبت 25 مارس 2023, 02:16 مساء
WTV_Frequency

دعا الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا، عبدالله باتيلي، إلى تهيئة الظروف في ليبيا بشكل لا يبقي «المسألة الانتخابية»، في أيدي من وصفها بـ«الأقلية المُعطِلة»، مبينا أن هناك «وضعا مثيرا للقلق يجب حله أيضا لإجراء الاقتراع»، وهو لم يأخذ حقه من النقاش الانتخابي بعد.

وخلافا لما وقع في ديسمبر 2021، حين جرى تعطيل إجراء الانتخابات، يعتقد باتيلي في مقابلة مع قناة «فرانس 24» والإذاعة الفرنسية الدولية، مساء الجمعة، أن معظم اللاعبين الليبيين مصممون ويريدون الذهاب إلى الانتخابات، لكنه استطرد قائلا: «لا يوجد سوى عدد قليل من القادة في مناصب سيادية لا يريدونها أو على الأقل يتباطؤون»، ودعا إلى تهيئة الظروف بحيث لا تبقى المسألة الانتخابية في أيدي هذه «الأقلية المُعطِلة».

مسائل مهمة بحاجة إلى حل
وأشار باتيلي إلى مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة اللذين لم ينجحا لمدة عام في الاتفاق على أسس دستورية وعلى قوانين الانتخابات، وبعدما قدما في الآونة الأخيرة مقترح التعديل الدستوري الـ13، أبدى باتيلي عدم اعتراضه الكبير عليه، ولكن المبعوث الأممي أوضح أن هناك مسائل أخرى مهمة لا تزال بحاجة إلى حل، مثل مسألة قوانين الانتخابات، وشروط الترشح، حسب ما نقلت «فرانس برس» الناطقة باللغة الفرنسية.

وردا على اتهامات طالت باتيلي بشأن تدخله في عمل المجلسين، نفى ذلك معدّدا المسؤوليات السياسية والأخلاقية والقانونية لهما، لأن مجلسي النواب والدولة «فقدا شرعيتهما عندما انتخبا في عامي 2012 و2014 على التوالي.. ومن الواضح أن تمديد هذا الوضع المؤقت يناسبهما، لكنه لا يناسب غالبية الليبيين الذين يريدون بعد تسجيل أسمائهم بشكل كبير في القوائم الانتخابية، وأن يتم اختيار المؤسسات التي يفرزها صندوق الاقتراع».

- باتيلي يوجه رسالة لليبيين بمناسبة شهر رمضان
- باتيلي يدعو شباب ليبيا إلى تنسيق جهود الدعوة للانتخابات

أوضح أن تهيئة الظروف يجب أن تتجاوز السؤال الانتخابي من الخصومات والنقاشات الداخلية في مجلسي النواب والدولة، اللذين لا يريدان المضي قدما، بل إنها تتعلق بالمجتمع الليبي الذي سئم من هذه المجموعات من السياسيين الذين يريدون الاحتفاظ بمقاعدهم.

«الوضع الأمني في ليبيا مقلق للغاية»
وأكد مبعوث الأمم المتحدة أن ملف الانتخابات يمتد ليشمل شرائح المجتمع الأخرى التي تتدخل في هذه العملية، حيث جرى إطلاق مشاورات منذ عدة أشهر ومفاوضات مع الأحزاب السياسية والمجموعات النسائية وفئة الشباب، ولكن أيضا مع الجماعات الأمنية، مؤكدا «أن الوضع الأمني في ليبيا مقلق للغاية بوجود مؤسسات أمنية مجزأة، وميليشيات، وجماعات مسلحة ومرتزقة، فهناك وضع كامل مثير للقلق يجب حله أيضا لإجراء الانتخابات».

ورأى باتيلي أنه «حتى الآن لم يأخذ النقاش الانتخابي هذا البعد في الاعتبار، وقد بدأت بالفعل بفضل دعم اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) محادثات ومناقشات وحتى مفاوضات مع المجموعات المسلحة في الشرق والغرب، بهدف الموافقة على المشاركة في تأمين العملية الانتخابية».

زيارات خلال أيام إلى السودان وتشاد والنيجر
وكشف باتيلي عن جولة إقليمية ستقوده في الأيام القليلة المقبلة إلى بعض البلدان المجاورة لليبيا، وهي السودان وتشاد والنيجر، حيث جرى تشكيل لجنة فرعية تحت سلطة اللجنة العسكرية المشتركة، وسيكون من الضروري مناقشة مسألة المرتزقة، والجماعات المسلحة، لا سيما في المنطقة الجنوبية، مع سلطات هذه البلدان.

وبخصوص مواقف مختلف المسؤولين في شرق وغرب ليبيا من مبادرته، قال باتيلي إنه على اتصال دائم مع قائد قوات القيادة العامة المشير خليفة حفتر، «فهو مع الانتخابات ومع مبادرتي»، أما رئيس الحكومة المعتمدة من مجلس النواب فتحي باشاغا، فقد أبلغه بوضوح شديد أنه مع الانتخابات.

وأردف أن «معظم اللاعبين بما في ذلك المجلس الرئاسي الذي دعم هذه المبادرة، يتحركون في اتجاه إخراج البلاد من المأزق، لكن أولئك الذين يريدون إدامة الوضع الحالي هم الذين يريدون منع الانتخابات».

شروط الترشح ومزدوجي الجنسية
وفيما يتعلق بأزمة «شروط الترشح ومزدوجي الجنسية»، جدد باتيلي التأكيد على دعم الأمم المتحدة لانتخابات شاملة، موضحا «من غير المقبول استبعاد المرشحين من الانتخابات الرئاسية لأسباب سياسية فهذا من شأنه أن يضر بشكل خطير بالوحدة الإقليمية للبلاد».

واعتبر أن «مثل هذا الموقف من شأنه أن يقودنا ليس فقط إلى حالة الانسداد، ولكن إلى تفاقم الأزمة، والتي لها بالفعل عواقب وخيمة على جميع البلدان المجاورة لليبيا امتدادا إلى منطقة الساحل التي تعاني من تداعيات الصراع والفراغ الأمني»، قائلا إن «ليبيا سوق سلاح مفتوحة في الهواء الطلق».

تأثير الخلافات الأميركية - الروسية
وفيما يخص الخلافات الأميركية الروسية وتأثيرها على جهوده الدبلوماسية، قال باتيلي، إنه «حتى الآن بعد الجولة التي قمت بها لجميع البلدان المعنية بالأزمة الليبية يظهر أن هناك رغبة صريحة لدى الجانبين في المشاركة في حل الصراع».

وقال «ذهبت إلى جميع الدول المجاورة، بالإضافة إلى تركيا وقطر والإمارات العربية المتحدة ومصر والجزائر والمغرب وتونس بالطبع، وأيضا إلى جميع الدول الأوروبية بما في ذلك إيطاليا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا، وأنا ذاهب إلى موسكو».

رسالة باتيلي إلى البلدان المعنية
وكانت الرسالة التي وجهها المبعوث الأممي إلى كل هذه البلدان، هي أن الجميع معني بما يحدث في ليبيا، لكن «من المهم أن نمنح الشعب الليبي الفرصة لصناعة مصيره من خلال انتخابات حرة وديمقراطية وشفافة»، وفق تعبيره.

وخرج باتيلي بإجماع من تلك الدول بأن إطالة أمد هذه الأزمة يحمل بذور مشكلات أخرى ليس فقط في إفريقيا بل في منطقة البحر الأبيض المتوسط بأكملها، داعيا إلى إنهاء هذا الوضع قبل أن تأخذ الأزمة أبعادا دولية جديدة.

باتيلي خلال مقابلة مع قناة «فرانس 24». 24 مارس 2023 (صورة مثبتة من فيديو)
باتيلي خلال مقابلة مع قناة «فرانس 24». 24 مارس 2023 (صورة مثبتة من فيديو)
باتيلي خلال مقابلة مع قناة «فرانس 24». 24 مارس 2023 (صورة مثبتة من فيديو)
باتيلي خلال مقابلة مع قناة «فرانس 24». 24 مارس 2023 (صورة مثبتة من فيديو)

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
8250 طالباً ليبياً يسجلون في مبادرة «تحدي القراءة العربي»
8250 طالباً ليبياً يسجلون في مبادرة «تحدي القراءة العربي»
عناصر القوة العسكرية المشتركة تصل بوابة رأس اجدير (صور)
عناصر القوة العسكرية المشتركة تصل بوابة رأس اجدير (صور)
«كتلة التوافق الوطني» بمجلس الدولة تتقدم ببلاغ ضد بن قدارة.. وتطالب بالتحقيق في «تضارب مصالح»
«كتلة التوافق الوطني» بمجلس الدولة تتقدم ببلاغ ضد بن قدارة.. ...
في اجتماعها الأول بالعسة.. الغرفة المشتركة تبدأ توزيع المهام الأمنية على الحدود مع تونس
في اجتماعها الأول بالعسة.. الغرفة المشتركة تبدأ توزيع المهام ...
بعد سجال الدبيبة والكبير.. «بوابة الوسط» تستكشف حقيقة تصفير الدين العام
بعد سجال الدبيبة والكبير.. «بوابة الوسط» تستكشف حقيقة تصفير الدين...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم