Atwasat

جدل بعد تسريبات وثائقي «الروسي شوغالي» في ليبيا

القاهرة - بوابة الوسط السبت 25 مارس 2023, 10:34 صباحا
WTV_Frequency

جدل واسع ساد المشهد الليبي هذا الأسبوع، مع عرض قناة الجزيرة الإخبارية فيلماً وثائقياًَ مصوراً عن الفريق الروسي بقيادة مكسيم شوغالي الذي أفرجت عنه حكومة الوفاق السابقة العام 2020 بعد اعتقاله في العاصمة طرابلس لمدة عام وثمانية أشهر، للاشتباه في عمله على مساعدة سيف الإسلام القذافي في هندسة عودته إلى المشهد الليبي من بوابة الانتخابات الرئاسية.

محللون قللوا من تأثير هذه التسريبات على المشهد الليبي في سياق سجال واسع بشأن الدور الروسي في الانتخابات الليبية المقررة هذا العام.

المحتجزان السابقان مكسيم شوغالي ومترجمه سمير سيفان كانا يعملان في مؤسسة الدفاع عن القيم الوطنية، وهي منظمة روسية تتخذ من موسكو مقراً لها وتعد جزءاً من مجموعة إعلامية ربطتها الحكومة الأميركية بيوفغيني بريغوجين، رجل الأعمال المقرب من الكرملين مؤسس ورئيس شركة فاغنر الروسية.

للاطلاع على العدد 383 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

خلال فترة اعتقاله، اتهمت النيابة العامة في طرابلس شوغالي وسيفان بالتدخل في الانتخابات لصالح موسكو، وجرى سجنهما إلى حين المحاكمة. لكن الشركة التي أرسلتهما إلى ليبيا ومقرها موسكو نفت الاتهامات.

لقاءات بسيف الإسلام القذافي
البرنامج الوثائقي الذي بثته «الجزيرة» سلط الضوء على تقديم الإعلام الروسي لشوغالي على أنه عالم اجتماع، وإنتاج فيلمين سينمائيين روسيين عن قصة اعتقاله في العاصمة طرابلس، فيما رصدت جريدة «وول ستريت جورنال» زيارة قام بها إلى أفغانستان، ونشرت صوراً له في كابل بعد وصوله طالبان، وتظهر تقارير سرية أن شوغالي كان يرصد الوضع الميداني والعسكري في ليبيا وينقل المعلومات إلى موسكو يومياً، لكن أبرز ما فيها سلسلة لقاءات الفريق الروسي مع سيف الإسلام القذافي، بهدف دعمه لخوض الانتخابات الرئاسية.

البرنامج حصل على ملفات سرية تضم مئات الوثائق والتقارير وعشرات المقاطع المصورة التي كانت في أجهزة شوغالي الخاصة وجرت مصادرتها يوم اعتقاله، وتكشف ما خفي من دور الفريق الروسي والمرتبطين به في المشهد الليبي وخارجه. وأظهرت الوثائق أن 3 لقاءات جرت بين الفريق الروسي وسيف الإسلام.

وحول اللقاءات مع سيف الإسلام، قال شوغالي إن نجل القذافي كان حينها غير معتقل، نافياً وجود سعي لفريقه للتأثير في الانتخابات الليبية.

من جهته كشف رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري لقناة «الجزيرة» أن اعتقال الشخصين الروسيين في 17 مايو 2019، كان بناء على معلومات مخابرتية وردت لوزارة الداخلية ومكتب النائب العام من دولة أجنبية بشأن أنشطة شوغالي، مرجحاً أن «تكون تلك الدولة الأجنبية هي الولايات المتحدة».

للاطلاع على العدد 383 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

ما فتحي باشاغا الذي كان حينها وزيراً للداخلية فقال للبرنامج إن الاعتقال قام به مكتب النائب العام الذي كان لديه كامل المعلومات عن تحركات شوغالي، وهو من أمر بالقبض عليه وعلى مساعده، وأكد باشاغا أنه لم يكن لديه معلومات كافية عن عملية الاعتقال.

فيما تحدث عضو ملتقى الحوار السياسي الليبي نزار كعوان عن تعاون استخباراتي ليبي - أميركي أفضى إلى اعتقال شوغالي.

وفي لقائه مع البرنامج الاستقصائي قال شوغالي الذي يترأس صندوق حماية القيم الوطنية في روسيا «لست رجلاً عسكرياً، وخدمت في جيش الاتحاد السوفياتي (1984 و1986)، ولا علاقة لي بالقوات الخاصة أو القوات المسلحة»، مؤكداً أنه دخل ليبيا بتأشيرة رسمية ولم يوجه له أي اتهام بشكل واضح. البرنامج بث لقطات حصرية لعملية مداهمة واعتقال شوغالي التي جرت يوم 17 مايو 2019.

وتظهر نسخة مسربة من مذكرة النيابة العامة الليبية في قضية شوغالي وفريقه، أن«مكسيم شوغالي انطولي نشط مع آخرين في العمل على الأراضي الليبية ضمن فريق روسي وقام بمهام متعددة، وضم الفريق بعض الأشخاص من بينهم سامر سعيفان، الذي يحمل الجنسيات الروسية والأردنية والبيروفية، وهو في الأصل طبيب جراح وكان المترجم الخاص لشوغالي. ودخلوا جميعاً ليبيا تحت غطاءات مختلفة».

للاطلاع على العدد 383 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

لتحقيق يشير إلى أن اسم يفغيني بريغوجين يُذكر بشكل متكرر في محضر النيابة العامة الليبية، وأشير إليه بعدة أسماء. ويوصف بأنه أحد أكبر صناع القرار في المطبخ الروسي، وارتبط اسمه بتأسيس مجموعة فاغنر. وأقر شوغالي في مقابلته مع برنامج الجزيرة بمعرفته الشخصية بمؤسس فاغنر يفغيني بريغوجين.

وعرض البرنامج الاستقصائي لقطات بثت لأول مرة تتعلق بتسليم شوغالي ومساعده إلى سلطات بلديهما من قبل السلطات الليبية بطرابلس يوم 20 ديسمبر 2020. وجرت عملية التسليم في مطار معيتيقة.

حراك سياسي واسع
وتساءل متتبعون للشأن الليبي عن سبب وتوقيت هذا التسريب، وما حمله من أخبار تذاع للمرة الأولى، ويقول المحلل بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة جلال حرشاوي لـ«الوسط» إن «هذه التسريبات ليست بريئة أو صدفة»، رابطاً بين «زيارة مدير وكالة المخابرات المركزية بيرنز إلى قطر في يناير الماضي»، وقال «بعض الليبيين لا يريدون لأميركا أن تنسى أن روسيا لا تزال في ليبيا».

بث الفيلم الوثائقي يرافق حراكاً سياسياً واسعاً بعد طرح المبعوث الأممي عبدالله باتيلي خطته التي تقدم مقترحاً بترتيبات جديدة لعقد انتخابات في ليبيا العام 2023، في وقت يطرح فيه اسم سيف الإسلام كمرشح للرئاسة الليبية.

يقول الخبير غير المقيم بالمجلس الروسي للشؤون الدولية كيريل سيمينوف في تصريح إلى «الوسط»: «رسالة الوثائقي ليست إلى روسيا، هذه محاولة لجذب انتباه الدول الأخرى المهتمة، وربما يكون هذا تذكير بأن موسكو قد تحاول التدخل في الانتخابات الليبية، ومعلوم أن بعض الكيانات الروسية اتهمت بالتدخل في الانتخابات في بعض الدول الأفريقية».

وأفرد البرنامج الوثائقي مساحة لعلاقة شوغالي بسيف الإسلام القذافي والاتهامات بالتأثير الروسي على الانتخابات الليبية التي كان مقرراً أن تعقد بعد ملتقى غدامس العام 2019، وتظهر الوثائق أن 3 لقاءات جرت بين الفريق الروسي وسيف الإسلام. إلا أن شوغالي الذي نفى أي دور سياسي وأمني له خارج حدود بلاده وقال للقناة القطرية إن «سيف الإسلام كان حراً وغير معتقل في هذه الفترة»، مشيراً إلى أن ما أجراه كان «دارسة وضع، لكن التأثير على الانتخابات باستثمار الأموال لصالح أحد المرشحين، والتأثير على المواطنين للتصويت لصالحه، ذلك كله لم يحدث ولم يستطع أحد إثباته، لم تكن أي اتهامات أو اختراق للقانون».

وحسب وثائق قيل أنها كانت بحوزة المحتجز الروسي السابق لم يجر التأكد من صحتها، فإن التنسيق جرى أعلى المستويات بين موسكو وسيف الإسلام، مشيراً إلى أن سيف الإسلام أرسل قائمة إلى روسيا بأسماء القادة الميدانيين الذين يدعمونه على الأرض. وحسب تلك الوثائق فإن «سيف الإسلام يرى في حفتر تهديداً رئيسياً له، مشيرا إلى «اجتماعات متكررة أجراها المحتجز الروسي السابق مع زعماء قبائل مقربة من سيف الإسلام».

الخبير الروسي استبعد أن تكون موسكو مستعدة لدعم سيف الإسلام القذافي بشكل لا لبس فيه. وقال سيمينوف «يعتمد التقييم الروسي للانتخابات المقبلة على أي من السياسيين الليبيين سيكون له أقوى موقف قبل الانتخابات؟ وأي منهم سيكون على استعداد للتعاون مع موسكو»، ورأى أن «قائمة موسكو المفضلة في ليبيا أوسع بكثير من القذافي الابن وحده»، وقال إن «سياسة روسيا في ليبيا تخرج أخيراً من المنطقة الرمادية».

أيضاً فتحت هذه التفاصيل التي أذيعت لأول مرة الباب أمام تساؤلات حول الوجود الروسي في ليبيا من خلال فاغنر. لكن الخبير الروسي قال:«إذ كان الهدف هو فاغنر، سيكون من الممكن عمل فيلم مباشر عنها وليس عن شوغالي»، فيما لكن اعتبر حرشاوي أن «هذه التفاصيل لن تغير قواعد اللعبة اليوم».

وخلال الشهرين الأخيرين تزايدت بشكل لافت زيارات الوفود الرسمية الأميركية إلى ليبيا بعد فرض البيت الأبيض عقوبات على مجموعة «فاغنر» الروسية، وتصنيفها «منظمة إجرامية دولية». فيما تعتقد تقديرات غربية أن نحو ألف فرد من مقاتلي فاغنر حاربوا إلى جانب قوات القيادة العامة في الفترة من 2019 إلى 2020.

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
بعد سجال الدبيبة والكبير.. «بوابة الوسط» تستكشف حقيقة تصفير الدين العام
بعد سجال الدبيبة والكبير.. «بوابة الوسط» تستكشف حقيقة تصفير الدين...
ضبط شخص يبيع أسطوانات غاز الطهي في السوق السوداء بالبيضاء
ضبط شخص يبيع أسطوانات غاز الطهي في السوق السوداء بالبيضاء
حالة الطقس في ليبيا (الخميس 28 مارس 2024)
حالة الطقس في ليبيا (الخميس 28 مارس 2024)
«الأرصاد» يحذر من رياح نشطة على الساحل من درنة إلى طبرق
«الأرصاد» يحذر من رياح نشطة على الساحل من درنة إلى طبرق
السوق الرسمية: ارتفاع الإسترليني أمام الدينار
السوق الرسمية: ارتفاع الإسترليني أمام الدينار
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم