قال سفير الولايات المتحدة ومبعوثها إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، إنه «إذا كان رئيس الوزراء سيترشح فعليه أن يترك الحكومة من أجل أن يترشح، وينبغي أن تكون هناك اتفاقات تتعلق بتنظيم الانتخابات بشكلٍ نزيه، وهذا أمر يقرره الليبيون»، مشيرًا إلى أنه من الممكن إجراء الانتخابات في ليبيا خلال العام الجاري.

جاء تصريح نورلاند ردًا على سؤال خلال لقاء مع قناة «الجزيرة مباشر»، مساء اليوم الخميس، بشأن وجود حكومتين في ليبيا، وما إذا كان يعتقد ضرورة أن ترحل الحكومتان وتأتي حكومة جديدة، أم تستمر حكومة الدبيبة لإدارة الانتخابات.

وتابع السفير الأميركي: «الحديث عن حكومة جديدة قد يشتت الأنظار أو يُسبب بلبلة فيما يتعلق بالانتخابات، وتركيزنا ينبغي أن ينصب على حشد أو الاستفادة مما جرى الاتفاق عليه من قبل الأطراف بشأن الأطر القانونية والدستورية والتي بالضرورة ستُفضي إلى انتخابات ناجحة ونزيهة».

نورلاند: لسنا نحن من نحدد المعايير التي يترشح على أساسها الليبيون
وقال: «لسنا نحن من نحدد المعايير التي يترشح على أساسها الليبيون، ولكن نتذكر الانتخابات التي كان مزمعًا تنظيمها في 24 ديسمبر 2021، ونتذكر أن كل المرشحين تخلوا عن مناصبهم، وطبعًا هناك منطق في هذا الطرح، ولكن في نهاية المطاف الليبيون من يقررون ذلك».

وأردف: «لا نعتقد أن الوضع الراهن قابل للاستدامة أو البقاء ورأينا في السابق جهودًا لتغيير الوضع بالقوة العسكرية وكان ذلك كارثيًا على ليبيا والليبيين، ولذلك أعتقد أن الليبيين هم من سيهيئون المشهد لتمكين كل الجهات من الجلوس على طاولة المفاوضات للتوصل إلى حلٍ، والتركيز ينبغي أن ينصب على هؤلاء الأطراف من أجل الاتفاق على الإطار الخاص بعملية الانتخابات لتنفيذ استحقاق بشكل آمن».

وأضاف نورلاند أن مبادرة المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي «جاءت بعد مشاورات مُعمّقة مع السياسيين الليبيين والأطراف الدولية»، لافتاً إلى أنّها «تقوم على تحشيد الجهود الدولية وجمع الأطراف الفاعلة لإجراء الانتخابات».

وشدّد المبعوث الأميركي على أهمية الوصول لتوافق على قاعدة دستورية لإجراء انتخابات «يحترم نتائجها الفائز والخاسرون»، مؤكدًا «ما من حل خارجي يمكن فرضه على الليبيين»، قائلاً «الشعب الليبي وحده له الحق في تحديد معايير الترشح بالانتخابات الرئاسية».

وتحدّث نورلاند عن مجموعة «فاغنر»، معتبرًا أنها تسببت في «زعزعة الاستقرار» وأن «الليبيين يرغبون في خروجهم من البلاد».

- نورلاند يحث الأطراف السياسية على الاستماع إلى ملاحظات باتيلي وكسر الجمود

نورلاند: هذه المرحلة فرصة غير مسبوقة في ليبيا
وتابع: «هذه المرحلة فرصة غير مسبوقة في ليبيا بعد عقد من القلاقل والاضطرابات»، لافتاً إلى أن «هذه العملية (مبادرة باتيلي) تطورت على الصعيد الخارجي، والذي شارك فيه شركاء مهمون، وكذلك على الصعيد الداخلي والذي شاركت فيها قيادات ليبية والشعب الليبي».

نورلاند: مبادرة باتيلي «جاءت بعد مشاورات معمقة وحظيت بدعم غير مسبوق في مجلس الأمن»
وأشار نورلاند، في هذا الصدد، إلى الاجتماع الذي عُقد في واشنطن، والذي سبق مبادرة باتيلي التي «جاءت بعد مشاورات معمقة وحظيت بدعم وتبني غير مسبوق في مجلس الأمن أمس عندما اتفق 15 عضوًا على النص المقدم من المبعوث الأممي».

ولفت إلى تحوّل التركيز على المسار الداخلي «مع فهم واضح أنه ما من حلٍ خارجي يمكن أن يفرض على الليبيين، بل الحل والقرارات ينبغي أن تُتخذ من قِبل الشعب الليبي، وإذا ما سمحتَ لي أريد القول إنه كان هناك تقدم ملحوظ على الصعيد الداخلي أساسًا من خلال المباحثات التي قادها عقيلة والمشري برعاية واستضافة الشركاء المصريين، والذي أفضى إلى تقدّمٍ على الصعيدين القانوني والدستوري الخاص بتنظيم الانتخابات، وهذا سد الهوة بشأن 10% من القضايا العالقة»

وتحدّث عن «استخدام الدبلوماسية لجمع الأطراف الرئيسة معًا من أجل التوصل إلى فهم سياسي يسمح بإجراء الانتخابات وتنظيمها في بيئة آمنة تُحترم فيها نتائج الانتخابات من قِبل الفائزين والخاسرين»، منوهًا بأن «إيرادات النفط يمكن أن تُوضع لخدمة المواطنين الليبيين وبشكل متساوٍ».

وفي السابع والعشرين من فبراير الماضي، طرح المبعوث الأممي أمام مجلس الأمن الدولي مبادرةً تركز على إمكانية وضع خارطة طريق واضحة للوصول إلى الانتخابات في منتصف يونيو المقبل، لإجراء الاقتراع في نهاية 2023. كما تعتمد على تهيئة المساريْن الأمني والعسكري، بما يضمن سلامة الأجواء المحيطة بالانتخابات