Atwasat

نص كلمة باتيلي عن تشكيل فريق رفيع المستوى يجهز للانتخابات

القاهرة - بوابة الوسط السبت 11 مارس 2023, 06:20 مساء
WTV_Frequency

نشرت بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا نص كلمة المبعوث الأممي عبدالله باتيلي بشأن تشكيل لجنة رفيعة المستوى خاصة بالتحضير للانتخابات الليبية خلال العام الجاري.

وأكّد باتيلي أن إعطاء الشعب الليبي فرصة اختيار قادته من خلال صناديق الاقتراع هو السبيل نحو السلام والاستقرار، مشددًا على أن الانتخابات ضرورية لاستعادة وإعادة بناء المؤسسات العامة الشرعية.

ونوّه بأن الفريق رفيع المستوى أو اللجنة «طريقة جديدة لضمان ملكية وطنية أوسع للعملية الانتخابية من قبل المواطنين الليبيين من مختلف مناحي الحياة بما يتجاوز مجموعة صغيرة من الجهات التشريعية (أي المجلسين؛ مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة)».

نص الكلمة:
الإخوة والأخوات من النساء والرجال والفتيان والفتيات في هذا البلد المتنوع والجميل، ليبيا

السلام عليكم!

شكراً لكم على حضوركم هذا اليوم.

بصفتي رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، فوضني مجلس الأمن تولي المساعي الحميدة للأمين العام.

وهذا يعني المبادرة بالقيام بكل ما يهدف إلى الجمع بين الأطراف الليبية لتمكينها من تجاوز الجمود الراهن وقيادة البلاد إلى الانتخابات.

إن إعطاء الشعب الليبي فرصة اختيار قادته من خلال صناديق الاقتراع هو بلا شك السبيل نحو السلام والاستقرار والازدهار في البلاد. والانتخابات ضرورية لاستعادة وإعادة بناء المؤسسات العامة الشرعية التي تمثل الشعب الليبي وتخدمه.

إن الترتيبات المؤقتة المتتالية والحكومات الانتقالية المستمرة إلى ما لا نهاية والأجسام التشريعية التي انتهت ولايتها هي سبب عدم الاستقرار الذي يُعرّض مستقبل هذا البلد للخطر.

إن إطالة أمد هذا الوضع لن يؤدي إلا إلى استمرار الانهيار الاقتصادي والاضطرابات السياسية والاجتماعية، وتفاقم حالة انعدام الأمن. وكل ذلك سيؤدي في نهاية المطاف إلى تقويض سلامة أراضي ليبيا ووحدة شعبها.

منذ وصولي إلى ليبيا في أكتوبر من العام الماضي، ومن مقر عملي في طرابلس، أجريت مشاورات مكثفة مع مجموعة واسعة من الليبيين، بمن فيهم رؤساء جميع المؤسسات ذات الصلة، والقادة السياسيين، والجهات الأمنية، والنساء، والشباب، والأعيان، والمرشحين البرلمانيين والرئاسيين. وسافرت برفقة العاملين في فريقي، إلى عدة مدن وبلدات في شرق ليبيا وجنوبها وغربها ووسطها للاطلاع على الوضع عن كثب والاستماع إلى آراء الليبيين من مختلف الأطياف السياسية والاجتماعية حول التحديات التي تواجه البلاد وعامة الناس، وكيفية إيجاد مخرج للانسداد السياسي الحالي.

كما زرتُ عواصم إقليمية أجريت فيها مشاورات مفيدة للغاية مع مسؤولين حكوميين في القاهرة وتونس والجزائر والرباط والدوحة وأبو ظبي وبرازافيل حيث التقيت رئيس فريق الاتحاد الأفريقي رفيع المستوى المعني بليبيا. وفي الأسابيع المقبلة، سأذهب إلى السودان وتشاد والنيجر، جيران ليبيا من الجنوب.

وتشاورت أيضاً مع شركاء ليبيا الدوليين الرئيسيين في كل من طرابلس وعواصمهم، بما في ذلك أنقرة وروما وباريس ولندن وبرلين وموسكو وواشنطن.

إن الأبعاد الإقليمية والدولية للأزمة الليبية واضحة للجميع ولكل من يتدبرها.

وقد نقلت إلى جميع الأطراف الفاعلة الخارجية رسالة واحدة متسقة، وهي أن يتحدثوا بصوت واحد وأن يعملوا وفقاً لذلك لمساعدة الأمم المتحدة على دعم الحوار الليبي – الليبي لإنهاء الانسداد الحالي والاستجابة لنداء الشعب الليبي الذي عبّر من خلاله على نطاق واسع، وفي جميع أنحاء البلاد، عن تطلعاته نحو الانتخابات.

ففي عام 2021 تَسجّل الليبيون بأعداد كبيرة: 2.8 مليون مواطن سجلوا أسماءهم على قائمة المفوضية الوطنية العليا للانتخابات.

وكانت تلك رسالة واضحة كان ينبغي أن يسمعها القادة الحاليون للبلاد على جميع المستويات. إن تأجيل الانتخابات قبل عام من الآن شكّل خيبة أمل لمواطني ليبيا.

وخلال خمسة أشهر من المشاورات المكثفة مع هؤلاء القادة، شددتُ على الضرورة الملحة لاستكمال القاعدة الدستورية والمتطلبات القانونية الأخرى للانتخابات.

ولثلاث مرات: في أكتوبر 2022 من الرباط، وفي ديسمبر من القاهرة، وفي يناير 2023 مرة أخرى من القاهرة، أعلن رئيس مجلس النواب عقيلة صالح ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري أنهما وقعا اتفاقاً وأعلنا أنهما استكملا مناقشاتهما بشأن القضية الدستورية.

ومع ذلك، بقي الخلاف قائماً حول نقاط رئيسية كشروط الترشح لمرشحي الرئاسة. وطوال شهر فبراير، واصلتُ لقاءاتي معهما لحثهما على الانتهاء من مفاوضاتهما للاستجابة لتطلعات الشعب الليبي.

بالإضافة إلى ذلك، وجهتُ طلباً إلى جميع الأطراف الأخرى، بينهم المشير حفتر وأعضاء اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، وقادة الأحزاب السياسية، والمرشحون الرئاسيون، والقادة المدنيون والاجتماعيون والشخصيات المستقلة، لتقديم مقترحاتهم لحل الأزمة.

وأُعرب هنا عن امتناني للعدد الكبير من الليبيين الذين قدّموا لي مقترحاتهم بدافع من حسن النية والشعور العالي بالالتزام الوطني.

وقد ألهمتني الدراسة المتأنية لهذه المساهمات في إعداد مبادرتي لإحياء الحوار وتوسيعه بين الأطراف الليبية.

كما بادر المجلس الرئاسي إلى جمع القادة الليبيين في محاولة لحملهم على تسوية القضايا العالقة واستكمال ما هو مطلوب لإعادة العملية الانتخابية إلى مسارها الصحيح. وأُثني هنا على المجلس الرئاسي لجهوده وسأواصل العمل معهم كشريك رئيسي وأنا أمضي للعمل بمبادرتي.

وفي عشية الإحاطة التي قدمتُها في 27 فبراير إلى مجلس الأمن، تبنى مجلس النواب وثيقة تشريعية باسم "التعديل الثالث عشر" صادق عليها أيضاً المجلس الأعلى للدولة بعد بضعة أيام وفقاً لرئيسه. كما قرر المجلسان تكليف لجنة مشتركة من ستة أعضاء من كل من المجلسين (6+6) لمناقشة القوانين الانتخابية.

وقد لاحظتُ الوتيرة المتسارعة التي اعتمد بها مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة التعديل الثالث عشر، وأُثني عليهما لاتخاذ هذه الخطوة في الاتجاه الصحيح. أن تأتي متأخراً أفضل من ألا تأتي أبداً!

وإذا عملت لجنة (6+6) بنفس السرعة وعالجت جميع الثغرات وأوجُه القصور في التعديل الثالث عشر في إطار زمني معقول، وخرجت بالتالي بقاعدة دستورية وقانونية للانتخابات موثوقة وقابلة للتنفيذ، فإن هذا سيمثل تقدماً حقيقياً ويعيد الثقة في مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، ويمكّن المفوضية الوطنية العليا للانتخابات من المضي قدماً في الاستعدادات الفنية الضرورية، والوفاء بالموعد النهائي لإجراء الانتخابات هذا العام 2023.

ونقف، أنا وفريق بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، على أهبة الاستعداد لدعم لجنة (6+6) بأي شكل «فني، موارد بشرية، لوجستي» من أجل إنجاز مهامها.

ونحن ندعم بالفعل المفوضية الوطنية العليا للانتخابات ونعمل على زيادة تعاوننا معهم من أجل الإسراع بتنفيذ خطتهم. وقد التقيت بالفعل السيد المشري لمناقشة ذلك. وأتطلع للقاء رئيس مجلس النواب عقيلة صالح في الأيام المقبلة.

ليس هناك سبب لمزيد من التأخير. ومع الأخذ في الاعتبار شهر رمضان المبارك الذي يبدأ خلال أيام، وبحسن نية وتصميم، بالإمكان وضع خارطة طريق واضحة للانتخابات بحلول منتصف شهر يونيو. وسيضع هذا الالتزام المعلن الجديد مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة وقادتهما أمام اختبار، وسيكونون موضع مُساءلة عن أقوالهم أمام ليبيا والمجتمع الدولي.

السيدات والسادة الكرام،
جميعنا يعلم أن الانتخابات لا تتعلق فقط بالوثائق الدستورية والقانونية التي يحاول مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة الاتفاق عليها منذ أكثر من عام .. فثمة قضايا أخرى بالغة الأهمية تحتاج أيضاً إلى المعالجة من أجل إجراء الانتخابات ونجاحها.

من بين هذه القضايا الرئيسية الأساسية لإجراء الانتخابات، يمكنني أن أذكر ما يلي:
1- تحسين البيئة الأمنية:

بالنظر إلى تشظي المؤسسات الأمنية في جميع أنحاء البلاد، هناك ضرورة لإجراء حوار رفيع المستوى بين الجهات الأمنية من أجل تهيئة الظروف الآمنة اللازمة للمرشحين والناخبين خلال الانتخابات.

واستجابة لدعوة اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، فقد التزمت البعثة برعاية الحوار مع القادة الأمنيين من جميع المناطق بتيسير التوصل إلى اتفاق حول التدابير المطلوبة لضمان الأمن الانتخابي.

2- المرشحون وحريتهم في التنقل خلال الحملة الانتخابية:
لا بد من مساعدة المرشحين للانتخابات الرئاسية والتشريعية على التحرك بحرية في جميع مناطق ليبيا. ويتوجب عليهم أيضاً الالتزام بمبادئ من شأنها تمكين المنافسة الحرة والعادلة بالإضافة إلى أرضية تَنافُس متكافئة، بما في ذلك عبر الاتفاق على قبول العملية الانتخابية ونتائجها.

وسوف تُستخدم آلية الفريق رفيع المستوى لدعم الانتخابات، والتي أعلنتُ عنها، في صياغة مدونة لحسن السلوك تلتزم بها الأطراف وتوقع عليها.

إن التنافس بين المرشحين في جو أخوي واحترام متبادل بناء على برامجهم ورؤاهم للوطن لن يضمن شرعية المؤسسات فحسب، بل سيشكل علامة فارقة في المصالحة الوطنية والوحدة. ويجري بالفعل وضع حجر الأساس من خلال المبادرة المشتركة بين الاتحاد الأفريقي والمجلس الرئاسي بشأن المصالحة الوطنية والتي تدعمها البعثة.

أعتزمُ إشراك المرشحين في الانتخابات في هذا المسعى. وأتوقع منهم أن يُظهروا الحس القيادي والشعور بالمسؤولية في هذا الصدد.

3- سيتم تناول جميع القضايا السياسية والعملية الأخرى التي قد تنشأ خلال تلك المشاورات من مختلف شرائح المجتمع (النساء، الشباب، والأعيان) من خلال آليات الحوار رفيع المستوى، ومن خلال حث الأطراف السياسية على إشراكهم. وتتضمن تلك القضايا وحدة وحياد الإدارة، وآلية إنفاق حكومية عادلة وشفافة، وما إلى ذلك ...

4- إن الفريق رفيع المستوى هو طريقة جديدة لضمان ملكية وطنية أوسع للعملية الانتخابية من قبل المواطنين الليبيين من مختلف مناحي الحياة بما يتجاوز مجموعة صغيرة من الجهات التشريعية (أي المجلسين؛ مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة).

إن آلية الفريق ليست منقوشة على الحجر...

إذ سيعمل الفريق بطريقة مرنة وديناميكية. وهو مصمم بحيث تعمل الأطراف الرئيسية بشكل بنّاء حول القضايا الرئيسة لتمكين إجراء انتخابات شاملة وآمنة وسلمية وعادلة هذا العام بغية تلبية تطلعات الشعب الليبي.

ولن يتم تحديد أو تسمية الأعضاء لفريق رفيع المستوى من قبل بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا! بل ستقوم الأطراف والدوائر المعنية بالموضوعات المختلفة بتسمية من سيتحدث نيابة عنهم في سياق تحركاتي الدبلوماسية المكوكية بين الجهات الليبية الفاعلة. وسيُطلب من الأطراف على الأرض المهتمة بقضايا مختلفة التفاوض مباشرة أو من خلال ممثليهم. وستقوم البعثة بتيسير هذه المفاوضات للتوصل إلى حلول وسط.

ولا يهدف الفريق رفيع المستوى إلى توفير مناصب رسمية في مؤسسات الدولة على أي مستوى. فهدفه الوحيد هو تسهيل التوصل إلى حلول وسط بشأن القضايا الخلافية للتمكين من إجراء الانتخابات.

والخلاصة - كما تلاحظون، فإن الفريق رفيع المستوى على النحو الذي قدمته لكم لا علاقة له بأي حل «مفروض من الخارج». وهو لا يتجاوز الأطراف أو المؤسسات الليبية، بل في الحقيقة يشملهم جميعاً. إنه يضع الجهات الفاعلة الرئيسية والمؤسسات ذات الصلة في صلب الجهود المبذولة لإنهاء الركود السياسي الحالي والتغلب على الأزمة الأوسع من خلال إيجاد مسار ليبي - ليبي للانتخابات.

ويهدف إلى توسيع نطاق عملية المفاوضات مع الفاعلين الرئيسيين حول القضايا الرئيسية لتمكين وضع خارطة طريق انتخابية ذات جداول زمنية محددة لضمان إجراء انتخابات شاملة وحرة ونزيهة كشرط لنظام إداري جديد ونوعي في ليبيا. ويسعى الفريق رفيع المستوى إلى إشراك المزيد من الأطراف المعنية للمشاركة في العملية من أجل تحقيق توافق وطني أوسع. وسيفضي ذلك إلى عملية انتخابية ناجحة تُلبي بحق تطلعات الشعب الليبي.

إن مبادرتي تتماشى مع الرؤية لليبيا لأن تكون ليبيا جديدة مستقلة مسالمة مزدهرة وأرضاً للأخوّة وفاعلاً ناهضا على الساحة الإقليمية والدولية.

أحث جميع القادة الليبيين على اغتنام هذه الفرصة، والالتزام بهذه الرؤية وتلبية تطلعات شعبهم العظيم.

وأدعو جميع الأطراف الإقليمية والدولية إلى الاستفادة من هذا الزخم لتعزيز دعمهم الموحد للقادة الليبيين من أجل التزام أقوى بإنجاز القضايا التي يتمحور حولها مستقبل بلدهم.

من خلال التحدث بصوت واحد والمساعدة في الحفاظ على الوحدة الوطنية وسلامة أراضي ليبيا، سوف يساهمون في بناء شراكة مخلصة من أجل الرخاء المتبادل.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
بالصور: مائدة رحمن ليبية في أوغندا
بالصور: مائدة رحمن ليبية في أوغندا
خلال جولة.. حماد يأمر بضبط أشخاص ينفذون أعمال ردم غير شرعية في وادي بالبيضاء
خلال جولة.. حماد يأمر بضبط أشخاص ينفذون أعمال ردم غير شرعية في ...
لجنة برلمانية تناقش تأثير ضريبة الدولار على السوق الليبية
لجنة برلمانية تناقش تأثير ضريبة الدولار على السوق الليبية
الباعور يبحث الاستعدادات لعودة الرحلات التركية إلى ليبيا
الباعور يبحث الاستعدادات لعودة الرحلات التركية إلى ليبيا
مصادرة حلوى بها ألوان محظورة في البيضاء
مصادرة حلوى بها ألوان محظورة في البيضاء
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم