Atwasat

الاستهلاك الزراعي والصناعي العشوائي يهدد أمن ليبيا المائي

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 07 مارس 2023, 12:40 مساء
WTV_Frequency

أطلق البنك الأفريقي للتنمية مشروعا لتقييم وتحسين الإطار التنظيمي والقانوني والاستراتيجي لقطاع المياه في ليبيا، مستندا إلى مؤشرات صادرة عن منظمة الأغذية والزراعة تفيد بامتلاك ليبيا 105 أمتار مكعبة للفرد/ سنة من المياه المتجددة، وهو ثامن أدنى مستوى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في وقت جرى فيه تصنيف الدولة ضمن أكثر 20 دولة تعاني من الإجهاد المائي في العالم، حيث تأتي أكثر من 97% من إجمالي الموارد المستخدمة من المياه الجوفية غير المتجددة وسط تحذيرات دولية من موجات جفاف كل خمس سنوات.

ويعزز مشروع البنك الأفريقي التحكم والإدارة المستدامة لموارد المياه المتناقصة، خاصة موارد المياه الجوفية الشحيحة، حيث سيضع هذا الأساس لاستراتيجية المياه طويلة الأجل 2025-2050 وسياسة مائية جديدة. وحسب بيانات صادرة عن البنك، فإن إجمالي استهلاك الفرد الليبي للمياه يوميا يبلغ 1686 لترا، والاستهلاك الزراعي يبلغ 1332 لترا يوميا، وهو أعلى من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والمستويات العالمية البالغة 691 لترا في اليوم و477 لترا في اليوم على التوالي. في حين يبلغ الاستهلاك الصناعي في ليبيا 67 لترا في الثانية، وهو أعلى من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والمستويات العالمية عند 28 لترا في الثانية و60 لترا في الثانية على التوالي. ويهطل على 7% من البلاد فحسب نحو 100 ميلليمتر من الأمطار سنويا.

تهديد الأمن المائي في ليبيا
وقال البنك الأفريقي إن البحر الأبيض المتوسط والصحراء هما محددا التغيرات المناخية المفاجئة في ليبيا، متوقعا أن يزيد متوسط درجة الحرارة السنوية بمقدار 2 درجة مئوية في 2050، ما يؤدى إلى موجات حرارة أكثر وزيادة الجفاف والعواصف الترابية والرملية والفيضانات، إلى جانب ارتفاع مستوى التصحر.

- اعتداءات النهر الصناعي تهدد أمن ليبيا المائي
- ليبيا بين أكثر الدول تأثرا بشح المياه في العالم

وتشير التوقعات حتى العام 2040 إلى أن الإجهاد المائي في ليبيا سيزيد من تهديد الأمن المائي والاقتصاد الوطني، ووفقا للصندوق العالمي للحد من الكوارث والتعافي منها، فإن ندرة المياه يجرى تصنيفها على أنها عالية المخاطر على الدولة بأكملها، مع توقع حدوث حالات جفاف كل 5 سنوات.

وأرجعت الهيئة الأفريقية الدوافع الرئيسية لندرة المياه في ليبيا إلى محدودية الموارد المائية المتجددة المتاحة للغاية، إذ يقدر 56 ميللمترا متوسط هطول الأمطار على المدى الطويل سنويا؛ ما يؤدي إلى زيادة الاعتماد على المواد غير المتجددة، وإنهاك طبقات المياه الجوفية. إلى جانب النمو السكاني وزيادة الطلب على المياه من قبل جميع الليبيين، بمعدل مرتفع للغاية أعلى من موارد المياه المتجددة المتاحة، في حين أدى الصراع الذي طال أمده إلى تراجع قطاع المياه والاستخدام غير الفعال لمياه الري، إضافة لتعريفات المياه المدعومة بشكل كبير.

حلول لحل أزمة المياه في ليبيا
وبخصوص الحلول الموصى بها من بين تدابير أخرى هي بناء السدود للسيطرة على جريان المياه إلى البحر، وتنفيذ مشاريع محطات تحلية مياه البحر، ومعالجة مياه الصرف الصحي، والأهم من ذلك تفعيل مشروع النهر الصناعي المشروع الذي أطلق في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي.

وسبق أن حذر معهد الشرق الأوسط الأميركي من أن الصراع السياسي والجفاف يهددان مستقبل «النهر الصناعي العظيم»، الذي أنجز في الثمانينيات لنقل المياه الجوفية من الصحراء الليبية إلى شمال البلاد. ويعيش نحو 80% من الليبيين في المدن الساحلية الشمالية للبلاد، وهي المناطق الذي يتوقع أن تتعرض أكثر من غيرها لمخاطر تغير المناخ.

ويوصف مشروع النهر الصناعي العظيم بالأعجوبة الثامنة في العالم، وهو عبارة عن شبكة واسعة من خطوط الأنابيب والقنوات الجوفية التي تغطي نحو 4 آلاف كيلومتر من الجنوب الليبي إلى شماله، غير أنه اليوم مهدّد بالضياع.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
سكون سياسي في رمضان.. والقيادة تعلق المشاركة في «المصالحة»
سكون سياسي في رمضان.. والقيادة تعلق المشاركة في «المصالحة»
إطفاء حريق في نفايات قرب مستودع للغاز بالبيضاء
إطفاء حريق في نفايات قرب مستودع للغاز بالبيضاء
حالة الطقس في ليبيا (الجمعة 29 مارس 2024)
حالة الطقس في ليبيا (الجمعة 29 مارس 2024)
«الأرصاد» يحذر من رياح نشطة على الساحل من طرابلس إلى سرت
«الأرصاد» يحذر من رياح نشطة على الساحل من طرابلس إلى سرت
خلال جولة تفقدية.. النمروش يشدد على ضمان عودة الحركة في منفذ رأس اجدير
خلال جولة تفقدية.. النمروش يشدد على ضمان عودة الحركة في منفذ رأس ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم