قال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو إن القاهرة «لديها مخاوف أمنية تجاه إشكالية الاستقرار في ليبيا»، مبينا أن «تركيا ومصر ليستا دولتين متنافستين على الساحة الليبية».
وعقب ختام زيارته إلى القاهرة التي أجراها السبت الماضي، نقلت وكالة أنباء الأناضول التركية عن أوغلو القول إن «مصر راعت مصالح تركيا عندما أبرمت اتفاقيات بحرية مع اليونان».
ويوم السبت الماضي، التقى وزير الخارجية المصري سامح شكري نظيره التركي مولود تشاوش أوغلو في القاهرة في أول زيارة لمسؤول تركي رفيع المستوى لمصر بعد عقد من العلاقات المتوترة بين البلدين. وقال تشاوش أوغلو، إنه يجرى حاليا التنسيق لعقد لقاء بين الرئيسين عبدالفتاح السيسي ورجب طيب إردوغان وذلك في مؤتمر صحفي مشترك بالقاهرة.
وعن موقف مصر حيال اتفاقية التنقيب عن الهيدروكربون في شرق المتوسط، قال: «هذه ليست مشكلة، كل دولة تعقد اتفاقيات هيدروكربونية مع دولة أخرى». وتابع «مصر تعترض حاليا على هذه الاتفاقية بدعوى أن الحكومة الحالية في ليبيا لا يمكنها توقيع اتفاقيات لأن ولايتها انتهت ولم تعد شرعية. ولم تقل إن الاتفاقية الموقعة كانت ضدها».
تشاوش أوغلو: وجودنا في ليبيا لا يشكل خطرا على مصر
وأردف: «القضية التي لا ترتاح لها مصر، هي وجودنا في ليبيا. ونحن نقول منذ البداية إن وجودنا هناك لا يشكل خطرا على مصر، وإن هذا الوجود جاء بناء على دعوة من الحكومة الشرعية في ذلك اليوم، واستمر بناءً على رغبة الحكومات اللاحقة، ونصرح دائما بأن الوجود التركي ليس له أي آثار سلبية على مصر».
وذكر الوزير التركي أن «أنقرة والقاهرة اتفقتا على مواصلة التشاور والتعاون الوثيق بشأن ليبيا»، مبينا أن «مصر ترى أن الوجود التركي في ليبيا أو التعاون العسكري بين الجانبين لا يشكل تهديدا لها». وتابع: «نتفق على أنه يجب علينا العمل معا من أجل استقرار ليبيا. وسنكثف مشاوراتنا حول هذا الموضوع». وأكد تشاوش أوغلو أن مصر ستكون مستفيدة كثيرا في حال جرى إبرام اتفاقية الصلاحية البحرية بين أنقرة والقاهرة مستقبلا.
مصر وتركيا.. والملف الليبي
وتبلور الخلاف بين مصر وتركيا حول الملف الليبي بشكل واضح منذ نوفمبر 2018، حين وقعت أنقرة اتفاقية «الصلاحيات البحرية» مع حكومة الوفاق الليبية السابقة برئاسة فائز السراج، وفي أكتوبر الماضي، رفضت مصر واليونان توقيع حكومة الوحدة الوطنية مذكرتي تفاهم مع تركيا في مجال الموارد الهيدروكربونية، للقيام بالاستكشاف والتنقيب عن الغاز والنفط. وتبدي القاهرة، وفق مراقبين، قلقًا كبيرًا من النفوذ الذي تحظى به تركيا في غرب ليبيا منذ دعمها العسكري لحكومة الوفاق في صد هجوم قوات «القيادة العامة» على العاصمة طرابلس في 2019، فيما عرف بحرب العاصمة طرابلس.
تعليقات